نشأ كثير من المنتقدين نشأة زرعت فيهم حب الانتقاد. نشأت إحدى الفتيات على يد أم مكافحة تركها زوجها فعاشت منفردة متحفزة مستعدة للقتال. وكانت الطفلة هي الوحيدة لأمها فقد تشبعت لذلك بشكاوى أمها وهي عاجزة عن تغيير الواقع وكبرت وهي معتقدة أن نقد الناس شيء طبيعي فورثت عادة التذمر والشكوى من أمها فهذا غليظ الرقبة وهذا غير حساس وهذا خامل وهذه عصبية.. إلخ..
والمنتقدون هم فئتان على طرفيّ نقيضين:
* فئة تعلم أنهم مسئولون عن إصلاح الناس ويتدخلون حيث لا يرغب الناس في ذلك وهم رغم هذا مخلصون ويستحقون انتباهنا.
* وفئة أخرى ضعيفة الثقة في النفس وتدافع عن نفسها لا شعوريًا بإلقاء اللوم على الآخرين وهم يحتاجون لعطفنا ومؤازرتنا.
ورغم أن التعامل مع الناقد والمسيطر صعب إلا أنه غير مستحيل. والشخصية التنافسية تشعر في داخلها بعدم الأمان والخوف من الفشل وكأنهم مجبرون بصفة مكررة على إثبات جدارتهم والفوز بالبطولات ويدفعهم هذا الأمر لتفريق الآخرين ليكونوا متسلطين عليهم فرق- شد ولكن الكتاب المقدس يقول في (يع13:3-16):-
"مَنْ هو حكيم وعالم بينكم فليرِ أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة ولكن إن كان لكم غيرة مرة وتحزب في قلوبكم فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي أرضية نفسانية شيطانية لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر رديء".
تذكر أن الناقد لا يريد أن يقلل من كرامتك أو أنه يزيد النقد ضدك عن غيرك من الناس فمراقبة سلوكه ستعلن لك حتمًا أنه يفعل ذلك مع كل الناس.
إن النقد الذي يوجه لنا قد يكون له فائدة، وقد لا يكون.. ففي هذه الحالة علينا تجاوزه. لا توبخ نفسك على خطأ لم تفعله أو عيب ليس منك، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولكن مع ذلك لا تغلق أذانك عن آراء الناس وتعليقاتهم لعلها تنفعك في تطوير شخصيتك.
قال ستانلي جونز: "إن الناقدين هم حراس النفس الذين لا يتقاضون أجرًا" أما إذا كان النقد يوجه لي بسبب داخل الشخص الناقد وليس لعيب فيَّ فيجب أن أتغاضى عن هذا الانتقاد.
إننا عادة ما نلتفت إلى الشخص الذي لا يقبلنا ونوجه عنايتنا لأقواله وننسى المائة شخص الذين يكونون على وفاق معنا. قال أحد المدرسين أنه عندما ينتقدني أحد الطلبة فإن طاقتي الانفعالية كلها تنصب بغير داع على هذا الشخص حتى أنسى باقي الموجودين في الفصل! وأعتقد أننا كثيرًا ما نفعل ما يفعله هذا المدرس.
إن علينا أن نستقبل النقد فقط ممن سوف يستفيدون من نجاحنا أو ممن يخلصون لنا الحب. أما الناقد الحاقد فيجب تجنبه.
قال بولس الرسول: "اسكندر النحاس اظهر لي شرورا كثيرة ليجازه الرب حسب أعماله فاحتفظ منه أنت أيضًا لأنه قاوم أقوالنا جدًا" (2تيم14:4).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonious-kamal-halim/difficult-characters/critics-fault.html
تقصير الرابط:
tak.la/cn4vmr5