الأحد الأول: يكلمنا عن إرسالية الرسل. وهذا لأن عيد الرسل يوافق 5 أبيب أي أنه يقع في الأسبوع الأول من شهر أبيب. وهذه القراءة نجدها في (لو1:10-20).
وفى هذه الآيات نسمع أن السيد المسيح يقول لرسله "قولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله" هنا نجد السيد المسيح يؤسس مملكته. وقول السيد "قولوا لهم" هو بشارة للناس أن ملك الله عليهم قد اقترب أي أنه سيحررهم من ملك أخر يستعبدهم. وقطعًا فهو يؤسس مملكته بعد أن أسقط الملك السابق رئيس هذا العالم، أي إبليس (يو30:14). لذلك يقول السيد المسيح لرسله رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء (لو18:10). وقارن بين تشبيه السيد المسيح للشيطان بأنه برق وبين تسمية المسيح بشمس البر (ملا2:4).
1- الشيطان مشبه بالبرق فهو كان مخلوقًا نورانيًا، ولكنه سقط سريعًا ولم يستمر نوره، ولم يعد له مكانًا في السماء، بل صار ظلمة بعد أن كان نورًا وهذا ما يحدث مع البرق، إذ يظهر وينير لكنه سريعًا ما يختفي. أما المسيح فهو كشمس، نوره دائم لا ينقطع.
2- عطايا الشيطان من ملذات العالم هي كالبرق تلمع، ولكنها سريعًا ما تزول ليحل محلها ظلام الحزن والكآبة. أما مملكة المسيح ملك السلام، فهو ينشر نوره وسلامه وفرحه في مملكته بصفة دائمة. وهذا هو الفرق بين لذة الخطية وفرح البر.
الشيطان يتحكم في البشر ويغويهم بملذات العالم وشهواته ثم يذلهم بسببها إذ يقبلونها من يديه ويستعبدهم، وبنفس المنطق هو عرض على السيد المسيح أن يعطيه كل ممالك وملذات العالم إن سجد له (مت8:4، 9). ولذلك اسماه السيد المسيح رئيس هذا العالم.
إذًا الأسبوع الأول نسمع فيه عن تأسيس المملكة عن طريق إرسالية الرسل. الرسل هم جنود السيد المسيح الذين أرسلهم كملك يريد أن يؤسس مملكته.
الأحد الثاني: (مت1:18-9) وفيه يدعونا السيد المسيح أن نرجع ونصير مثل الأولاد وإلا لن ندخل ملكوت السموات. ويعلمنا أن نقطع أيادينا أو أرجلنا إن أعثرتنا، وإلا لن ندخل إلى الحياة. وبهذا فإن هذا الإنجيل يضع لنا قوانين المملكة، مملكة المسيح.
الأطفال= أي بلا شهوات خاطئة. قطع الأيادي والأرجل = قطعًا لا يعنى السيد المسيح المعنى الحرفي، بل يقصد قتل الشهوة الخاطئة التي تحرك الأيادي والأرجل.
وبهذا نفهم أن قانون المملكة هو أن من يدخل ملكوت الله هو من أصبح بلا شهوة خاطئة، أو من مات في داخله الإنسان العتيق. فنحن وُلدنا بطبيعة منفتحة على الشر وتشتهى خطايا العالم. ولكن في المعمودية مات الإنسان العتيق وولد إنسان جديد. صرنا في المسيح خليقة جديدة (2كو17:5) ومع جهادنا يعطينا الروح القدس معونة تسمى النعمة تعمل على إماتة الشهوات الخاطئة فنعود كالأطفال. نقطع اليد مثلًا هو ما قال عنه بولس الرسول "أميتوا أعضاءكم التي على الأرض الزنا النجاسة الهوى الشهوة الردية.." (كو5:3).
وقال عنها أيضًا "احسبوا أنفسكم أمواتًا عن الخطية" (رو11:6). ومن يقف أمام الخطية كميت يجد معونة من الروح القدس، هي النعمة، تعينه على أن تموت الشهوات الخاطئة في داخله. وهذا ما قاله بولس الرسول "إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (رو13:8).
إذًا قراءة الأحد الثاني تعطينا قانون المملكة وهو أن كل من يجاهد ويحسب نفسه ميتًا عن الخطية يعطيه الروح القدس معونة ويُحسب عضوًا في ملكوت الله وتكون له حياة أبدية.
الأحد الثالث: هو إنجيل البركة (معجزة الخمس خبزات والسمكتين) (لو10:9-17).
وهذا إشارة لأن الله ملكنا هو ملك قادر أن يشبع أولاده في مملكته. والشبع ليس فقط شبع البطن، ولكنه شبع لكل عناصر الإنسان من روح ونفس وجسد.
الأحد الرابع: هو إنجيل إقامة لعازر من الأموات (يو11). وهذا ختام طبيعي لأناجيل الشهر. فكل من ينتمي لمملكة المسيح يموت الآن ويستمر فترة في القبر، كما حدث مع لعازر. ولكنه حتمًا سيقوم كما قام لعازر. كما قال السيد المسيح لمرثا أخت لعازر "أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا". "وكل من كان حيًا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد" (يو25:11، 26).
إذًا أناجيل شهر أبيب تكلمنا عن تأسيس مملكة المسيح بعد أن أسقط الملك السابق الشيطان، ليملك هو على قلوبنا. وبنعمته يعيدنا كأطفال ويميت شهواتنا الخاطئة، فننعم ببركاته التي بلا حدود، يشبعنا ويغنينا. وإن متنا بالجسد فبسبب إيماننا به تكون لنا حياة أبدية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/readings/katamares-sundays/abeeb.html
تقصير الرابط:
tak.la/y9sj8yt