4- الشريعة الأدبية
من الأدلة التي تثبت وجود الله: الشريعة الأدبية. فما هي الشريعة الأدبية؟
لماذا يوجد عند أغلب البشر احتياجًا داخليًا لوجود خالق ولعبادة هذا الخالق؟ حتى الشعوب التي لم تعبد إله إبراهيم وعبدت الأصنام وغيرها كانت فكرة عبادة الإله موجودة لديهم، فهي في صميم تكوين الإنسان.
هذه الشريعة الأدبية الموجودة في الإنسان تتمثل أيضًا في اشتياق الإنسان إلى الخلود... لماذا عمل المصريون القدماء التماثيل؟ لأنهم وجدوا أن الجسد يموت وكان كل منهم يريد أن تظل صورته باقية، لأنه يسعى وراء الخلود ولو من طريق آخر. كما أنهم آمنوا بوجود الروح وكانوا يسمونها "كا"، كما عملوا مراكب الشمس التي كانوا يظنون أنها توصل الروح للأبدية. وكان عندهم اعتقاد في قيامة الأجساد ولذلك كانوا يقومون بتحنيطها ويضعون بجانبها القمح والطعام لكي يأكل منها الشخص حينما يبعث للحياة مرة أخرى.
إن عبادة الآلهة سواء عبادة الإله الحقيقي أو آلهة شيطانية أو مزيفة إلخ... تثبت أن الإنسان عنده بحث مستمر عن الإله وأيضًا عن الخلود. فالإنسان دائمًا يبحث عن الإله وعن الخلود. لذلك كان الموت هو أصعب ما واجهه الملحدون والذين لا يؤمنون بوجود الله.
أكبر مشكلة تواجه الملحدون هي الموت لأنهم لا يؤمنون بوجود حياة أخرى بعد الموت. هذه أحيانًا تجعلهم يطلبون من الطبيب أن يحقنهم بمادة قاتلة ليتخلصوا من الحياة كالمثل القائل "وقوع البلاء ولا انتظاره". وهذه مشكلة تمثل قضية ومبحث في العالم كله اليوم وأحيانًا يطلقون عليها لقب "الموت الرحيم".
إن الشريعة الأدبية في الإنسان هي في كل أنحاء العالم. فحينما اكتشفوا أمريكا الشمالية مثلًا وجدوا أن الهنود الحمر رغم أنهم بدائيون ومنعزلون عن الحضارة ويعملون لأنفسهم قرونًا ويلبسون ريشًا إلا أنهم يعبدون إلهًا. وفي أمريكا الجنوبية يعبدون إلهًا. وإذا ذهبت إلى مجاهل أفريقيا تجدهم يعبدون آلهة، وإذا ذهبت إلى الأبوريجينال aboriginal في أستراليا، وقد كانوا منعزلون تمامًا هم أيضًا عن بقية العالم، فإنك تجدهم يعبدون آلهة.
كان الناس يصلون إلى الصين والهند مثلًا، لكن من كان يصل في الماضي إلى أمريكا الشمالية قبل خريستوفر كولومبوس Christopher Columbus؟ ومن كان يصل إلى أستراليا قبل أن تكتشفها إنجلترا؟ ومن كان يصل إلى أمريكا الجنوبية قبل أن يدخلها البرتغال والأسبان؟ ومع ذلك ومع أنهم بشر منقطعون تمامًا عن باقي المجتمعات البشرية ولمدة آلاف السنين إلا أنك حينما تذهب إليهم فجأة تجدهم يعبدون آلهة.
وعند الهنود في الأساطير تجد قصة الطوفان مثلًا. وأنه كان هناك رجل بار، ثم حدث طوفان، وغرق العالم كله ما عدا هذا الرجل وأسرته (لكنهم يعطونه اسمًا آخر غير نوح).
إن وجود الشريعة الأدبية في الإنسان تجعل عنده حنين نحو الخلود، وتجعله يبحث عن إله يعبده، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هذه الشريعة لا يمكن أن تكون موجودة في كل شعوب العالم بهذه الصورة عن طريق الصدفة.
حتى الشيوعية في روسيا ونظرية كارل ماركس قد سقطت واستمر الله. والإلحاد والوجودية ممثلة في جان بول سارتر الذي لم يكن ينكر وجود الله لكنه كان يقول: أنت خلقتني وأعطيتني حرية فلا تسحبها منى عن طريق الوصية، اتركني أعمل ما أريد، هذه فلسفة الوجودية. وعمل سارتر مسرحية الجوبيتر كلها عبارة عن أن المخلوق يتحدى الخالق. فحتى سارتر لا يقول أن الله غير موجود، هو يقول الله موجود لكن دعه في سمائه وليتركني وشأني لأفعل ما فيه مصلحتي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/theology/law.html
تقصير الرابط:
tak.la/f4bg5f7