![]() |
23- حيث أن الصك القديم قد مُحي، ليتنا نحترس لئلا يأتي علينا صك ثاني، لأنه لا يوجد صليب ثاني أو مغفرة ثانية بميلاد ثاني (آخر). توجد مغفرة (بالتوبة) لكن ليس هنا مغفرة ثانية بالمعمودية. إنني أحثكم ألا نصير مهملين. لقد خرجتم من مصر فلا تطلبوا مصر ولا شرور مصر مرة أخرى، ولا تفكروا أبدًا في الطين وصناعة طوب اللبن. إن أمور الحياة الحاضرة هي طين وصناعة طوب، إذ أن الذهب نفسه قبل أن يكون ذهب فهو ليس شيئًا آخر سوى تراب.
24- إن اليهود قد رأوا عجائب وأنتم سترون عجائب أعظم وأكثر بهاءً من تلك التي رآها اليهود عند خروجهم من مصر. أنتم لم تروا فرعون وكل قواته غرقى بل رأيتم إبليس غرق وكل قواته. اليهود قد جازوا البحر وأنتم جزتم بحر الموت. لقد تخلصوا من المصريين وأنتم تخلصتم من الشيطان. هم تخلصوا من عبوديتهم للبربر وأنتم تخلصتم من عبودية الخطية القاسية جدًا.
25- هل ترغبون في معرفة طريقة أخرى بها اُعتبرتم جديرين لعجائب أعظم؟ إن اليهود لم يستطيعوا أن يروا وجه موسى متجليًا مع أنه من جنسهم ورفيقهم في العبودية، لكن أنتم رأيتم وجه المسيح في مجده. إن بولس صرخ بصوت عظيم قائلًا: "ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف" (2 كو 3: 18). في ذلك الوقت كان المسيح (الصخرة) يتبعهم، أما الآن فهو يتبعنا بالأكثر. إن المسيح تبعهم (آنذاك) بفضل موسى، وهو يسير معنا ليس فقط بفضل موسى الجديد، بل بفضل طاعتكم المذعنة. بالنسبة لليهود بعد الخروج كانت الصحراء، وبالنسبة لكم بعد الخروج ستأتي السماء. هم كان لهم موسى قائد وزعيم عظيم، ونحن لنا موسى آخر، نحن لنا الله الذي يقودنا ويدبرنا.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
26- ماذا كانت صفات موسى القديم؟ "وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس" (عد 12: 3). إن المرء لن يخطئ إن وصف موسى الآخر بنفس الوصف، لأن روح الوداعة (الروح القدس) كان معه إذ أنه مرتبط به (متحد) جوهريًا. في تلك الأيام مد موسى يده نحو السماء وانزل المن خبز الملائكة، وموسى الآخر هذا مد يده نحو السماء وانزل طعام الحياة الأبدية. موسى ضرب الصخرة فتفجرت المياه، موسى الآخر لمس المائدة الروحية وضربها وجعل أنهار الروح القدس تنبثق منها. لذلك فإن المائدة مثل نبع تقع في الوسط لكي يحيط القطيع من كل جانب بالنبع ويتمتع بميزة المياه المخلّصة.
27- حيث أن لنا مثل هذا النبع وحياتنا هكذا، إذ أن مائدتنا تئن من ثقل البركات التي لا تُعد ومن العطايا الروحية الفائضة من كل جانب فلنتقدم بقلب خالص وضمير نقي لكي ما ننال نعمته ورحمته ليعيننا في احتياجاتنا بنعمة ورأفة الابن الوحيد الجنس ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي به وله مع الآب والروح القدس المحيي المجد والإكرام والسلطان الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/gvf4wss