بولس الرسول
موسى النبي
داود النبي
السيدة العذراء
يقول القديس بولس الرسول "وَأَنْتُمْ أَيْضًا مُسَاعِدُونَ بِالصَّلاَةِ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يُؤَدَّى شُكْرٌ لأَجْلِنَا مِنْ أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ، عَلَى مَا وُهِبَ لَنَا بِوَاسِطَةِ كَثِيرِينَ" (2كو1: 11). لماذا يريد بولس الرسول أو تؤدى صلوات من أشخاص كثيرين مع أنه أعظم كارز في المسيحية؟!!
وقال أيضًا "مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ وَلأَجْلِي، لِكَيْ يُعْطَى لِي كَلاَمٌ عِنْدَ افْتِتَاحِ فَمِي، لأُعْلِمَ جِهَارًا بِسِرِّ الإِنْجِيلِ" (أف6: 18، 19).
كان بولس الرسول دائمًا يشعر بالاحتياج إلى صلوات الناس، وينبه دائمًا إلى أهمية أن يكون هناك دائمًا من يصلون من أجل من يخدم.
ومعلمنا بولس الرسول نفسه في خدمته، لم يطلب فقط من المخدومين الصلاة من أجله، لكنه يقول لهم "لاَ أَزَالُ شَاكِرًا لأَجْلِكُمْ، ذَاكِرًا إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِي، كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ، مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ" (أف1: 16-18).
وأيضًا يقول "لِذَلِكَ أَطْلُبُ أَنْ لاَ تَكِلُّوا فِي شَدَائِدِي لأَجْلِكُمُ الَّتِي هِيَ مَجْدُكُمْ. بِسَبَبِ هَذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ، لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ" (أف 3: 13-19).
يقول بولس الرسول "أحنى ركبتي" أي أصلى لأجلكم، وفي كثير من رسائله يقول أنه يصلى لهم. هل لم تكن كرازته كافية، والإعلانات، والوعظ، والمعجزات...؟!
يقول لأهل فيلبى "أَشْكُرُ إِلَهِي عِنْدَ كُلِّ ذِكْرِي إِيَّاكُمْ. دَائِمًا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِي، مُقَدِّمًا الطِّلْبَةَ لأَجْلِ جَمِيعِكُمْ بِفَرَحٍ" (فى1: 3، 4).
توجد أدلة كثيرة على أن بولس الرسول كان يهتم جدًا بالبعد الخاص بالصلاة، سواء صلاته للمخدومين، أو صلواتهم هم من أجله.
حدث في الحرب مع عماليق أن موسى النبي ترك يشوع ليقود الحرب، لكنه وقف هو يصلى على الجبل، فكان عندما يخفض يديه ينغلب إسرائيل وينتصر عماليق، وعندما يرفع يديه كان جيش إسرائيل هو الذي ينتصر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فلما ثقلت يداه سندها هارون وحور الواحد من هنا والآخر من هناك. فكانت يداه ثابتتين هكذا حتى الغروب، أي أنه ظل مستمر في وضع الصلاة إلى أن انتصر الشعب (أنظر خروج 17).
هذه القصة هي مثال يوضح لنا كيف أنه من الممكن أن تكون هناك جماعة تحارب وجماعة أخرى تصلى. وليس من الضروري أن ينزل الكل إلى ساحة المعركة.
أمر داود النبي أن الذين مكثوا لحراسة الأمتعة يأخذون أنصبة من الغنائم مثل الذين نزلوا إلى المعركة، (أنظر 1صم30: 24). لأنه يتم توزيع الاختصاصات، لا يقدر الجميع أن يفعلوا كل شيء.
الكهنوت في الكنيسة هو من عمل الرجال، وأيضًا التعليم من عمل الرجال، وهذا ورد بنصوص صريحة وواضحة في الكتاب المقدس.
السيدة العذراء لم تأخذ درجة كهنوتية ولا وعظت في يوم الخمسين، لكن وجودها في الكنيسة كان بركة، فكان الآباء الرسل يلجأوا إليها لكي تصلى من أجلهم. وقصتها مع متياس الرسول معروفة حتى أننا نحتفل بهذا اليوم إلى يومنا هذا ونسميه عيد العذراء حالة الحديد..
هل يقدر أحد أن يقلل من أهمية رسالة السيدة العذراء بعد يوم الخمسين؟
السيدة العذراء لها الفضل الكبير في قبول الحبل المقدس، والنزول إلى مصر، وفي رعاية الطفل يسوع، وفي الاهتمام به من كل ناحية إلى أن بدأ خدمته الكرازية والخلاصية، وفي وقوفها بجانبه عند الصليب، إلا أنه كان لها دور بعد الخمسين هو الصلاة اختبرته الكنيسة.
وفي وقوف السيدة العذراء بجانب الصليب لم تعمل شيء إلا الصلاة.. لا تقدر أن تترافع أمام بيلاطس البنطي مثلًا، ولا أن تبطش بالحراس لأنها إنسانه وديعة لا تعرف المشاجرة مع أحد. لكنها قالت: {أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص أما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا ابني وإلهي}.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/monasticism/prayer.html
تقصير الرابط:
tak.la/4z6bz3s