St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   christ-in-genesis
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح في سفر التكوين - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

17- ملكي صادق

 

St-Takla.org Image: Melchizedek and Abraham, 13the century fresco, at the altar of the ancient church of St. Anthony Monastery, Red Sea, Egypt - Coptic icon from the icons that represents figures and events of the Old Testament صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم وملكيصادق - موجودة في هيكل الكنيسة الأثرية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر - أيقونة قبطية من أيقونات تصور شخصيات وأحداث العهد القديم

St-Takla.org Image: Melchizedek and Abraham, 13the century fresco, at the altar of the ancient church of St. Anthony Monastery, Red Sea, Egypt - Coptic icon from the icons that represents figures and events of the Old Testament

صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم وملكيصادق - موجودة في هيكل الكنيسة الأثرية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر - أيقونة قبطية من أيقونات تصور شخصيات وأحداث العهد القديم

عند عودة أبينا إبراهيم من (كسرَةِ كدَرلَعَوْمَرَ) والملوك الذين معه، استقبله "مَلكي صادق" كاهن الله العلي وباركه (تك14: 17-20).

مَلكي صادق هذا هو إنسان، وشخصية حقيقية تاريخية، ولكنه أيضًا يرمز للسيد المسيح في أوجه كثيرة.. كما شرح مُعلِّمنا بولس الرسول: "مُشَبَّهٌ بابنِ اللهِ" (عب7: 3).

* اسمه (مَلكي صادق) أي ملك البر، والمسيح هو ملك البر الحقيقي.

* وظيفته (ملك ساليم) أي ملك السلام، والمسيح هو ملك السلام الحقيقي.

* (كاهن الله العلي)، والسيد المسيح بتجسده صار كاهنًا، بل ورئيس الكهنة الأعظم، ولذلك قدّم له المجوس ضمن هداياهم اللبان (البخور).. فهو الكاهن الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا.. وهو في نفس الوقت الإله الذي يقبل الذبيحة، فهو الذبيحة والكاهن والإله معًا.

* بارك مَلكي صادق إبراهيم، وأعطاه إبراهيم عُشرًا من كل شيء.. علامة على أن كهنوت مَلكي صادق أسمى وأعظم من كهنوت لاوي الذي "كانَ بَعدُ في صُلبِ أبيهِ حينَ استَقبَلهُ مَلكي صادَقَ" (عب7: 10).

* وكهنوت مَلكي صادق هو نفس نظام كهنوت السيد المسيح "أقسَمَ الرَّبُّ ولن يَندَمَ، أنتَ كاهِنٌ إلَى الأبدِ علَى رُتبَةِ مَلكي صادَقَ" (عب7: 21، مز110: 4).

* فما قدّمه مَلكي صادق كان تقدمة (خبز وخمر) (تك14: 18)، وهي رمز لذبيحة الإفخارستيا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. التي قدم فيها السيد المسيح جسده ودمه الحقيقيين.. في صورة خبز وخمر (لذلك فكهنوت المسيح على طقس مَلكي صادق بحسب النبوة وبحسب التحقيق)، وكهنوت العهد الجديد قائم على الخبز والخمر وليس على الذبائح الدموية، لأنه على نظام مَلكي صادق وليس كنظام هارون.

* "بلا أبٍ، بلا أُم، بلا نَسَبٍ" (عب7: 3) من جهة الكهنوت.. أي أنه لم ينل الكهنوت بسبب وراثي كما في نظام كهنوت هارون من سبط لاوي.. كذلك جاء المسيح كاهنًا.. دون أن يكون له أب كاهن، أو أم من سبط الكهنوت، أو أي نسب إلى سبط لاوي. وكذلك أيضًا الكهنوت المسيحي لا يكون بالوراثة بل بالاختيار.. "فإنَّهُ واضِحٌ أنَّ رَبَّنا قد طَلَعَ مِنْ سِبطِ يَهوذا، الذي لم يتكلَّمْ عنهُ موسَى شَيئًا مِنْ جِهَةِ الكَهَنوتِ" (عب7: 14).

* "لا بَداءَةَ أيّامٍ لهُ ولا نِهايَةَ حياةٍ" (عب7: 3) أي لم يُعرف بداية تاريخه أو نهاية حياته في سفر التكوين، بل كان شخصية غامضة، ظهرت فجأة في قصة إبراهيم، واختفى تمامًا، ولم يُذكر عنه شيء بعد ذلك إلاَّ في المزمور بروح النبوة عن السيد المسيح.. "أقسَمَ الرَّبُّ ولن يَندَمَ: أنتَ كاهِنٌ إلَى الأبدِ علَى رُتبَةِ مَلكي صادَقَ (مز110: 4)، وكذلك السيد المسيح بالحقيقة.. ليس له بداءة أيام، إذ هو أزلي، ولا نهاية حياة إذ هو أبدي.

* مَلكي صادق هو شخص حقيقي، ولكنه أيضًا هو رمز للسيد المسيح.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/christ-in-genesis/melchizedek.html

تقصير الرابط:
tak.la/8vgv8q4