St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   christ-in-genesis
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح في سفر التكوين - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

18- الظهور لإبراهيم

 

* بعد عهد الختان.. "ظَهَرَ لهُ الرَّبُّ عِندَ بَلّوطاتِ مَمرا وهو جالِسٌ في بابِ الخَيمَةِ وقتَ حَر النَّهارِ" (تك18: 1).

* ظهور الرب لإبراهيم كان سبق إشارة واضحة لإمكانية تجسد الله وحلوله بين البشر، ومشيه بين الناس، وحتى أكله معهم، كمثلما فعل مع إبراهيم.

* باب الخيمة.. يشير إلى تجسد ابن الله، واتحاده بجسد طبيعتنا الأرضي. أما وقت حر النهار فيشير إلى الساعة التي صُلب فيها رب المجد على الصليب.

St-Takla.org Image: Abraham meets three guests (Genesis 18:1-5) صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم يستقبل ضيوفا ثلاثة (تكوين 18: 1-5)

St-Takla.org Image: Abraham meets three guests (Genesis 18:1-5)

صورة في موقع الأنبا تكلا: إبراهيم يستقبل ضيوفا ثلاثة (تكوين 18: 1-5)

* غسل إبراهيم أرجل ضيوفه، وأجلسهم حتى الشجرة "ليؤخَذْ قَليلُ ماءٍ واغسِلوا أرجُلكُمْ واتَّكِئوا تحتَ الشَّجَرَةِ" (تك18: 4).. وهنا نتذكر غسل السيد المسيح لأرجل تلاميذه، أما الشجرة فهي رمز للصليب المجيد، وجلوسهم تحتها إشارة إلى التمتع بفداء المسيح، وصليبه المُقدَّس.

* والوليمة التي عملها أبونا إبراهيم لضيوفه (الذين هم ابن الله واثنان من الملائكة).. هي إشارة إلى تجسد الله، واشتراكه مع البشر في حياتهم اليومية، ومباركته للأكل والشرب والحياة.

وهناك إشارة رائعة جدًّا للإفخارستيا في هذه الوليمة، حينما عبَّر عنها أبونا إبراهيم "فآخُذَ كِسرَةَ خُبزٍ، فتُسنِدونَ قُلوبَكُمْ" (تك18: 5).

تُرى.. ما هذه كِسرة الخبز التي تسند قلب الإنسان إلاَّ جسد المسيح المُبارك، الذي نأخذه في صورة كِسرة خبز، ولكن جوهرها أعظم بما لا يُقاس من مظهرها البسيط!! تعالوا نرى ما هي كسرة الخبز التي قدمها أبونا إبراهيم..

"فأسرَعَ إبراهيمُ إلَى الخَيمَةِ إلَى سارَةَ، وقالَ: "أسرِعي بثَلاثِ كيلاتٍ دَقيقًا سميذًا. اعجِني واصنَعي خُبزَ مَلَّةٍ". ثُمَّ رَكَضَ إبراهيمُ إلَى البَقَرِ وأخَذَ عِجلًا رَخصًا وجَيدًا وأعطاهُ للغُلامِ فأسرَعَ ليَعمَلهُ. ثُمَّ أخَذَ زُبدًا ولَبَنًا، والعِجلَ الذي عَمِلهُ، ووَضَعَها قُدّامَهُمْ. وإذ كانَ هو واقِفًا لَدَيهِمْ تحتَ الشَّجَرَةِ أكلوا" (تك18: 6-8).

إن حقيقة كِسرة الخبز هي العجل الرخص والجيد الذي يرمز إلى جسد المسيح المذبوح عنَّا.

- "اللبن" يرمز إلى كلام الله الذي يُقرأ في القداس.. "سقَيتُكُمْ لَبَنًا لا طَعامًا، لأنَّكُمْ لم تكونوا بَعدُ تستَطيعونَ، بل الآنَ أيضًا لا تستَطيعونَ" (1كو3: 2).

- أما "الزبد" فهو شرح الإنجيل الذي يُخرج به الأب الكاهن في العظة دسم كلمة الله، ليُشبع به الشعب المجتمع للإفخارستيا.

- أما خبز الملة الذي صنعته سارة فيرمز إلى جسد المسيح الذي تصنعه الكنيسة بأمر المسيح.. "اِصنَعوا هذا لذِكري" (لو22: 19).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/christ-in-genesis/abraham-apparition.html

تقصير الرابط:
tak.la/rm6m2j9