106- مشاكل الانتقاديون

مما يدهش، أن المنتقدين يكونون عادة قساة على أنفسهم. فهم ينتقدون أدائهم مثل ما ينتقدون أداء أي شخص آخر، وهذا الاندفاع بدوره يزيد عن الحد. إنهم يريدون حدوث الأشياء وفقًا لطريقتهم الخاصة ويدفعهم ذلك للتورط في مواقف عديدة للتأكد من حدوث الأشياء بطريقة صحيحة. فهذا اندفاع يتلوه اندفاع وهكذا، يبدو أن المنتقدين لا يهدأون أبدًا.

يتأثر المنتقدون بشدة بأهميتهم الخاصة. فهم يزعمون دائمًا لأنفسهم، أنهم في مركز الخبير العليم ببواطن الأمور. فيصرخون قائلين "أرجو ألا تفكر في وضع ذلك الشيء هناك، فلا شك إنك لم تفكر في أنى سوف أشرف على ذلك" نادرًا ما يسأل المنتقدون أسئلة. إنهم بدلًا من ذلك، يتخذون وضع الخبير العليم بكل شيء عن كل موضوع تقريبًا.

"رئيسي يتصيد الأخطاء. وعندما يحدث شيء خطأ، فلابد دائمًا أنها غلطة شخص ما، وهذا يعنى عادة أنها غلطتي. هو يدعو ذلك "النقد البناء" ويقول أنى حساس أكثر من اللازم. إلا أن نقده ينهك قواي. إني أعود للمنزل بعد كل ظهر متعبًا من كثره شكاواه". إذا شعرتم بألفة مع هذه العبارة، فأنتم تعرفون معنى التعامل مع المنتقدين. إنهم متعبون.

إن بعض الأزواج والزوجات يظهرون احترامًا للجميع ما عدا شريك الحياة! فيعاملون العملاء.. ثم يعدون للبيت لتصيد الأخطاء أو استخدام الكلمات الجارحة.

الذين يبيعون السيارات يعرفون نوعًا من الناس لا يشترون سيارة أبدًا لأنهم يدققون في كل صغيرة وكبيرة فهم يستمعون للمحرك فيسمعون فرقعة لا يسمعها أحد غيرهم ويرون عيوبًا صغيرة في التنجيد لا يلاحظها أحد غيرهم والمنتقد هو واحد من هذا الصنف من الناس.

ويبدو أن النساء يملن إلى التذمر والشكوى أكثر مما يميل إليه الرجال وهذا يجعلهم كثيروا النقد أحيانًا.