11- لكنني عندما سمعت لقب العروس تذكرت دين قديم عليّ. لقد وعدت بأن أخبركم لماذا دُعينا مؤمنين. لماذا -إذن- دُعينا هكذا؟ نحن المؤمنين قد صدقنا أشياء لا يمكن لأعيننا الجسدية أن تراها. هذه الأشياء عظيمة ومهوبة وتفوق طبيعتنا. فلا التأمل أو الإدراك البشري يستطيع أن يكشف ويفسر هذه الأشياء بل بالإيمان نفهمها جيدًا. كذلك فإن الله قد صنع لنا نوعين من الأعين، تلك التي للجسد والأخرى التي للإيمان.
![]() |
12- عندما تأتون إلى المعمودية المقدسة، فإن عيني الجسد ترى ماء بينما عيني الإيمان ترى روح. الأعين الجسدية ترى الجسد يعتمد، الأخرى ترى العتيق يُدفن. عينا الجسد ترى الجسد اغتسل، بينما عينا الإيمان ترى النفس تطهرت. عينا الجسد ترى الجسد صاعدًا من الماء، بينما عينا الإيمان ترى الإنسان الجديد صاعدًا من هذا التطهير المقدس يلمع ببهاء. إن أعيننا الجسدية ترى الكاهن كما من فوق يضع يده اليمني على رأس من يعتمد، وأعيننا الروحية ترى رئيس الكهنة الأعظم بينما هو يمد يده غير المرئية ويلمس رأس المعتمد. لأن الذي يعمد -في تلك اللحظة- ليس هو إنسان بل ابن الله الوحيد الجنس نفسه.
13- وما حدث فيما يختص بجسد الرب (في المعمودية) يحدث أيضًا فيما يختص بكم. فمع أن يوحنا ظهر بأنه ممسك بجسد الرب من الرأس، فإن الكلمة الإلهي هو الذي اقتاد جسده (ذاته) ليغطس في نهر الأردن وعمده. إن جسد الرب قد اعتمد بالكلمة وبصوت أبيه من السماء قائلًا: "هذا هو ابني الحبيب" (مت 3: 17)، واستعلان الروح القدس الذي حلّ عليه (على هيئة حمامة). هذا أيضًا يحدث فيما يختص بجسدكم. إن المعمودية تتم باسم الآب والابن والروح القدس. لذلك فإن يوحنا المعمدان لتعليمنا أخيرنا أنه ليس بإنسان هو الذي يعمدنا بل الله وذلك عندما قال: "الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلًا أن أحل سيور حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار" (مت 3: 11).
14- لهذا السبب فإن الكاهن عندما يعمد فإنه لا يقول "إنني أعمد فلان الفلاني". بل يقول "فلان الفلاني يُعمد باسم الآب والابن والروح القدس". وبهذه الطريقة يبين أنه ليس هو الذي يعمد بل أولئك الذين تم استدعاؤهم وهم الآب والابن والروح القدس.
15- لذلك فإن عظتي اليوم دُعيت "عظة إيمان" ولن ائتمنك اليوم على شيء آخر إلا إذا كنت تقول "أؤمن" فهذه الكلمة هي حجر أساس لا يتزعزع يُبنى عليه بناء راسخ. كذلك فإن بولس الرسول يقول أيضًا "لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود" (عب 11: 6).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
16- لذلك يا من أنت اليوم قادم إلى الله آمن به أولًا، وبعد ذلك انطق هذه الكلمة بوضوح وبصوت عالٍ، لأنه إن لم تستطيع فعل هذا لن يمكنك أن تتكلم أو تفهم أي شيء آخر. دعني أعبر على هذا الميلاد السري الذي ليس له شهود من البشر، وأقدم لك ذلك الميلاد الذي حدث هنا (في الأرض) وشهده الكثيرين. ومن خلال هذا الشرح ذاته، سأؤّمن إيمانك في (بعض) أمور، لأنه بدون إيمان لا يمكن لك على الإطلاق أن تقبلها.
17- إن من لا يمكن احتوائه، والذي يحتوي ويسوس الكل قد أتى إلى بطن العذراء. أخبرني كيف تم هذا وبأي طريقة؟ (بالطبع) لا يمكنك تفسير هذا. لكن إن أتيت إلى الإيمان فإيمانك يستطيع أن يشبعك إلى الملء. يلزمنا في الأمور التي تفوق ضعف إدراكنا وأفهامنا أن نتوجه إلى الإيمان. إن متى الإنجيلي الذي كتب عن هذا الميلاد لم يفهم طريقة الولادة، لأنه قال "وجدت (مريم) حُبلى من الروح القدس" (مت 1: 18)، لكنه لم يعلمنا كيف تم هذا الحدث. ولا حتى الملاك جبرائيل فهمه، لأنه كان عليه فقط أن يقول "الروح القدس يحل عليك وقوة العليّ تظللك" (لو 1: 35). لكنه لم يفهم كيف أو بأي طريقة تم هذا.
18- لكن بالنسبة لتلقين الإيمان، فأنا سأترك هذه المهمة لمعلمكم (الأسقف) وسيمكنني أن أتحدث إليكم عنه في وقت آخر عندما يكون حاضر كثير من غير المعمدين(110). ولكن ما لا يمكن إخباركم به عند تواجد غير الجاهزين ينبغي عليكم أن تسمعوه الآن فقط وسأخبركم به اليوم مع المعمدين سويًا معكم.
_____
(110) نستنتج من هذه المقولة أن غير المعمدين -أي الذين لم يتجهزوا تمامًا للمعمودية- على الأقل قد تم استبعادهم من هذه الأحاديث السرائرية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/p7b9sgm