* قصة ذبح إسحاق هي إشارة واضحة جدًّا لصليب المسيح، وقد تغنت الكنيسة بها على مر الأجيال، خصوصًا في صلاة القسمة المستخدمة بقداس خميس العهد.
* إسحاق هو الابن الوحيد الحبيب لإبراهيم، وكذلك السيد المسيح هو الابن الوحيد الحبيب لله الآب.
* طلب الله أن يُقدم إسحاق محرقة على أحد الجبال بأرض المُريّا، والسيد المسيح أُصعد ذبيحة محرقة على الصليب على جبل الجلجثة.
* حمل إسحاق حطب المحرقة.. كما حمل السيد المسيح خشبة الصليب.
* "فقالَ إبراهيمُ لغُلامَيهِ: اجلِسا أنتُما ههنا مع الحِمارِ" (تك22: 5).. الغلامان يرمزان للناموس والأنبياء، أما الحمار فيرمز إلى الجسد، إشارة إلى أن العبادة في العهد القديم كانت عبادة جسدية لا تستطيع أن تكمل المسيرة مع المسيح حتى الصليب.
* وأمّا أنا والغُلامُ فنَذهَبُ إلَى هناكَ ونَسجُدُ، ثُمَّ نَرجِعُ إلَيكُما" (تك22: 5).. إشارة إلى اتفاق الآب السماوي مع ابنه الوحيد الحبيب في تدبير الفداء والخلاص، وهذا الاتفاق يظهر أيضًا في العبارة: "فذَهَبا كِلاهُما معًا... فقالَ إبراهيمُ: اللهُ يَرَى لهُ الخَروفَ للمُحرَقَةِ يا ابني". فذَهَبا كِلاهُما معًا" (تك22: 6، 8).
لاحظ أن العبارة تكررت مرتين لتأكيد اتفاق الثالوث على تدبير الخلاص، كما نقول في اللحن في الكنيسة: (لأنه بإرادته ومسرة أبيه والروح القدس أتى وخلَّصنا).
أما عبارة "ثُمَّ نَرجِعُ إلَيكُما" فتشير إلى قيامة المسيح وعودته إلى التلاميذ.
* سؤال إسحاق لأبيه إبراهيم "هوذا النّارُ والحَطَبُ، ولكن أين الخَروفُ للمُحرَقَةِ؟" (تك22: 7).. تشابه صلاة السيد المسيح في بستان جثسيماني "قائلًا: "يا أبَتاهُ، إنْ شِئتَ أنْ تُجيزَ عَني هذِهِ الكأسَ. ولكن لتكُنْ لا إرادَتي بل إرادَتُكَ" (لو22: 42).
* طاعة إسحاق لأبيه ترمز إلى طاعة المسيح الذي "أطاعَ حتَّى الموتَ، موتَ الصَّليبِ" (في2: 8).
* الكبش الذي قُدّم بدلًا عن إسحاق يرمز إلى المسيح الذي مات نيابة عن كل البشر.. خاصة وأن الكبش كان ممسكًا في الغابة (رمز الصليب) بقرنيه.
* "موت الكبش" يرمز إلى موت المسيح بالجسد، و"نجاة إسحاق" ترمز إلى قيامة السيد المسيح، خاصة وقد تم ذلك بعد ثلاثة أيام أيضًا.. "وفي اليومِ الثّالِثِ" (تك22: 4).
* موت الكبش يمكن أن يرمز إلى موت المسيح نيابة عنَّا، ونجاة إسحاق تمثل نجاة الجنس البشري من الموت بسبب الموت النيابي للسيد المسيح عنَّا.
* ويمكن أن يفهم أن "الكبش" يرمز لناسوت المسيح الذي مات بالصليب، و"إسحاق" يرمز للاهوت المسيح الذي لا يموت بل هو حي إلى أبد الآبدين.
* "فدَعا إبراهيمُ اسمَ ذلكَ المَوْضِعِ "يَهوهْ يِرأهْ". حتَّى إنَّهُ يُقالُ اليومَ: "في جَبَلِ الرَّب يُرَى" (تك22: 14).. لأنه رأى الرب وصليبه هناك. هذا اليوم هو الذي قال عنه السيد المسيح "أبوكُمْ إبراهيمُ تهَلَّلَ بأنْ يَرَى يومي فرأَى وفَرِحَ" (يو8: 56).
إن أبانا إبراهيم لم يرَ الكبش فقط، ولم يرَ نجاة ابنه الوحيد الحبيب من الموت فقط.. ولكنه رأى ما هو أبعد من هذا، لقد رأى الابن الوحيد الكلمة مصلوبًا عنا وقائمًا بنا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. "الذي أُسلِمَ مِنْ أجلِ خطايانا وأُقيمَ لأجلِ تبريرِنا" (رو4: 25).. لقد رآه من وراء الزمان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/christ-in-genesis/isaac-sacrifice.html
تقصير الرابط:
tak.la/v66thwg