(لو10: 1 - 16 + مت9: 36 - 38 ، مت11: 20 - 24 + لو10: 17 - 24)
+ (مت11: 25 - 30 ، مت13: 16 + لو10: 25 ، 38 - 42)
في أثناء إرتحال الرب يسوع جنوبا متجها إلى أورشليم إختار 70 من تلاميذه ليرسلهم أمامه ليبشروا كل قرية ومدينة سيذهب إليها. وكانت وصايا الرب لهم مشابهة لوصاياه للإثنى عشر في معظمها ولكن مختلفة في أشياء أخرى. والقديس لوقا هو الذي أشار لهذه الإرسالية وأن الرب أرسلهم في رحلته الأخيرة إلى أورشليم. وكان ذلك قبل عيد المظال الذي كان من نتيجة حوار المسيح مع اليهود خلاله في أورشليم أن بدأ إضطهاد اليهود للمسيح (يو7: 44 ، 8: 59)، وأيضًا ما عاد المسيح يمشى علانية بين اليهود (يو11: 54). إذًا إرسالية السبعين كانت بعد مغادرته الجليل نهائيا، وأيضًا مغادرته شرق البحيرة حيث العشر المدن، وقبل عيد المظال وفي أثناء رحلته الأخيرة إلى أورشليم.
كان للإثنى عشر الدرجة الرسولية وهذه لها قوتها وسلطانها. أما السبعين فلم تكن لهم قوة وسلطان هذه الدرجة الرسولية، كان الإثنى عشر مرسلين لكل العالم أما السبعين فمهمتهم مؤقتة في حدود إعداد الطريق للمسيح في كل مدينة أو قرية كان مزمعا أن يزورها في طريقه لأورشليم. [رأينا بعد ذلك من التاريخ أن كثيرين من الـ70 إنطلقوا يبشرون في كل مكان]. وكان السبعين من التلاميذ الكثيرين المحيطين بالمسيح. ويلاحظ الأرقام: 12 تلميذ مع 12 سبط و70 رسول مع 70 شيخًا يساعدون موسى. وإستمر رقم 70 وسط اليهود فكان عدد السنهدريم 70 وأيضًا من ترجم السبعينية 70 شيخا. وكانت إرسالية السبعين اثنين اثنين بينما الإثنى عشر كلٌ إنطلق بمفرده. كان عمل السبعين إعداد من يذهبوا إليهم ليستقبلوا المسيح الملك كما عمل يوحنا المعمدان تمامًا. ولم يحذر الرب الـ70 من دخول مدينة للسامريين، فمهمتهم ستكون في بيرية ولن يمروا بالسامرة. ونلاحظ أنه في وصايا الرب للـ 12 قوله "فإن كان البيت مستحقا" بينما في وصاياه للـ 70 جاء التعبير "فإن كان هناك ابن السلام". وكلا التعبيرين واحد فتعبير ابن السلام هو تعبير يهودي بحت يعنى من هو مستحق للسلام. وهذا يعنى قبول رب البيت وأهل البيت لهم.
ونلاحظ أن الويلات التي نطق بها الرب على كورزين وبيت صيدا بعد إرسالية الـ70 (لو10: 13) أوردها متى ومرقس بعد كلام الرب يسوع عن المعمدان (مت11: 20). ومعنى هذا أن رسالة المسيح ستصل للجميع سواء من المسيح نفسه (كما في حالة كورزين وبيت صيدا) أو عن طريق تلاميذ ورسل المسيح أو عن طريق دعوة يوحنا المعمدان، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ولكن الويل لمن يرفضها. (الويلات كانت لكفرناحوم، البلد التي شرفها وباركها الرب يسوع نفسه وسكن فيها فإرتفعت للسماء - فإبن الله من مواطنيها - لكنها رفضته. والويلات تكون بقدر الإمتيازات التي حصلوا عليها فهم لم يؤمنوا. لذلك قارنهم الرب بسدوم وعمورة. بينما قارن كورزين وبيت صيدا بصور وصيدا، وصور وصيدا إختفوا كمدن كبيرة بينما سدوم وعمورة إحترقوا تمامًا. [ونلاحظ الفرق فكفرناحوم سكن المسيح فيها بينما كورزين وبيت صيدا رأوا معجزات فقط. ونقارن هذا بنا فنحن المسيحيين سكن المسيح فينا "لى الحياة هي المسيح" + "المسيح يحيا في" ولنرى عقوبة من يهين جسد ابن الله بالزنا "من يُفسِد هيكل ابن الله يفسده الله" أما الآخرين الذين رأوا أعمال المسيح ومعجزاته ولم يؤمنوا فعقوبتهم أقل] وبيت صيدا كانت ميناء للصيد في كفرناحوم، وكورزين غير محدد مكانها تمامًا الآن، لكن القديس جيروم يضعها على بعد 2 ميل من كفرناحوم. وفعلا يوجد نبع ماء بإسم كيريزا شمال غرب كفرناحوم (وواضح تشابه الأسماء) وبهذا يكون تحديد القديس جيروم مطابق للواقع الحالى. وكلمة كيروز تعني جرة ماء وكورازين تعني جرار ماء. وبهذا تكون بيت صيدا جنوب كفرناحوم، وكورزين في شمالها وهى المناطق التي صنع فيها الرب يسوع معظم معجزاته وعلم فيها طويلًا.
وعاد السبعون بفرح من إرساليتهم. وما يفرح قلوبنا أننا نجد أن فرحهم كان سبب فرح للرب يسوع نفسه (لو10: 17 ، 21) [قارن مع (إش65: 17 - 19) ففرحنا هو فرح الرب]. ونرى هنا تضاد آخر مع تعاليم الربيين المنتفخين بعلمهم "أن الله يعلن أسراره للبسطاء كالأطفال وليس لهؤلاء الحكماء المنتفخين". هنا نفهم أن الأطفال المقصود بهم أنهم كانوا حكماء متعظمين وإختاروا المسيح فحولتهم النعمة إلى بسطاء كالأطفال.
نجد القديس متى بعد هذه الكلمات مباشرة يلحقها بموضوع النير الهين. والرب أرسل تلاميذه ورسله في مهمة صعبة وفي وسط رافض ليكرزوا ويعلموا حقائق إيمانية لم يفهمها الحكماء، فمن أين لهم كل هذا. نجد أن الآيات التي تسبق موضوع النير الهين هي "... ليس أحد يعرف الابن إلا الآب ومن أراد الابن أن يعلن له" وبهذا صارت علاقة المسيح بأبيه هي مصدر كل قوة وسلطان وحكمة وبركة ومعرفة لمن إرتبط بالمسيح أي حمل نيره فالنير هو ما يربط ثورين معًا. ولذلك وجد الرسل طريقهم سهلا فرجعوا فرحين، وهكذا كل من يقبل أن يرتبط بالمسيح يجد أن ما يكلفه به المسيح سهلا فالحقيقة أن المسيح هو الذي يحمل الحمل عنا. وهذا عكس نير الربيين الثقيل الذي هو تعاليمهم وفروضهم التي كانت ثقيلة جدًا. وفي المقابل نجد أن تنفيذ وصايا المسيح سهلًا وإحتمال الألم لأجله سهلًا. وكانت كلمة نير كثيرة الإستعمال في ذلك الزمان وتعنى الخضوع لواجبات وظيفة معينة، وهناك نير الناموس أي الإلتزام بوصاياه ونير الحكومة أي الإلتزام بقوانينها وهكذا. وقالوا أن الأسباط العشرة حينما رفضوا نير الناموس إستحقوا أن يتشتتوا. والخضوع للنير يستلزم الخضوع بحرية. وهناك تفسير في المدراش للآية (أم30: 1) "كلام أجور ابن متقية مسا" أن هذا هو سليمان الملك [ راجع التفسير الخاص بالآية] وأن كلمة مسا تعني الوحي وكلمة الوحي تعني حمل ثقيل. فقالوا في المدراش أن سليمان قبل نير المملكة وهو حمل ثقيل كلفه به الله لذلك باركه الله.
وضع القديس لوقا قصة الناموسي الذي قام ليجرب المسيح عن ماذا يعمل ليرث الحياة الأبدية؟ ثم أجاب الرب "ما هو مكتوب كيف تقرأ" وكانت إجابة الناموسي صحيحة أي المحبة. فأجابه الرب "إفعل هذا فتحيا". [وهذه القصة جاءت في مكانها تمامًا. فلا يمكن فعلًا تنفيذ وصية محبة الله، ومحبة الجميع بما فيهم الأعداء بدون أن نرتبط بنير المسيح، والروح القدس هو الذي يعطينا المحبة. ثم تأتى قصة بيت مريم ولعازر بعد ذلك وهى تطبيق على بيت كله محبة. صاحب البيت يستضيف المسيح في حب. ومريم تحت قدمى المسيح في حب ومرثا تخدم في حب].
في طريق السيد إلى أورشليم وقبل عيد المظال مر ببيت لعازر الذي يحبه وأختيه مرثا ومريم، وذلك في بيت عنيا الموجودة بجانب أورشليم. وربما أن من إكتشف هذه العائلة وقبولها للمسيح كان أحد السبعين في إرساليتهم. وقد بقى الرب في بيت لعازر حتى إنتصف العيد فصعد إلى أورشليم وكان يُعَلِّم (يو7: 14). [والأغلب أن هذا البيت هو بيت سمعان الأبرص الذي شفاه المسيح وهو غالبا والد لعازر ومريم ومرثا].
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-antonios-fekry/jesus-the-messiah/other-events.html
تقصير الرابط:
tak.la/yn47sds