15- أيها الأحباء إذ قد علمتم كل هذه الأشياء، فاجعلوا ردكم على المحسن إليكم عن طريق سمو سلوككم. وبعد أن عرفتم مدى عظمة ذبيحته زينوا أعضاء جسدكم. تأملوا ما أخذتموه في يدكم ولا ترفعوها أبدًا لتضربوا بها آخر لا تشينوا بخطية الضرب -اليد- التي كُرّمت بمثل هذه العطية العظيمة جدًا. تأملوا ما أخذتموه في يدكم واحفظوها خالية من كل طمع وسرقة.
![]() |
16- انظروا أنكم ليس فقط نلتم في يدكم هذه العطية بل أنكم رفعتموها لفمكم(114)واحفظوا لسانكم نظيفًا من كل الكلمات المشينة والبذيئة والتجديف واليمين الحانثة وكل الخطايا الأخرى التي من هذا النوع. لأنه عمل فظيع ومهلك أن تأخذ اللسان الذي يُستخدم لمثل هذه الأسرار المهوبة والذي قد صار قرمزيًا (أي تخضب) بمثل هذا الدم الثمين الذي صار سيفًا من ذهب وأن نغير مساره إلى الإساءة والوقاحة والنكات السفيهة. ليكن لكم توقير للكرامة التي أُنعم بها عليه (أي على اللسان) ولا تهبطوا به إلى دناءة الخطية.
17- بعد أن تنظروا هذا، ينال القلب -بعد اليد واللسان- هذا السر المهوب فلا تعد تتآمر بالخيانة ضد جارك بل احفظ ذهنك خاليًا من كل خبث. وبهذه الطريقة تستطيع أن تحفظ عينيك وأذنيك في مأمن. لأنه أليس من السخف أنه بعد سماعكم لذلك الصوت السري الذي يأتي من فوق -أعني صوت الشاروبيم- أن تدنسوا آذانكم بأغاني الغانيات والتمثيليات المخلة؟
18- ألا تستحقوا أقصى عقوبة إن كنتم تستخدمون نفس العينين التي تنظروا بها هذه الأسرار المهوبة والفائقة الوصف لتنظروا إلى الداعرات وتقترفوا الزنا في قلوبكم؟ أيها الأحباء أنتم مدعوون إلى زيجة روحية فلا تتقدموا إليها مرتدين ثيابًا مغطاة بقذارة، بل ارتدوا ثيابًا تليق بحفلة العرس.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
19- حتى إن وجد أناس في منتهى الفقر فإنهم غالبًا إما أن يقترضوا أو يشتروا ثيابًا نظيفة عندما يكونوا مدعوين لحفلة زواج أرضي، وهم يرتدون هكذا لكي يذهبوا لملاقاة من دعوهم. لكنك مدعو لعرس روحي ووليمة ملكية فانظر إذًا أي نوع من ثياب العرس ينبغي أن تشتري. ومن ناحية أخرى لا يوجد هناك حاجة لك لشرائه، لأن الذي دعاك سيعطيك الثياب كهبة منه، (لذا) لا يمكنك تقديم فقرك كعذر.
20- فاحفظ الرداء الذي أخذته، وإن قضيت عليه فلن يمكنك اقتراض أو شراء آخر. لا يوجد موضع يمكنه أن يبيع هذا النوع من الثياب. هل سمعتم كيف أن أولئك الذين اعتمدوا من قبل يتأوهون ويقرعون صدورهم لأن ضميرهم يزعجهم في هذا الأمر؟ فانظر لهذا أيها المحبوب أن لا تجوز إطلاقًا هذه الخبرة ولكن حتمًا ستجوزها إن لم تلق بعيدًا عنك العادة الخبيثة للأعمال الشريرة.
_____
(114) في عصر ذهبي الفم كان المتناول يأخذ الجسد في يده ويرفعه إلى فمه ويناول نفسه بنفسه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/c38d3k9