مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تعاليم للموعوظين: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

35- اللسان متعود على اقتراف خطايا عديدة متعددة الأنواع مثل الإساءة والتجديف، الكلام البذيء والاغتياب، القسم والحنث بالقسم. لست أريد أن أغرق أذهانكم اليوم بتعداد كل خطايا اللسان مرة واحدة، لذلك سأشرح لكم اليوم شريحة واحدة فقط وهي أن تأخذوا حذركم من الحلفان.

37- إنني أقول وأعلن لكم اليوم إنني لن أتحدث عن أي موضوع آخر ما لم تتحاشوا ليس فقط القسم، بل أيضًا الأقسام التي تبررون الحلفان بها. إن معلمي المدرسة لا يعطون تلاميذهم الدرس المقبل ما لم يروا أن الدرس السابق قد تثبت حسنًا في أذهانهم. إذن فمن الحماقة بالنسبة لي أن أعطي درسًا آخر وأنتم لا تزالوا غير قادرين على سرد الدروس السابقة التي أعطيتها، فهذا الأمر سيكون مثل من يصب ماء في جرة مثقوبة.

St-Takla.org Image: A tongue - New Testament Illustrations - The Bible in Pictures (The New Bible Symbols), by M. Bihn & J. Bealings, 1922 صورة في موقع الأنبا تكلا: لسان - صور العهد الجديد - كتاب الإنجيل في صور (رموز الإنجيل الجديدة)، 1922، لـ م. بين وجي. بيلينجز

37- إذن فلتأخذوا حذركم تمامًا لكي لا تلجموا لساني عن إعطاء مزيد من الإرشادات الروحية. إن الحلفان خطية خطيرة جدًا. إنه خطية خطيرة لأنه لا يبدو كذلك، وأنا أخشاه لأن لا أحد يخشاه! عندما لا يبدو المرض أنه مرض فإنه عديم العلاج. وأن مجرد الكلام ليس جريمة وهكذا (بنفس الطريقة) لا يبدو الحلفان أنه جريمة (خطية) والناس يشعرون بحرية تامة في اجتياز هذا الطريق غير الشرعي، وإن وبخهم شخص ما على هذه الممارسة يسخرون في الحال منه ويستهزأون به ليس لأنه وبخهم على حلفانهم بل لأنه أراد أن يشفيهم من هذا المرض. لذلك دعوني أتكلم باستفاضة عن هذا الموضوع لأنني أريد أن أقلع هذه العادة من جذورها العميقة وانزع هذا الشر الذي تأصل منذ زمن طويل.

38- إنني لست أتكلم فقط عن اليمين الكاذبة بل حتى عن اليمين الصادقة لكن ربما يقول شخص ما إن فلان إنسان طيب وكاهن ويحيا حياة التعفف والتقوى ومع ذلك فهو يحلف. لست أريدكم أن تحدثوني عن هذا الكاهن التقي الطيب والوديع. لنفترض -إن أردتم- أن يكون بطرس أو بولس أو حنى ملاك أتى من السماء، فلست حتى في مثل هذه الأحوال انظر إلى كرامة الأشخاص. إنني لست اعتبر شريعة أي خادم في موضوع القسم، بل اعتبر شريعة الملك.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

39- عندما نقرأ ما كتبه الملك فليصمت خادمه أيًا كانت رتبته. إن كان يمكنكم أن تخبروني أن المسيح أمر بالحلفان أو أن المسيح لم يعاقب الذي تصرف هكذا، برهنوا لي هذا وأنا أوافقكم، لكن إن هو كان حريصًا هكذا أن يحفظنا بعيدًا عن هذه الممارسة واتخذ هكذا احتياطات ضدها لكي يضع من يحلف إلى جانب إبليس "ليكن كلامكم نعم، نعم، لا، لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير" (مت 5: 37) - فلماذا تقدمون حالة هذا الإنسان أو ذاك؟ إن الله لن يبرئكم بسبب إهمال رفيقكم في العبودية بل إنه سيحاسبكم بحسب بنود شرائعه.

40- إن كان هو قد أمر بهذا فينبغي أن نطيع ولا ينبغي أن نستخدم هذا الإنسان أو ذاك ذريعة ولا نحشر أنفسنا في الأفعال الأثيمة للناس الآخرين. أخبروني هل لا توجد خطورة بالنسبة لنا في أن نخطئ لأن داود العظيم وقع في خطية شنيعة؟ فهذا من باب أولى سبب أكثر لأن نحتاط لأنفسنا ونباري فقط الأعمال الصالحة للقديسين. إن وجدنا إهمالًا أو تعديًا للشريعة في موضع ما فيلزم أن نظهر غيرة عظيمة في الهرب من هذا التعدي. إن حسابنا سنقدمه ليس لرفقائنا في العبودية بل للرب وسنخضع لفحص شامل عن حياتنا أمامه. لذلك فلنتهيأ لمحكمة العدل. حتى لو كان الإنسان محترمًا وعظيمًا عشرة آلاف مرة فإن تعدى هو شريعة الله فسيلاقي العقوبة المحددة لهذا التعدي لأن "الله لا يقبل بالوجوه" (أع 10: 34).

كيف نتحاشى الحلفان

تعاليم للموعوظين: للقديس يوحنا ذهبي الفم كتب القمص أنجيلوس المقاري

عدد وبشاعة خطايا اللسان