![]() |
1- إن ربنا يسوع المسيح ورب الكل الابن الوحيد لله الحي والذي به خُلقت كل الأشياء المرئية وغير المرئية (كو 1: 16) قد أعلن "لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (مت 15: 24)، وفي موضع آخر قال لتلاميذه "كما أرسلني الآب أرسلكم أنا أيضًا" (يو 20: 21) وأعطاهم الأمر الآتي "إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا" (مت 10: 5). لكن بعد أن تمت من جهته نبوة داود التي نطق بها كما من فم الله الآب "أنت ابني أنا اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك وأقاصي الأرض ملكًا لك" (مز 2: 7-8)، في هذه اللحظة أعطى تلاميذه أمرًا بقوله لهم "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" (مت 28: 19)، حينئذ كم بالأولى ينبغي لكل واحد منا أن يحفظ بدقة أمر الرسول الذي كتبه قائلًا "لا يرتئي من هو بينكم فوق ما ينبغي أن يرتئي، بل يرتئي إلى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقدارًا من الإيمان" (رو 12: 3). وأيضًا ينبغي أن ننتظر بصبر الوقت (المناسب) والدعوة التي يقدمها لنا الله بحسب ما قاله الرسول في موضع آخر "ما دُعي كل واحد فيه فليلبث فيه" (1كو 7: 24)، والرسول نفسه مارس بدقة شديدة جدًا ما علّمه للآخرين بقوله "لأنهم أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأما هم فللختان" (غلا 2: 9).
2- مع ذلك لو حدث أن هناك ضرورة ودعتنا محبة الله أو القريب لتلبية احتياجات ناقصة (للآخرين)، فمن يلبي هذا النداء -عن طيب خاطر- سُيكافأ عن طاعته الطوعية. نحن مدعوون لهذا النداء حيث أن محبة الله ومسيحه هي في إتمام وصية الرب الذي قال "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم" (يو 13: 34). "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13). نحن مدعوون لمحبة القريب سواء كان إنسانًا في مركز ويطلب معونتنا أو عند من هم تحت سلطة هذا الإنسان يحتاجون لمدّهم بنفس المعونة.
إن الرسول قال "لا يطلب أحد ما هو لنفسه بل كل واحد ما هو للآخر" (1كو 10: 24)، لأن المحبة بحسب المسيح "لا تطلب ما لنفسها" (1كو 13: 5)، وفي موضع آخر يقول "ابنوا أحدكم الآخر كما تفعلون أيضًا" (1تس 5: 11).
إن لم يتم إنسان ما بالقول والفعل مهمة الإرشاد (والوعظ) التي أُرسل إليها فهو لذلك مسئول عن دم (خر 3: 20) الذي لم يسمع (بشارة الإنجيل)، وليس له القدرة أن يتشبه بالرسول الذي احتج أمام قسوس كنيسة أفسس قائلًا "لذلك أشهدكم اليوم هذا أني برئ من دم الجميع لأني لم أؤخر أن أخبركم بكل مشورة الله" (أع 20: 26-27). لكن من هو قادر أن يفعل -من أجل محبة المسيح- أكثر مما هو مقرر (عليه) لبنيان الإيمان سيكون له أجر كما أوضح هذا الرسول بقوله لنا "إن كنت أفعل هذا طوعًا فلي أجر. ولكن إن كان كرهًا فقد أستؤمنت على وكالة" (1كو 9: 17).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/basil-baptism/concerned-with-all.html
تقصير الرابط:
tak.la/c54ngr5