![]() |
1- في البتولية نجد أنه من العسير بل بالأحرى مستحيل أن نقابل مثل هذه الضيقات، ولكن في الزواج من العسير ألا نقابل مثل هذه الضيقات، وإن كان في الأسر التي تُعتبر سعيدة تنشأ عديد من الأمور المتعبة وكثير من المآسي - فماذا نقول عما يحدث بدون نزاع للأسر التعيسة؟ فالزوجة عليها أن تخاف أكثر من موت، مع أنها لن تموت أكثر من مرة واحدة، وعليها أن تهتم وتقلق لأكثر من نفس مع أنها لا تملك إلا نفسًا واحدة، فهي ترتعد لأجل زوجها ولأجل أولادها ولأجل عائلاتهم المكونة من زوجات وأطفال (أحفادها)، وكلما زادت الأغصان الخارجة من الأصل، كلما تزايدت الهموم لئلا يحدث لهذا أو ذاك شر من فقد الأموال، مرض، أو أي حدث مزعج يضطرها للاكتئاب، والحزن بنفس القدر للضحايا أنفسهم (من أفراد عائلتها).
وإن مات الكل قبلها فهنا حزن وألم لا يُطاق، وإن حدث واختطف الموت بعضهم في ريعان الشباب والصبا، فهي لن تعرف وجودًا لتعزية خالصة في مثل هذا الحال.
2- لأن المخاوف المتواصلة التي تهز كيانها من أجل الأحياء لن يقلله أو يلاشيه حزنها على الأموات، ولنقل لإثارة الاندهاش، إنه سيكون مؤلم أكثر. لأن الزمن كفيل بتلطيف وتسكين الحزن على الأموات، ولكن قلقنا على الأحياء لا يتوقف والموت هو الوحيد الذي يستطيع أن يضع حدًا له. وإن كانت حياتنا فيها أحزانًا بالقدر الكافي، فأي حياة ستصير لنا إن كان يجب أيضًا أن نبكي أحزان الآخرين؟
كثير من الزوجات غالبًا ما ولدوا من أبوين مشهورين وتربوا في مستوى عالٍ من الرفاهية وتزوجوا أحد عظماء هذا العالم، وفجأة وقبل أن يتمتعوا بهذا النعيم وقع عليهم خطب كزوبعة أو إعصار وغطسن أيضًا إذ صرن مسلّمات لمخاوف ورعبة الغرق وهن اللائي كن يتمتعن بخيرات لا حصر لها قبل الزواج فأغرقهن الزواج في كارثته الأخيرة.
ولكن هنا أيضًا من يعترض عليّ أن هذه الشرور لا تحدث لكل الزواجات ولا على الدوام. على الأقل لن تعفى كلهن، نعم وأنا أيضًا سأردد لنفسي: إن البعض لهم خبرة مباشرة بهذا، ولكن الذين أفلتوا منها، فإن الإحباط والمخاوف تعذبهم والعذراء توجد دائمًا فوق هذه الخبرة (المؤلمة) وهذا الإحباط والخوف.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-virginity/married-grieve.html
تقصير الرابط:
tak.la/cz29zbv