* 7- عقيدة الخلاص بالإيمان والأعمال(82):
* كلمة عامة:
إنَّ لزوم الأعمال الصالحة لخلاص الإنسان الأبدي، عقيدة أساسية في كنيسة الرسل. وهي واضحة كل الوضوح في كتابات العهد الجديد والآباء الرسوليين...
والتعليم الذي يُنادي به البروتستانت -الخلاص بالإيمان وحده دون الأعمال- تعليم غريب عن المسيحية. ومَنشأهُ الفهم الخاطئ لبعض آيات في رسائل القديس بولس تُهاجم الأعمال. لكن هذه الأعمال التي هاجمها بولس أو أظهر عدم نفعها، كانت إمَّا أعمال الناموس اليهودي التي كان بعض المغالين من اليهود المتنصرين يُنادون بوجوب التمسك بها... وإمَّا أعمال البشر عامة -وثنيين ويهود- السابقة للفداء... وهكذا يتضح أنَّ مهاجمة بولس لم تكن لمبدأ الأعمال الصالحة ولزومها. والدليل على ذلك الآيات الكثيرة التي سَنُوردها لهذا الرسول وغيره.
وقبل أن نورد هذه الأدلة نودُّ الإشارة إلى نقطة هامة... لا صحة مطلقًا لِمَا يدَّعيه البروتستانت من أنَّ العصر الرسولي ، لم يصل دفعة واحدة للوعي الكامل لكنوز الحق المستودعة إياه، وأنَّ السنوات الأولى من حياة الكنيسة كانت أشبه بِطُور الطفولة الساذجة من جهة المعرفة الدينية(83)... ولا صحة مطلقًا للنظرة الخاطئة للآباء الرسل. وتقسيمهم إلى: متحرر كبولس، ومتزمت كيعقوب، ووسط بين الاثنين كبطرس. وأنَّ رسالة يعقوب تُمثل المسيحية في مستوى منخفض وفي بدائيتها، بينما رسائل بولس تُمثلها في اكتمالها(84)... لقد علَّم كلٍ من هؤلاء الرسل الحق كاملًا، وقاوموا كل تعليم غريب، وحذَّروا منه...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
إنَّ الكتاب المقدس هو إعلان الله للبشر. وهو إعلان كامل، موحى به بالروح القدس (2بط 21،20:1). الروح القدس هو كاتب الكتاب المقدس كله من أوله إلى آخره. ولا يوجد فيه سفر أفضل من سفر أو كلام أقدس وأسمى من كلام. على نحو ما تطاول مارتن لوثر -زعيم البروتستانت- ودعا رسالة يعقوب (رسالة من القش)(85). لأنَّها تُشدِّد على وجوب التمسك بالأعمال الصالحة مع الإيمان كشرط للخلاص، الأمر الذي أراد أن يتحلَّل منه، لأنَّه يتنافى مع حركته ودعوته... إنَّ أسفار الكتاب المقدس كلها مجتمعة، تُقدم لنا الحق الإلهي الذي نحتاجه لخلاصنا، كاملًا متكاملًا، خاليًا من خطأ أو زلل أو نقص.
إنَّ الإيمان بشخص الرب يسوع المسيح، وبعمله الفدائي الكفَّاري الخلاصي، هو حجر الزاوية في التعليم المسيحي. وتجاهله أو إسقاطه أو الإقلال من أهميته القصوى، هو هدم للمسيحية في صميم جوهرها... كذلك فإنَّ إسقاط مبدأ وجوب الأعمال الصالحة فيه هدم للمسيحية كلها، بما تمتاز به من روحانية وفضيلة... ولا أعتقد أنَّنا نعدو الحقيقة إن قلنا أنَّ ما نادت به البروتستانتية منذ أوائل القرن السادس عشر، بعدم التزام المسيحيين بالأعمال الصالحة كشرط لخلاصهم إلى جانب الإيمان هو من الأسباب التي لا يمكن تجاهلها، التي أوصلت العالم الغربي -وفيه كثرة من البروتستانت- إلى ما وصل إليه من انحلال خلقي وفساد أدبي.
والاعتقاد بلزوم الأعمال الصالحة لخلاص الإنسان إلى جانب الإيمان، اعتقاد واضح كل الوضوح من كلمات رب المجد نفسه، ومن كتابات كل الآباء الرسل وتلاميذهم.
180 | |
181 | |
182 |
_____
(82) انظر كتاب (الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي) لنيافة الأنبا شنوده.
(83) De Pressensé, Vol. 1. p. 223.
(84) Schaff; Vol. 1; pp. 517 - 525.
(85) في مقدمته للعهد الجديد طبعة سنة 1524 انظر:
Schaff; Vol. 1; p. 521.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/faith-and-works.html
تقصير الرابط:
tak.la/8ww8fd4