3- نشأة الحياة
من المعروف أن الكرة الأرضية كانت كتلة ملتهبة من النار، فكيف نشأت الحياة عليها؟
إننا اليوم حينما ندخل شيء في الأوتوكلاف autoclave (جهاز التعقيم) لتعقيمه، من المعروف أن الميكروبات الموجودة في هذا الشيء تقتل لأنها تدخل في النار. فالنار تمنع أي مظهر للحياة (ميكروب - فيروس - جراثيم إلخ.). والكرة الأرضية كانت كأنها معقمة لأنها كانت ملتهبة بالنار، ولم يكن بها أي كائن حي، لا بشر ولا حيوانات ولا حتى ميكروبات. فكيف نجد بعد فترة ثعابين تتحرك على الأرض وحيوانات تقفز فوق الأشجار.. كيف؟ كيف خرجت هذه الكائنات من وسط النار؟
باعتراف العلماء كانت الأرض كتلة ملتهبة بالنار. ولازال باطن الأرض حتى الآن مشتعل بالنار، والبراكين دليل على ذلك. هل إذا نزلت إلى العمق داخل البراكين تجد نمورًا وأسودًا وثعابين؟ بالطبع لا.. لن تجد أي أثر للحياة، لأن النار تدمر مظاهر الحياة.
حينما بردت الأرض حينئذ وجِدَت الكائنات الحية. فكيف نشأت الحياة؟ لا يوجد لذلك تفسير إلا أن الله هو الذي أوجد الحياة على الكرة الأرضية.
نحن غير متأكدين 100% إن كانت توجد كائنات حية في كواكب أخرى أم لا، لكن الملاحظ أنه توجد كواكب أخرى غير الأرض وأنها مرت بمراحل كان المناخ فيها يشبه مناخ الأرض، فكان مهيئًا لنشوء الحياة، سواء من ناحية درجة الحرارة أو وجود المياه والأكسجين، ومع ذلك لم يقل أحد من المركبات الفضائية التي وصلت إلى الكواكب الأخرى أنه وجد شيئًا حيًا في هذه الكواكب.
لكن هل نستطيع أن نقطع برأي في هذه النقطة؟
ليس هناك نص في الكتاب المقدس يقول أن الله لم يخلق شيئًا إلا على الأرض فقط. فالكتاب المقدس تكلم عن الخلقة على الأرض لأننا نحن نعيش على الأرض. لكن هذا لا يعنى أنه ليس من حق الله أن يخلق أشياء أخرى في كواكب أخرى. ومع ذلك، وبالرغم من أننا لا نقول رأى قاطع في هذا الموضوع، لكن الملاحظ بالفعل هو أنه لا توجد حياة إلا على الأرض فقط، بالرغم من توفر العوامل الأخرى (مثل وجود المياه ووجود الأكسجين) التي تمكّن من وجود كائنات حية في بعض الكواكب الأخرى.
فأى إنسان عاقل يستطيع أن يفهم (دون أن يكون متبحرًا في العلم، مع أن المتبحّر يفهم بصورة أكبر إن كان عاقلًا) استحالة أن يكون هناك شيئًا معقمًا تمامًا وبعد قليل توجد عليه كائنات حية... كيف وجدت؟؟
الطبيب إذا قام بتعقيم أي جهاز طبي وعمل له عملية عزل دقيقة جدًا يمكنه إذا فتح الجهاز بعد عشر سنوات أن يستخدمه وهو مطمئن. فلا يمكن بعد التعقيم أن تكون هناك كائنات.
إن درجة الحرارة على سطح الشمس 6000° (ستة آلاف درجة مئوية) ليس داخل الشمس بل على السطح الخارجي لها (ليس هناك جهاز يعقِّم على درجة 6000°). ويقال أن الأرض كانت جزءًا من الشمس ثم انفصلت عنها وظلت تدور حولها. معنى هذا أن الأرض حينما انفصلت عن الشمس كانت عند درجة حرارة على الأقل 6000°، لأن هذه درجة حرارة سطح الشمس لكن الداخل بلا شك يكون أكثر حرارة. فالكتلة التي تنفصل تأخذ جزءًا من السطح وجزءًا من الداخل.
فما هي الحياة التي يمكن أن تتوفر عند درجة 6000°؟
باختصار "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مز 14: 1).
من ضمن ما نستطيع أن نضيفه إلى الكلام السابق هو أن العلم تقدم جدًا جدًا، وبحث العلماء في الخلية وتكوينها والفرق بين الخلية الحية والمادة غير الحية، والمواد المكونة للخلية كلها مواد موجودة لكن ما هو سر الحياة؟ فحينما يمسك العالِم الخلية لتحليلها تحليلًا كيميائيًا يخرج أنها مكونة من كذا وكذا وكذا.. بالنسب الفلانية، فإذا أحضر نفس المواد وبنفس النسب وضعها مع بعضها البعض لا يمكن أن ينتج عنها خلية حية!
هناك ما يسمى سر الحياة secret of life فإلى اليوم وبالرغم من التقدم الرهيب الذي وصل إليه العلم إلا أن أحدًا لم يستطع أن يوجد الخلية الحية. العلماء يستطيعون أن يوجدوا أشياء تشبه المواد الموجودة في قيمة الخلية الحية الغذائية، أما أن يوجدوا خلية حية فهذا لم يحدث.
وبخصوص الاستنساخ، فإن الاستنساخ لا يخلق خلايا... إن ما يحدث في الاستنساخ هو أنهم يأخذون البويضة ويخرجون منها النواة الموجودة بها، ثم يأخذون نواة خلية حية من الجلد مثلًا يعملون لها neutralization بحيث لا تكون متخصصة في الجلد فقط -بتحاليل خاصة- ثم يأخذون هذه النواة ويدخلوها داخل البويضة، وبها حياة، كما أن النواة التي أخذت كانت لخلية بها حياة. هذه النواة التي أخذت من الجلد تكون نواة قابلة للانقسام لكن النواة الموجودة في البويضة غير قابلة للانقسام (إلا إذا تم تلقيحها من مصدر ذكرى). فيأخذون النواة الموجودة في خلية الجلد القابلة للانقسام، ثم يضعونها داخل البويضة ذات النواة غير القابلة للانقسام، فتنقسم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لكنهم في كل ذلك لا يخلقون حياة.
عندما نتكلم عن خلقة الحياة نطرح السؤال التالي: كيف وجد أي كائن حي -سواء آدم أو غزال أو غيره- بدءًا من الخلية الحية؟
العلماء يستطيعون الآن مثلًا إدخال أنواع فواكه على بعضها البعض؛ فمثلًا يمكن أن يدخل خوخ على كمثرى فتخرج ثمرة بطعم خليط من الخوخ والكمثرى. هنا هم لا يخلقون شيئًا ولا يضيفون شيئًا من عندهم.
إذن سر الحياة ونشأة الحياة هي من ضمن الأدلة على وجود الله.
وحتى حينما يتقدم العلم ويعمل شيئًا جديدًا فهو يعمله بفكر وبأجهزة وبحسابات. أما أن تخلق الطبيعة نفسها فهذا في الحقيقة لا يقول به إلا المختلون عقليًا.
وكما قلنا أن العلماء حسبوا المدة اللازمة لكي تنشأ بعض الأشياء الموجودة في الخليقة، بالصدفة، فوجدوا أن عمر العالم كله لا يتسع لهذا الأمر. فمن 1 إلى 10 بالصدفة تأخذ ثلاثة آلاف سنة، فما بالك بالتعقيدات الموجودة في الخليقة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/theology/life.html
تقصير الرابط:
tak.la/dzjk8pk