* 6- عقيدة الإله الواحد المثلث الأقانيم:
آمنت كنيسة الرسل بإله واحد(73) مثلث الأقانيم. وهذا واضح من أسفار العهد الجديد وكتابات الآباء الرسوليين...
والتثليث بحسب المفهوم الرسولي هو حقيقة دينية، وليست فلسفية... ولم يأتِ التعليم بالتثليث لفظًا في الكتاب المقدس، وإنَّما أتى فيه معنى، ووردت أسماء الأقانيم في العهد الجديد...
ففي قصة البشارة تحددت الأقانيم الثلاثة الإلهية... فالله الآب هو الذي أرسل جبرائيل رئيس الملائكة المبشر. وبُشِّرت العذراء بأنَّها ستحبل وتلد ابن العلي (لو 32،31:1). والذي حبل في العذراء هو من الروح القدس (مت 20:1؛ لو 35:1)... وفي قصة العماد (الظهور الإلهي)، نلاحظ أقنوم الآب ينادي من السماء "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ" (مت 17:3؛ لو 22:3)؛ وأقنوم الابن في الماء - وهو المعني بهذا القول؛ وأقنوم الروح القدس هو الذي ظهر بهيئة جسمية مثل حمامة (مت 16:3؛ لو 22:3)... كما نجد أيضًا ذكر للأقانيم الثلاثة في كلام السيد المسيح عن عمل الروح القدس (يو 26:14؛ 26:15)... والسيد المسيح قبيل صعوده إلى السماء، قال لتلاميذه "اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" (مت 19:28).
وفي البركة الرسولية التي ختم بها القديس بولس رسالته الثانية إلى كنيسة كورنثوس يقول: "نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ (الآب)؛ وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ" (2كو 14:13)... وفي رسالته إلى كنيسة غلاطية، يتكلم عن مسحة الروح القدس للمؤمنين، فيقول: "ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ" (غل 6:4)...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ويقول يوحنا الحبيب: "فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ" (1يو 7:5).
وفي كتاب تعليم الرسل الاثني عشر Didachê يتكلم عن العماد ويقول: (فيما يختص بالعماد، هكذا تُعمدون... عمدوا باسم الآب والابن والروح القدس في ماء حي)(74).
وفي ليتورجية القديس يعقوب أخ الرب يقول الكاهن أمام المذبح: (المجد للآب والابن والروح القدس، النور المثلث الواحد للاهوت... لأنَّ الثالوث هو الله الكلي القدرة، الذي تُعلن السموات مجده)(75)...
وذُكِرَت الأقانيم الثلاثة في البركة الختامية في بعض رسائل الآباء الرسوليين مثل أغناطيوس الشهيد(76) وفي قصة استشهاد بوليكاربوس، التي كتبتها كنيسة سميرنا عقب استشهاده مباشرة(77).
ويوستينوس الشهيد في دفاعه الأول يذكر الثلاثة أقانيم وهو يدحض الاتهام بتعدد الآلهة الذي حاولوا لصقه بالمسيحية، وأيضًا فيما كان يُشير إلى المعمودية والأفخارستيا(78). أشار إلى الثالوث أيضًا ثاؤفيلوس الأنطاكي(79). وليس ثمة تناقض في الإيمان المسيحي بين القول بالوحدانية، والقول بالثالوث القدوس. فالله واحد في جوهره، ولكن يوجد في هذا الجوهر الواحد ثلاثة أقانيم... والأقنوم هو خاصية، أو صفة ذاتية في الله... أي صفة أو خاصية تقوم بها الذات الإلهية؛ وبدونها تنعدم الذات الإلهية. وعلى ذلك ففي الجوهر الإلهي ثلاث خواص أو صفات ذاتية: الخاصية الأولى وهي خاصية الوجود، وهي ما نُسميها بالآب(80). والخاصية الثانية، هي خاصية العقل والحكمة، وهي ما نُسميها بالابن. والخاصية الذاتية الثالثة هي خاصية الحياة وهي ما نُسميها بالروح القدس(81).
_____
(73) المسيحية ديانة توحيدية - انظر: (مت 17:19؛ مر 32،29:12؛ يو 3:17؛ أع 36:10؛ رو 30:3؛ 12:10؛ 1كو 6،4:8؛ 6:12؛ غل 20:3؛ أف 6:4؛ 1تس 9:1؛ 1تي 5:2؛ رؤ 17،8:1؛ 13:22).
(74) Didachê; ch. 7. 1, 3.
(75) A.N.F.; p. 537.
(76) Eph., 21; Trall., 13; Phild., 11; Smyrn., 13; Polyc., 8.
(77) The Martyrdom of Polycarp; Ch. 22.
(78) 1 Apol. Chs. 6, 63 - 65.
(79) Theophilus to Autolycus, B. 2, ch. 15.
(80) الآب كلمة سريانية معناها الأصل أو الوجود أو الكيان الإلهي.
(81) أنبا غريغوريوس: الواحد في الثالوث (مذكرات لطلبة الكلية الإكليريكية).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/trinity.html
تقصير الرابط:
tak.la/zt4w95r