لقد منحنا المسيح الحياة بموته، بعد أن أمسك الموت بجنسنا، بسبب خطية آدم. ويشرح معلمنا بولس الرسول في أكثر من موضِع، العلاقة بين وِراثتنا الموت من آدم، وبين مَنْحَنَا الحياة في المسيح يسوع ربنا:
"فَإِنَّهُ إِذِ ٱلْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ ٱلْأَمْوَاتِ. لِأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ ٱلْجَمِيعُ، هَكَذَا فِي ٱلْمَسِيحِ سَيُحْيَا ٱلْجَمِيعُ" (1كو 15: 21-22).
"مِنْ أجلِ ذلكَ كأنَّما بإنسانٍ واحِدٍ دَخَلَتِ الخَطيَّةُ إلَى العالَمِ، وبالخَطيَّةِ الموتُ، وهكذا اجتازَ الموتُ إلَى جميعِ النّاسِ، إذ أخطأَ الجميعُ" (رو 5: 12).
"لكن قد مَلكَ الموتُ مِنْ آدَمَ إلَى موسَى، وذلكَ علَى الّذينَ لَمْ يُخطِئوا علَى شِبهِ تعَدّي آدَمَ، الّذي هو مِثالُ الآتي" (رو 5: 14).
"لأنَّهُ إنْ كانَ بخَطيَّةِ الواحِدِ قد مَلكَ الموتُ بالواحِدِ، فبالأولَى كثيرًا الّذينَ يَنالونَ فيضَ النِّعمَةِ وعَطيَّةَ البِرِّ، سيَملِكونَ في الحياةِ بالواحِدِ يَسوعَ المَسيحِ!" (رو 5: 17).
"ٱللهُ ٱلَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي ٱلرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِٱلْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ ٱلْمَسِيحِ - بِٱلنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ" (أف 2: 4-5).
وَيُعَبِّر القداس الإلهي عن هذه الحقيقة: "أَسْلَم نفسه -فِدَاءً عنا- إلى الموت، الذي تَمَلَّكَ علينا، هذا الذي كنا مُمْسَكِين بِهِ، مَبِيعين، من قِبَل خطايانا".[407]
عندما قام الرب يسوع من الأموات أعلن أنه أمات الموت بموته، "أين شَوْكَتُكَ يا موتُ؟ أين غَلَبَتُكِ يا هاويَةُ؟" (1كو 15: 55). ووعدنا بالقيامة من الأموات، وبعدم الفساد في الحياة الأبدية، "وهذا هو الوَعدُ الّذي وعَدَنا هو بهِ: الحياةُ الأبديَّةُ" (1يو 2: 25).
حقًا نمجده قائلين: "يا مَنْ بموته أمات الموت، ذاك الذي قتل الجميع".[408]
"بالموت داس الموت، والذين في القبور أنعم لهم، بالحياة الأبدية".[409]
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
هِبَة الحياة الأبدية هي أهم هدف جاء من أجله ربنا يسوع المسيح متجسدًا، وقد أعلن ذلك بنفسه حينما قال:
"وَهَذِهِ مَشِيئَةُ ٱلْآبِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لَا أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئًا، بَلْ أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ. لِأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى ٱلِٱبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يو 6: 39-40).
"لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ ٱلْآبُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يو 6: 44).
"اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ" (يو 6: 47).
"مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يو 6: 54).
وترتبط نعمة عدم الفساد بنعمة القيامة من الأموات في اليوم الأخير. "هكذا أيضًا قيامَةُ الأمواتِ: يُزرَعُ في فسادٍ ويُقامُ في عَدَمِ فسادٍ" (1كو 15: 42).
_____
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
[408] قسمة سنوي.
[409] لحن القيامة المقدسة.
تسديد الديْن الذي كان علينا بواسطة المسيح |
تدبير الخلاص حسب الكنيسة الجامعة |
موت المسيح نيابة عن البشر |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/defeating-death.html
تقصير الرابط:
tak.la/n853pnn