16- هل تريدون أن تعلموا أيضًا من أي مصدر قوة هذا الدم؟ انظروا من أين سال أولًا وأين منبعه! لقد سال من الصليب من جنب الرب. إن القديس يوحنا الإنجيلي يقول "إنه عندما مات المسيح وكان لا يزال على الصليب أتى الجندي وضربه بالحربة في جنبه فللحال خرج ماء ودم. واحد منهما كان رمزًا للمعمودية والآخر كان رمزًا للأسرار. لذلك هو لم يقل دم وماء بل خرج الماء أولًا(99) وبعد ذلك الدم، إذ أن المعمودية أولًا وبعد ذلك الأسرار. إذًا فقد كان الجندي هو الذي فتح جنب المسيح ونقب خلال سور الهيكل المقدس. لكن أنا الشخص الذي وجد الكنز وحصل على الثروة. هكذا كان الحال مع الحمل فاليهود ذبحوه لكن أنا أحصل على جائزة الخلاص التي أتت من هذه الذبيحة.
![]() |
17- وهناك خرج من جنبه ماء ودم. أيها الأحباء لا تعبروا على هذا السر دون تأمل، لأنه لا يزال لدي تفسير سري (مستيكي) سأعطيه. لقد قلت أنه يوجد رمز للمعمودية والأسرار في هذا الدم وهذا الماء. إنه من كلاهما نشأت الكنيسة "بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تي 3: 5) بالمعمودية والأسرار. لكن رمزي المعمودية والأسرار أتيا من جنب المسيح (المطعون بالحربة)، لذلك فإن المسيح قد صنع الكنيسة من جنبه تمامًا كما صنع حواء من جنب آدم.
18- لذلك موسى أيضًا في سرده لقصة الإنسان الأول ذكر أن آدم قال "هذه عظم من عظامي ولحم من لحمي" (تك 2: 23) مشيرًا لنا بذلك إلى جنب المسيح. وكما أخذ الله في ذلك الوقت ضلعًا من آدم وجبل منه حواء، هكذا أيضًا أعطانا المسيح من جنبه دمًا وماء وكون الكنيسة. وكما أخذ ضلعًا من آدم عندما كان في نوم (سبات) عميق، هكذا الآن أعطانا المسيح الدم والماء بعد موته، الماء أولًا وبعد ذلك الدم. لكن ما كان هناك سبات عميق صار الآن موت، لكي ما تعلموا من الآن أن هذا الموت هو رقاد.
19- هل رأيتم كيف يتحد المسيح بعروسه (الكنيسة)؟ هل ترون بأي طعام يطعمنا كلنا؟ إنه بنفس هذا الطعام تشكلنا وبه نغتذي. وكما تطعم المرأة وليدها بدمها (قبل ولادته) ثم باللبن (بعد ولادته)، هكذا المسيح يغذي دائمًا بدم نفسه أولئك الذين ولدهم.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
20- وحيث أننا قد انتفعنا من عطية هكذا عظيمة، فليتنا نُظهر غيرة فائضة ونتذكر العقد الذي أبرمناه معه. إنني أتحدث إليكم سويًا سواء الموعوظين و(كذلك) أنتم الذين اعتمدتم حتى ولو كان مضى وقت طويل على عمادكم إذ أن نفس التوجيه هو موجه للكل، لأننا كلنا قد عقدنا الاتفاقية معه ليس بحبر بل بالروح، ليس بقلم بل بألسنتا، لأن اللسان هو القلم الذي به نكتب اتفاقياتنا مع الله. لذلك قال داود "لساني قلم كاتب ماهر" (مز 45: 1). نحن اعترفنا بسيادة الله، ولفظنا سيطرة إبليس هذه، كانت الإمضاء، هذه كانت الاتفاقية هذا كان العقد.
21- لنسعى ألا نسقط مرة ثانية ونصير مديونين للصك القديم. إن المسيح قد أتى مرة ووجد (ونقض) صك الدين الذي كتبه ووقعه آدم أبونا الأول. لأن آدم هو الذي بدأ بإبرام صك الدين ونحن زدنا الدين بخطايانا التي اقترفناها بعد ذلك. لقد كتب لنا في هذا العقد اللعنة والخطية، الموت ودينونة الناموس لنا. إن المسيح قد محا كل هذا وسامحنا بالدين الذي علينا. إن بولس الرسول يصرخ قائلًا "إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدًا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرًا إياه بالصليب (كو 2: 14). إنه لم يقل طمس الصك ولا قال شطبه، بل سمّره في الصليب لكي لا يبقى له أثر، ولهذا السبب لم يطمسه بل مزقه إربًا، إربًا. إن مسامير الصليب مزقت الصك ولاشته كليًا لكي لا تكون له أية صلاحية في المستقبل.
22- ولم يمحي صك ديننا في ركن ما سري بل محاه على مرأى من العالم ومن موضع سامٍ وكأنه يقول: دع الملائكة ترى، دع رؤساء الملائكة يرون، دع القوات السمائية ترى، بل دع الشياطين الأشرار وإبليس نفسه يرى. لقد كان هؤلاء الأشرار هم الذين جعلونا مديونين لدائنينا، لكن قد مُحي الصك الآن لكي لا يعد للدائنين فرصة يزعجوننا بها.
_____
(99) هذا بحسب النص الذي أمام القديس يوحنا ذهبي الفم. وقد جاءت بهذا الترتيب نفسه في (1يو 5: 6).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/463n2rv