"وقالَ إبراهيمُ لعَبدِهِ كبيرِ بَيتِهِ المُستَوْلي علَى كُل ما كانَ لهُ: ضَعْ يَدَكَ فخذي، فأستَحلِفَكَ بالرَّب إلهِ السماءِ وإلهِ الأرضِ أنْ لا تأخُذَ زَوْجَةً لابني مِنْ بَناتِ الكَنعانيينَ الذينَ أنا ساكِنٌ بَينَهُمْ، بل إلَى أرضي وإلَى عَشيرَتي تذهَبُ وتأخُذُ زَوْجَةً لابني إسحاقَ" (تك24: 2-4).
* إبراهيم يرمز للآب السماوي، وإسحاق ابنه للمسيح الابن.. أما أليعازر الدمشقي(1) فيرمز للروح القدس العامل في خدام الآب.
* أما عروس إسحاق فهي الكنيسة، وكأن الآب السماوي أرسل الروح القدس في شخص خدامه ليخطبوا نفسًا (كنيسة) عروسًا للمسيح الابن.
* بنات كنعان هن بنات اللعنة والخطية.
* بنات أرض الآب وعشيرته هن النفوس النقية.
* "فقالَ لهُ العَبدُ: رُبَّما لا تشاءُ المَرأةُ أنْ تتبَعَني إلَى هذِهِ الأرضِ. هل أرجِعُ بابنِكَ إلَى الأرضِ التي خرجتَ مِنها؟" (تك24: 5). هل يعود المسيح ثانية إلى الأرض ويستقر بها ويمُلك عليها مُلكًا أرضيًا ويترك السماء؟!
* "فقالَ لهُ إبراهيمُ: احتَرِزْ مِنْ أنْ ترجعَ بابني إلَى هناكَ" (تك24: 6). إن الكنيسة هي التي تذهب إلى المسيح إلى السماء.. أما المسيح فلا يرجع ليعيش على الأرض لأن ملكوته ملكوت سماوي.. "مَملكَتي ليستْ مِنْ هذا العالَمِ" (يو18: 36).
* "هو يُرسِلُ مَلاكَهُ أمامَكَ، فتأخُذُ زَوْجَةً لابني مِنْ هناكَ" (تك24: 7).. يرسل يوحنا المعمدان أمام المسيح ليهيئ له العروس، ويسلمها للعريس.. "مَنْ لهُ العَروسُ فهو العَريسُ، وأمّا صَديقُ العَريسِ الذي يَقِفُ ويَسمَعُهُ فيَفرَحُ فرَحًا مِنْ أجلِ صوتِ العَريسِ. إذًا فرَحي هذا قد كمَلَ" (يو3: 29).
* "فوَضَعَ العَبدُ يَدَهُ تحتَ فخذِ إبراهيمَ مَوْلاهُ، وحَلَفَ لهُ علَى هذا الأمرِ" (تك24: 9).. إشارة إلى القسم بنسل إبراهيم الذي هو المسيح.
* "ثُمَّ أخَذَ العَبدُ عشْرَةَ جِمالٍ مِنْ جِمالِ مَوْلاهُ، ومَضَى وجميعُ خَيراتِ مَوْلاهُ في يَدِهِ. فقامَ وذَهَبَ إلَى أرامِ النَّهرَينِ إلَى مدينةِ ناحور" (تك24: 10).. إنه رمز لجبرائيل الملاك الذي حَمَل عشر بركات(2) للعذراء مريم، وجميع خيرات الإله لها. كما يشير إلى الروح القدس الذي أعطى الكنيسة نعمة الوصية.. "أعطيتني الناموس عونًا" في العشر وصايا، وكذلك أعطانا جميع خيرات الآب السماوي.
* "وأناخَ الجِمالَ خارِجَ المدينةِ عِندَ بئرِ الماءِ وقتَ المساءِ، وقتَ خُروجِ المُستَقياتِ" (تك24: 11).. إشارة مبدعة إلى مقابلة المسيح لعروسه الكنيسة عند الصليب خارج المحلة وقت المساء وعند بئر الماء الذي هو المعمودية.
* علامة عروس إسحاق هي استعدادها للخدمة (الميل الثاني). تسقي العبد وتسقي الجمال إشارة للكنيسة الخدومة التي هي عروس للمسيح الذي بذل نفسه عن حياة العالم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
* "أخَذَ خِزامَةَ ذَهَبٍ وزنُها نِصفُ شاقِلٍ وسِوارَينِ علَى يَدَيها وزنُهُما عشْرَةُ شَواقِلِ ذَهَب" (تك24: 22).. الذهب يرمز إلى خلاص المسيح الثمين، والخزامة في الأنف ترمز إلى استنشاق الكنيسة لرائحة الخلاص، أما السوارين على اليد فيشيران إلى العمل الكنسي لنشر هذا الخلاص.
* موقف لابان أخي رفقة.. "وحَدَثَ أنَّهُ إذ رأَى الخِزامَةَ والسوارَينِ علَى يَدَيْ أُختِهِ، وإذ سمِعَ كلامَ رِفقَةَ أُختِهِ قائلَةً: هكذا كلَّمَني الرَّجُلُ، جاءَ إلَى الرَّجُلِ، وإذا هو واقِفٌ عِندَ الجِمالِ علَى العَينِ. فقالَ: ادخُلْ يا مُبارَكَ الرَّب، لماذا تقِفُ خارِجًا وأنا قد هَيّأتُ البَيتَ ومَكانًا للجِمالِ؟" (تك24: 30-31).. لقد دعا لابان العبد لأنه طمع في عطاياه، وهذا يرمز للنفوس التي تجري وراء المسيح ليس حبًّا في شخصه القدوس لكن طمعًا في عطاياه وخيراته ومعجزاته.
* "وأخرَجَ العَبدُ آنيَةَ فِضَّةٍ وآنيَةَ ذَهَبٍ وثيابًا وأعطاها لرِفقَةَ، وأعطَى تُحَفًا لأخيها ولأُمها" (تك24: 53).. الفضة تشير إلى الفداء، والذهب إلى الخلاص الثمين، والثياب إلى بر المسيح.. وهذه هي عطايا الروح القدس للكنيسة من أجل العريس المسيح.. أما أخوها وأمها (أي باقي البشرية) التي لم تدخل في عهد زيجة مع المسيح فيكفيهم أن يأخذوا تحفًا (أي بركات زمنية بسبب الكنيسة).. فنحن نُصلي من أجل خلاص العالم ومدينتنا (أي نجاتها من الزلازل والأوبئة والمجاعات والحروب)، والله يستجيب من أجل الكنيسة فيبارك المدينة، ولكنها لا تنعم بالخلاص إلاَّ إذا دخلت في عهد زيجة مع المسيح.
* "فقالوا: "نَدعو الفَتاةَ ونَسألُها شِفاهًا". فدَعَوْا رِفقَةَ وقالوا لها: "هل تذهَبينَ مع هذا الرَّجُلِ؟". فقالَتْ: "أذهَبُ" (تك24: 57-58).. إن المسيح إلهنا لا يقتحم النفس اقتحامًا بل يسألها: "هل تريدين أن ترتبطي بالمسيح؟". لقد قال للمفلوج: "أتُريدُ أنْ تبرأَ؟" (يو5: 6)، وقال لنا: "هأنذا واقِفٌ علَى البابِ وأقرَعُ. إنْ سمِعَ أحَدٌ صوتي وفَتَحَ البابَ، أدخُلُ إليهِ وأتَعَشَّى معهُ وهو مَعي" (رؤ3: 20).
* "فقامَتْ رِفقَةُ وفَتَياتُها ورَكِبنَ علَى الجِمالِ وتبِعنَ الرَّجُلَ. فأخَذَ العَبدُ رِفقَةَ ومَضَى" (تك24: 61).. مغبوطة هي النفس التي تتبع الروح القدس ليعرّفها على المسيح.
* "وخرجَ إسحاقُ ليَتأمَّلَ في الحَقلِ عِندَ إقبالِ المساءِ، فرَفَعَ عَينَيهِ ونَظَرَ وإذا جِمالٌ مُقبِلَةٌ" (تك24: 63).. إن الحقل والمساء ينبهان ذهننا إلى صليب المسيح وقت المساء، ودفنه في البستان.. إن النفس لن تتحد إلاَّ بالمسيح مصلوبًا.. "لأني لم أعزِمْ أنْ أعرِفَ شَيئًا بَينَكُمْ إلا يَسوعَ المَسيحَ وإيّاهُ مَصلوبًا" (1كو2: 2).
* "فأدخَلها إسحاقُ إلَى خِباءِ سارَةَ أُمهِ، وأخَذَ رِفقَةَ فصارَتْ لهُ زَوْجَةً وأحَبَّها. فتعَزَّى إسحاقُ بَعدَ موتِ أُمهِ" (تك24: 67).. لقد ورثت كنيسة العهد الجديد كل مجد ووعود وميراث وتراث كنيسة العهد القديم، وتعزى المسيح بعروسه الكنيسة بعد انتهاء عهد الآباء القديم.
_____
(1) أليعازر = الله يُعين، وهو أحد وظائف الروح القدس المُعين.. "الرّوحُ أيضًا يُعينُ ضَعَفاتِنا" (رو8: 26).
(2) العشر بركات هي: سلام لكِ أيتها الممتلئة نعمة، الرب معكِ، مباركة أنتِ في النساء.. إلخ.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/christ-in-genesis/isaac-marriage.html
Connection failed: SQLSTATE[08004] [1040] Too many connections