يدّعى البعض أن حياة الرهبنة تعتبر حياة سلبية. وأنها مجرد هروب من العالم من أجل الهروب من حروب الشياطين والعثرات الموجودة في العالم. فالراهب يعتبر إنسان سلبي لأن ليس له فائدة ولا دور في الكنيسة. للأسف هذا الكلام انتشر اليوم وتمت طباعته في كتب وإذاعته على القنوات الفضائية.
لذلك، نريد أنه كما ناقشنا الجذور والدوافع والأساسات الروحية للرهبنة في المسيحية، بما في ذلك ما قاله معلمنا بولس الرسول عن البتولية مثل "غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا" (1كو7 : 34)، أن نرد على ادعاء البعض من أنه حيث أن الرهبنة بها جانب هو الهروب من العالم فإن هذا هو نوع من السلبية. الراهب أو الراهبة لا يفيدون الكنيسة في شيء ولو كانوا استمروا في العالم لخدموا الله بصورة أفضل.
والمقصود هو الراهب أو الراهبة الذين يمكثون في دير أو في مغارة في الجبل في الصحراء، ولم ينزلوا مثل الأنبا أنطونيوس أو بولس الرسول أو الذين يسامون في الأسقفية مثلًا إلخ. فبعض الرهبان عاشوا في مغاير ولم ينزلوا إلى العالم ثانية. وأيضًا أغلب الراهبات يمكثن في الأديرة. عن هؤلاء نريد أن نتكلم لأن هذه هي الفئة التي تتهم بالسلبية.
سوف نتحدث عن الرهبنة التي نقرأ عنها في كتاب "بستان الرهبان"، الرهبنة التي فيها حياة الصلاة والعبادة، والسعي في طريق الكمال المسيحي، بدون أي تفكير في الرجوع إلى العالم مثلما عملت القديسة دميانة عند نزولها لتعاتب والدها، لأن هذه حالة خاصة جدًا...
وقد شرحنا أن القديسة دميانة نفسها لم تكن تعلم أنها سوف تذهب لوالدها، لكنها لما شعرت بأن هناك ما يستدعى أو يستلزم أن تعمل ذلك عملته. لكنها عندما أتت لتعيش في برية الزعفران لم تكن تظن أنها في يوم من الأيام سوف تذهب إلى والدها وتقول له أنها كانت تفضل أن يأتيها خبر موته عن أن تسمع أنه بخر للأوثان. لقد استخدمها الله، وما يشاء الله نفعل..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/monasticism/positive.html
تقصير الرابط:
tak.la/t8wbcw3