 |
10- إنكم ستُدعون المستنيرين حديثًا لأن نوركم دائمًا حديثًا -إن أردتموه أن يكون هكذا- لن ينطفئ أبدًا. على أي حال سنأخذه فالليل يتبع نهار هذا العالم، لكن الظلمة لا تدرك ضياء هذا النور الجديد. "النور يضئ في الظلمة والظلمة لم تدركه" (يو 1: 5). بالتأكيد هذا النور (المادي) ليس مضيئًا هكذا مثل النفس المستنيرة والتي ستصير أبهى من جراء النعمة التي تنالها من الروح.
11- انظر عن قرب لطبيعة هذه الأشياء. عندما يأتي الليل وتصير ظلمة، كثيرًا ما يرى الإنسان الرداء على أنه أفعى، وعندما يقترب منه صديق فيهرب منه كما لو كان يهرب من عدو، وعندما يسمع ضجيجًا ينزعج. لكن لا شيء مثل هذا يحدث في وضح النهار، فكل شيء يُرى على حقيقته.
12- نفس هذا الأمر يحدث فيما يختص بنفوسنا. فعندما تأتي النعمة تدفع الظلمة من ذهننا، حينئذ نعرف الأشياء على طبيعتها الحقيقية، وما كان مخيفًا لنا من قبل يصير الآن تافهًا في أعيننا. ولن نعد نخاف من الموت بعد أن علمنا بدقة من هذه المعمودية المقدسة أن الموت ليس هو موت، بل هو نوم ورقاد لا يستمر إلا لوقت. نحن لا نخاف من الفقر والمرض أو أيًا من هذه البلايا لأننا نعلم أننا في طريق إلى حياة أفضل، حياة منيعة على الموت والفناء وخالية من مثل كل هذه المتباينات.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
13- فليتنا لا نعد نلهث وراء خيرات هذه الحياة من الأكل الفاخر والملابس الغالية الثمن. لأن لكم أعظم الثياب ولكم وليمة روحية ولكم المجد الذي يأتي من فوق، والمسيح قد صار كل شيء بالنسبة لكم طعامًا ولباسًا ومنزلًا ورأسًا وأصلًا. "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غلا 3: 27). فانظروا كيف أنه صار لباسًا لكم؟!
14- هل تريدون أن تعرفوا كيف أنه صار أيضًا طعامكم؟ إن المسيح يقول: "كما أنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي" (يو 6: 57). وهو أيضًا يصير مسكننا: "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت (يسكن) فيّ وأنا فيه" (يو 6: 56). وهو أيضًا يظهر أنه أصلنا وأساسنا عندما يقول: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان" (لو 15: 5). ولكي يظهر أنه لكم بمثابة الصديق والأخ والعريس يقول: "لا أعود أسميكم عبيدًا، بل أنتم أحبائي" (يو 15: 5). وأيضًا فإن بولس الرسول يقول: "لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو 11: 2). ويقول أيضًا: "ليكون هو بكرًا بين إخوة كثيرين" (رو 8: 29). وليس فقط نحن نصير إخوته بل دعانا أيضًا أولاده وذلك عندما قال: "هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب" (إش 8: 18). ولسنا نصير أولاده بل أعضاءه وجسده. وكما لو كانت كل الأشياء التي ذكرتها الآن غير كافية لإثبات حبه والعطف الذي يظهره نحونا، فإنه أقام شيئًا آخر أعظم وأكثر من كل هذه وذلك عندما تحدث عن نفسه كرأس لنا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/pcz7xh7
