بحسب الناموس كان على الكهنة أن يغطوا مائدة خبز الوجوه حينما تحمل خارجًا ولا يراها سوى الكهنة داخل الخيمة (عد4: 1 - 5)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولكن في أيام المسيح كانوا يخرجونها للشعب في الأعياد (مع أن هذا مخالف للشريعة) والمواسم التي فيها يذهب الشعب لأورشليم. وهذه المواسم هي ثلاث.. الفصح والخمسين والمظال. وفيها "ينبغي أن يذهب الرجال ويظهروا أمام الله" بحسب نص الكتاب في الترجمة العربية، ولكن الترجمة الحرفية للنص العبري تذكر "3 مرات في السنة على كل الرجال أن يذهبوا ليروا وجه الله" (خر23: 17، خر34: 23)، ونلاحظ في العبرية أن كلمة "وجه = بانيم" هي نفس الكلمة التي استخدمت في خبز الوجه أو خبز الحضرة. فحينما يرى الشعب خبز الحضرة فكأن الكهنة ينفذون النص العبري للآية ويرى الرجال وجه الله. وحينما يقال أنهم يرون وجه الله فهذا يعنى مجرد علامة أرضية على وجه الله، وليس الوجه الحقيقي فلا أحد يمكنه رؤية وجه الله. وكان الكهنة يحملون مائدة خبز الوجوه وعليها الخبز، وليس المنارة مثلًا لأن المائدة تحمل هذا المعنى. يحملونها وعليها خبز الوجوه ويقول الكهنة للشعب أنظروا محبة الله لكم فخبز الوجوه علامة على العهد الأبدي ومحبة الله لشعبه، هي علاقة كارتباط العريس بعروسه، وهكذا شبه الأنبياء علاقة الله بشعبه (حز16 + إش54 + هو1، 2). وكان اليهود يعتقدون أن ما يقدم على المائدة هو الخبز الأولى الذي قدمه ملكي صادق، الخبز المعجزي المقدم في المكان المقدس. ولكن بعد سنة 70 م. توقف تقديم هذا الخبز، فلقد صار العهد الأبدي هو بين المسيح وكنيسته عروسه. وصار هناك مائدة مقدسة جديدة، هي مأدبة يقدمها لنا الله، نقدم له الخبز ويعطيه هو لنا جسده ودمه كعهد جديد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jewish-eucharist/priests.html
تقصير الرابط:
tak.la/8kn7dpx