وطالما نحن قد عرضنا لأسفار العهد الجديد المقدسة القانونية، نرى إتمامًا للفائدة أن نشير إلى الأسفار الأبوكريفا أي المزورة.
نستنتج مما جاء في (لوقا 1: 1 - 4)، أنه كان هناك عدد من القصص تروي حياة الرب يسوع وتعاليمه ومعجزاته منتشرة بين المسيحيين في القرن الأول... والواقع أن هذه الإشارة ليست قاصرة على الأسفار المقدسة التي قبلتها الكنيسة كأسفار موحى بها، بل على أسفار أخرى غير موحى بها، ونسبها كاتبوها لبعض رسل المسيح، بقصد رواجها وتداولها بين أيدي المؤمنين... وقد رفضت الكنيسة هذه الأسفار ودعتها "أبوكريفا" أي مزورة، تمييزًا لها عن الأسفار القانونية التي كتبت بوحي الروح القدس (2تي 3: 16؛ 2بط 1:20، 21)... وثمة نوع آخر كتبته بعض الشيع الهرطقية لخدمة آرائها المنحرفة ومبادئها الهدامة، وهذه تنسب إلى كاتبيها... والأسفار الأبوكريفا كثيرة، نأتي فيما بعد على أشهرها.
(أ) إنجيل يعقوب: ويعرف باسم protevangelium أي أول الأناجيل وهو من إنتاج القرن الثاني. ويروى الحوادث السابقة لميلاد المسيح، خاصةً قصة ميلاد العذراء مريم وحياتها المبكرة في الهيكل، وتركها له في سن الثانية عشر، وخطوبتها ليوسف، وقصة البشارة، وزيارة مريم لأليصابات، وأحداث الميلاد. ويختم الكتاب بقصة استشهاد زكريا وموت هيرودس. وقد اعتمد عليه إبيفانيوس في القرن الرابع في رده على الهراطقة. كما يشير إليه جيروم أيضًا. ففي كلامه عن الرأي الخاطيء القائل بأن المذكورين باسم "إخوة الرب" هم أولاد يوسف خطيب مريم العذراء من زوجة سابقة، أشار إلى أن هذا الرأي مستقى من إنجيل يعقوب وإنجيل بطرس المزورين.
 |
(ب) إنجيل بطرس: لم يصلنا منه شيء، لأنه لم ينتشر انتشارًا واسعًا. ويرجع إلى منتصف القرن الثاني. أشار إليه يوسابيوس(139) في تاريخه كسفر رفضه سرابيون أسقف أنطاكية في أواخر القرن الثاني بعد أن اكتشف ما فيه من آراء هرطقية. وهو يساير بدعة المشبهين Docetic heresy وأشار إليه أوريجينوس في تفسيره لإنجيل متى، ويحصيه يوسابيوس ضمن كتب الهراطقة. وهكذا فعل جيروم.
(ج) إنجيل العبرانيين: لا يُعرف كاتبه. ترجع كتابته إلى وقت مبكر. انتشر تداوله في الشرق فقط في النصف الأخير من القرن الثاني. أشار إليه إكليمنضس الإسكندري وأوريجينوس ويوسابيوس(140). وحصل جيروم على نسخة منه باللغة الآرامية. كان منتشرًا بين شيعتي الناصريين والأبيونيين. ومادة هذا الكتاب تشبه في مجموعها ما ورد في الأناجيل القانونية، باستثناء بعض الأقوال المنسوبة للرب يسوع لم ترد في الأناجيل المعترف بها.
(د) إنجيل توما: انتشر نحو منتصف القرن الثاني بين جماعات الغنوسيين، لا سيما إحدى شيعهم التي تُسمى Naassenes والتي لا يُعرف عنها شيء. كما كان له منزلة عظيمة لدى أتباع ماني المبتدع. ويتناول هذا الكتاب قصة طفولة المسيح وقوته ومعرفته ومعجزاته خلال سنى حياته المبكرة، وقصة ذهابه إلى المدرسة، وكيف كان يخلق عصافير من الطين!! وكان هذا الكتاب معروفًا لدى إيريناؤس وهيبوليتس وأوريجينوس ويوسابيوس.
(هـ) إنجيل المصريين: وهو من أناجيل الغنوسيين وإنتاجهم. يذكر هيبوليتس أنه كان منتشرًا بين إحدى شيعهم التي تسمى Naassenes. يحتمل أنه كان منتشرًا بين المسيحيين المصريين الذين من أصل وثني. أشار إليه كل من إكليمنضس الإسكندري وأوريجينوس على أساس أن له قيمة تاريخية فقط. والآراء الغنوسية النسكية واضحة فيه.
(و) إنجيل نيقوديموس: ويضم جزئين مختلفي التأليف والتاريخ. الجزء الأول وهو ما عُرف باسم (أعمال بيلاطس) ويتكلم عن محاكمة الرب يسوع والتقرير الرسمي الذي قيل إن بيلاطس أرسله إلى الإمبراطور تيبريوس عن يسوع. وهذا الجزء قديم ويرجع إلى القرن الثاني. أما جزء الكتاب الآخر فيتضمن قصة نزول المسيح إلى الجحيم وقيامته وصعوده. وهو من النوع الوعظي الشبيه بميامر سير الشهداء. ويرجع هذا الجزء إلى زمان متقدم أيضًا.
(ز) إنجيل فيلبس: وقد انتشر بين الغنوسيين في مصر ابتداءً من القرن الثالث.
(ح) إنجيل الرسل الاثني عشر: وما نعرفه عنه هو بعض مقتطفات منه وصلتنا في كتابات أبيفانيوس. وقد يرجع تاريخه إلى أوائل القرن الثالث.
(ط) وإلى جانب هذه الأناجيل المنسوبة إلى بعض رسل المسيح، وُجدت أناجيل أخرى كتبها بعض الهراطقة وتحمل أسمائهم، وأهمها:
* إنجيل باسيليدس الغنوسي من القرن الثاني، وأشار إليه أوريجينوس وأمبروسيوس وجيروم.
* إنجيل إندراوس وهو أيضًا ذو ميول غنوسية، وأشار إليه أوغسطينوس.
* إنجيل كيرينثوس الهرطوقي الذي عاصر يوحنا الرسول.
* إنجيل فالنتينوس الغنوسي الشهير، وأشار إليه ترتليانوس في أواخر القرن الثاني.
* إنجيل مرقيون الهرطوقي، وقد فُقد. وغالبًا ما اعتمد مرقيون في مادة إنجيله على إنجيل لوقا بعد أن حذف منه الجزء الخاص بطفولة الرب يسوع، وبعض أمور أخرى تتمشى مع المفاهيم المسيحية المتهودة، التي كان يعارضها بشدة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
بحسب معتقد واضعيها، يوجد منها الإبيونية والغنوسية والأرثوذكسية (لكنها غير قانونية)، وما هو منقح عن الأصل الإبيوني أو الغنوسي... أما عن تواريخ تصنيفها، فالغنوسي منها يرجع إلى النصف الثاني من القرن الثالث، بينما الأنواع الباقية فترجع إلى القرن الثاني. ومن أمثلتها: سفر أعمال بطرس، وسفر أعمال بولس، ويرجعان إلى أواخر القرن الثاني، وينسبان إلى لينوس Linus أسقف روما وتلميذ الرسل ثم هناك سفر أعمال يوحنا وسفر أعمال إندراوس، وسفر أعمال متى واستشهاده، وسفر أعمال توما، وسفر أعمال فيلبس، وسفر أعمال برثولماوس، وسفر أعمال بولس وتكلا، وسفر أعمال برنابا.
_____
(138) Salmon, pp. 175-190; Hastings, Dictionary of the Bible, pp. 308 -311.
(139) H.E., 3. 25; 6. 12.
(140) H.E., 3. 25.
(141) Salmon, pp. 325-355; Dictionary of Christian Biography, Vol. I, pp. 17-32.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/apocrypha.html
تقصير الرابط:
tak.la/av4c47r
