محتويات: (إظهار/إخفاء) |
دعوة أبرام حرب الملوك |
قال السيد المسيح: "أبوكُمْ إبراهيمُ تهَلَّلَ بأنْ يَرَى يومي فرأَى وفَرِحَ" (يو8: 56). وهذا الإعلان قد أثار حفيظة اليهود وقالوا له: "ليس لكَ خَمسونَ سنَةً بَعدُ، أفَرأيتَ إبراهيمَ؟" (يو8: 57). ورد السيد المسيح: "قَبلَ أنْ يكونَ إبراهيمُ أنا كائنٌ" (يو8: 58).
نعم يا ربي يسوع..
بالحق نعلم أنك كائن قبل الأدهار،
وقبل آدم وإبراهيم،
وقبل الملائكة والخليقة كلها،
لأنك أنت الخالق والأزلي،
والكائن فوق الأزمان.
لكن دعني يا سيدي القدوس..
أفهم كيف ومتى وأين رآك أبونا إبراهيم!!
لقد فتح لنا السيد المسيح -بهذه المعلومة- الباب على مصراعيه، لنكتشف معاني مسيانية في حياة أبينا إبراهيم.. وبل وأيضًا في كل الكتاب المُقدَّس.
عندما دعا الله أبرام أن يخرج من أرضه وعشيرته وبيت أبيه.. كان يُعده ليأتي المسيح من نسله.. فأراد الله أن يُبعده عن الجو الوثني، والارتباط الأسري الرديء. وكان الوعد الملازم لهذه الدعوة: "فأجعَلكَ أُمَّةً عظيمَةً وأُبارِكَكَ وأُعَظمَ اسمَكَ، وتكونَ بَرَكَةً. وأُبارِكُ مُبارِكيكَ، ولاعِنَكَ ألعَنُهُ. وتتبارَكُ فيكَ جميعُ قَبائلِ الأرضِ" (تك12: 2-3).. البركة هنا هي أن يأتي السيد المسيح من نسله.
وعندما خرج إبراهيم مُطيعًا لصوت الله.. كان هناك ثلاثة أشياء تميز حياته وسيرته: "الخيمة والمذبح والبئر".
1. الخيمة: هي رمز لتجسد الله، وسكناه في بيت خيمتنا الأرضي أي الجسد.. لأن الخيمة ترمز للجسد حسبما قال مُعلِّمنا بولس الرسول بالروح القدس: "إنْ نُقِضَ بَيتُ خَيمَتِنا الأرضيُّ، فلَنا في السماواتِ بناءٌ مِنَ اللهِ، بَيتٌ غَيرُ مَصنوعٍ بيَدٍ، أبديٌّ" (2كو5: 1).
2. المذبح: ويرمز لذبيحة المسيح، وسفك دمه الطاهر على الصليب عن خلاص جنسنا.
3. البئر: يرمز للمعمودية المُقدَّسة التي هي بداية الحياة مع المسيح، بل هي موت ودفن وقيامة معه.
"وقالَ الرَّبُّ لأبرامَ: اذهَبْ مِنْ أرضِكَ ومِنْ عَشيرَتِكَ ومِنْ بَيتِ أبيكَ إلَى الأرضِ التي أُريكَ. فأجعَلكَ أُمَّةً عظيمَةً وأُبارِكَكَ وأُعَظّمَ اسمَكَ، وتكونَ بَرَكَةً. وأُبارِكُ مُبارِكيكَ، ولاعِنَكَ ألعَنُهُ. وتتبارَكُ فيكَ جميعُ قَبائلِ الأرضِ" (تك12: 1-3).
هذه الدعوة تشير إلى أن الآب أرسل الابن من السماء إلى الأرض.. "لأنَّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ" (يو3: 16). "أنْ يَعرِفوكَ أنتَ الإلهَ الحَقيقيَّ وحدَكَ ويَسوعَ المَسيحَ الذي أرسَلتهُ" (يو17: 3).
وعندما جاء المسيح إلى أرضنا.. صار رأسًا لكنيسة عظيمة كبيرة، وتعظم اسمه القدوس، وصار بركة لكل مَنْ يؤمن به، وتباركت فيه جميع قبائل الأرض، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
لقد هبّ أبونا إبراهيم لنجدة لوط ابن أخيه وأملاكه، وحارب وانتصر وخلَّصه مع زوجته والشعب والأملاك.. والعجيب أن عبيد إبراهيم الذين اشتركوا في الحرب كان عددهم (318)، وهو نفس عدد جنود المسيح الذين حاربوا الحرب الروحية في مجمع نيقية ضد أريوس المخالف، وانتصروا وردوا سبي الكنيسة، حيث قيل: "كاد العالم أن يكون أريوسيًّا". لقد خلَّص المسيح الكنيسة من سبي الشيطان بعبيده ال (318) المجتمعين بنيقية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/christ-in-genesis/abraham-patriarch.html
تقصير الرابط:
tak.la/dvbb347