كيرنثوس Cerinthus
كان يهوديًا متنصرًا، تحكم بحكمة المصريين، قدم أورشليم في زمان الرسل، وأقام فيها بعض الوقت، ثم انتقل إلى قيصرية فلسطين فأنطاكية وعلم فيها، وحط رحاله أخيرًا في أفسس التي كانت حقل خدمة يوحنا الرسول.
يخبرنا عنه إيريناؤس أنه كان معاصرًا للقديس يوحنا الرسول(26)... ويخبرنا أبيفانيوس أنه يهودي متنصر تمسك بالختان والسبت، وأنه -بعد قيامة المخلص- انتظر مملكة المسيا الأرضية بصورة مادية خالصة(27).
وقد علم كيرنثوس أن العالم لم يخلقه الله، بل قوة خارجة عن الإله الأعلى، وأن إلهًا آخر الذي هو إله اليهود، أعطى الشرائع والناموس. وأن الرب يسوع ولد من يوسف ومريم -ولم يكن سوى إنسانًا بارزًا- وحل عليه المسيح في صورة حمامة عند عماده، آتيًا من الإله الأعلى، حتى ما يعلن عن الآب غير المعروف، وأكد ذلك بالمعجزات التي صنعها. أخيرًا فارق المسيح الإنسان يسوع قبيل الآلام والصلب، وبعد ذلك تألم يسوع وقام ثانية... والمسيح -والحال هذه- لم يكن في نظر كيرينثوس سوى نبي عظيم حلت عليه قوة الله(28)... ويربط أبيفانيوس بين كيرنثوس والأبيونيين.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ويقول يوسابيوس المؤرخ -نقلًا عن ديونيسيوس البابا الإسكندري- أن كيرنثوس كان [منغمسًا] في الملذات الجسدية، وشهوانيًا جدًا بطبيعته. وتوهم أن الملكوت سوف ينحصر في تلك الأمور التي أحبها - أي في شهوة البطن والشهوة الجنسية(29)... وينسب له إيريناؤس أوصافًا أشد قبحًا من ذلك. ويكفي لإظهار ذلك، ما رواه إيريناؤس عن يوحنا الرسول، من أنه (يوحنا) دخل ذات مرة حمامًا ليستحم. وإذ علم بوجود كيرنثوس فيه، قفز فازعًا وخرج مسرعًا لأنه لم يطق البقاء معه تحت سقف واحد. ونصح مرافقيه أن يقتدوا به قائلًا لهم: [لنهرب لئلا يسقط الحمام، لأن كيرينثوس عدو الحق موجود داخله].
_____
(26) Against Heresies, 3. 3. 4.
(27) Eusebius, H.E., 3. 28.
(28) Iranaeus, Against Heresies., 1. 26.
(29) H.E. 3. 28.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/cerinthus.html
تقصير الرابط:
tak.la/j87tf2m