![]() |
حيث أن الرب يقول لنا "تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 29)، فمن الواضح أننا سنتعلم بثبات أكثر -في كل شيء- إن استعدنا تذكر (كلمات) ربنا يسوع المسيح نفسه الابن الوحيد لله الحي.
إن يوحنا المعمدان قال له "أنا محتاج أن اعتمد منك وأنت تأتي إليّ" (مت 3: 14)، فكان له هذا الرد "اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمّل كل برّ" (مت 3: 15). وعندما صاغ بطرس تمنيه -في حضور (بقية) التلاميذ- بأن لا تتم الآلام التي تنبأ الرب عنها بأنها ستحدث له في أورشليم، أظهر الرب استياءً عظيمًا وقال له "اذهب عني يا شيطان. أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس" (مت 16: 23). وفي مرة أخرى عندما رفض بطرس ذاته بدافع من الاحترام لمعلمه أن يجعله يغسل رجليه أجابه الرب "إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيب" (يو 13: 8). لكن إن كنا نريد أن النفس تجد تعضيدًا إضافيًا من أمثلة لأشخاص مثلنا فلنستعيد تذكّر كلمات الرسول القائلة "ماذا تفعلون تبكون وتكسرون قلبي، لأني مستعد ليس أن أُربط فقط بل أن أموت أيضًا في أورشليم لأجل اسم الرب يسوع" (أع 21: 13).
من يمكن أن يكون أكثر اعتبارًا من يوحنا (المعمدان) أو ذو قلب أكثر إخلاصًا من بطرس (وهما رفضا الأنصياع لأمر الرب تأدبًا واحترامًا)؟ من يمكنه أن يستمد (يدعو) بأسباب أكثر تقّوية من الظروف التي وجدت فيها هاتان الشخصيتان العظيمتان (ومع هذا وّجه إليهما لوم من ناحية عدم طاعة الوصية)؟ وأنا -من ناحية أخرى- أعلم أنه رغم أن كل من موسى ويونان وإرميا قد أعطوا مبررات لله لتحاشي الطاعة لله (خر 4: 10؛ يون 4: 2؛ إر 1: 6)، إلا أن مبرراتهم لم تجد قبولًا لدى الله وكانوا محل لوم منه.
ونحن نتعلم من هذه الأمثلة أن لا نناقض أو نضع العراقيل أو نضيّق على الآخرين ونلّح عليهم ليفعلوا هكذا (أي نثنيهم عن واجب الطاعة لله). فإن الله الكلمة علّمنا بطريقة جازمة عن عدم التساهل من جهة من يبدي مبررات لنقض وصاياه من جهة الشخصيات الجليلة التي تحدثنا عنها، فكم بالأولى في كل الأحوال الأخرى ينبغي علينا أن نقتدي بالقديسين ونقول معهم "ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29)، أو نقول "إن كان حقًا أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله فاحكموا لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا" (أع 4: 19-20).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/basil-baptism/refusal.html
تقصير الرابط:
tak.la/875ck9v