الاشتياقات الأولى للرهبنة
تنفيذ الوصايا
وصية المحبة
شفتاكِ يا عروس
عشاء العريس وشركة
الإفخارستيا
بابٌ مفتوحٌ في السماء
السيدة العذراء
مثال للعشرة مع ربنا
أحب أن أحدثكم حديثًا قصيرًا عن "العشرة مع ربنا" أو بتعبير لاهوتي "الشركة مع اللَّه".
الإنسان الذي ترك العالم واختار طريق الرهبنة هو بالتحديد اختار أن يجد تعزيته وفرحه في الوجود مع اللَّه، واختار أن يكون مصدر سعادته الحقيقية في الاختلاء، وفي حياة الصلاة والتسبيح، وفي التحرر من الانشغالات العالمية بكل أنواعها. يقول: "يَا اللَّه إلهي. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. إذ عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي في أَرْضٍ مقفرة وموضع غير مسلوكٍ ومكانٍ بِلاَ مَاءٍ هَكذا تراءيتُ لَكَ في القُدس ِلأرَى قُوَّتَكَ ومَجدَكَ" (مز 63(62) : 1). نفسه تشتاق لربنا "كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللَّه" (مز 42: 1). ويشعر أن العالم يعطله، وهو لا يريد شيئًا يعطله عن الوجود مع ربنا فاختار طريق الرهبنة كوسيلة للاقتراب من اللَّه والتمتع بعشرته ومحبته لكي ينمو في حياة الفضيلة، وينمو في حياة الامتلاء من الروح القدس، ولكي تزداد أشواقه نحو ملكوت السماوات ونحو الأبدية، ويتذوَّق عربون الملكوت؛ لكي ينسى كل شيء في العالم ويتذكر اللَّه وحده، وحينما يتذكر اللَّه تشتعل محبة اللَّه في قلبه أكثر فأكثر.
طريق الرهبنة بالنسبة له هو الطريق الذي يؤكد بداخله الثقة إنه يسير في طريق ملكوت السماوات. وهو الوسيلة التي بها ينفذ وصايا ربنا -كمال تنفيذ الوصية- ويقول له: يا رب "وَصاياكَ هي دَرسي، ناموسك هوَ درسي، مصباحٌ لرجليَّ كلامكَ ونورٌ لسَبيلي، أخفيت أقوالك في قَلبي لكي لا أخْطئُ إليكَ" (مز 119 (118) : 11، 77، 99، 105). يشعر أن العالم أحيانًا يجعل قدرته على سماع صوت اللَّه ضعيفةً، وأحيانًا يضغط العالم على الإنسان ويُعطل انطلاقه في طريق تنفيذ الوصية.
وصايا ربنا بالنسبة إليه هي شهوة قلبه، وهي مصدر حياته. وهي علامة محبته؛ لأن السيد المسيح قال: "الذي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الذي يُحِبُّنِي والذي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي" (يو14: 21). ولا يطيق إطلاقًا أن يوضع في وضع يكسر فيه وصية ربنا.
ترك العالم لكي يزداد كمالًا في تنفيذ الوصية. لم يترك العالم لأنه يريد أن يصير راهبًا، ولا لكي يتزيَّ بزى الرهبنة، أو لأنه يريد أن ينضم إلى مجمع الرهبان، ولكنه ترك العالم؛ لكي يجد اللَّه في الدير ولكي يجد وصية المسيح نافذة في حياته؛ يقول: "انْتَهَرْتَ الْمُتَكَبِّرِينَ الْمَلاَعِينَ الذين حادوا عَنْ وَصَايَاكَ" (مز119 (118) : 21). "طُوبَاهم الذين بلا عيبٍ في الطَرِيق السَّالِكِينَ في ناموس الرَّبِّ"(مز 119 (118) :1). أنا أريد أن أسلك بلا عيب، "بِمَاذا يُقَوِّم الشَّابُّ طَرِيقَهُ؟ بِحِفْظِهِ أقوالكَ" (مز 119 (118): 9). كيف أسلك بلا عيب إلا إذا حافظت على حقوقك وناموسك ووصاياك.
"الذي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الذي يُحِبُّنِ] والذي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي" (يو14: 21). وهنا تبدأ العشرة مع ربنا. كيف يرى الإنسان ربنا في حياته؟ بأن يحفظ وصاياه. كيف يُظهر السيد المسيح ذاته لمن يكسر وصاياه؟!! النسك مثلًا لا يمكن أن يكون وسيلةً تؤدي إلى رؤية السيد المسيح إذا كان يُمارَّس بطريقة فيها كسر للوصية.
كثير من الناس اعتقدوا أن النسك يمكن أن يوصلهم للسيد المسيح، لكنهم تعبوا وذهب كل تعبهم سُدى، مثل شعب بني إسرائيل ظنوا أن الناموس الحرفي سوف يوصلهم. ومعلمنا بولس الرسول قال: "أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِنَّ مَسَرَّةَ قَلْبِي وَطَلْبَتِي إِلَى اللَّه لأَجْلِ إِسْرَائِيلَ هي لِلْخَلاَصِ. لأني أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً لِلَّهِ وَلَكِنْ لَيْسَ حَسَبَ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّهُمْ إِذْ كَانُوا يَجْهَلُونَ بِرَّ اللَّه وَيَطْلُبُونَ أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِمْ لَمْ يُخْضَعُوا لِبِرِّ اللَّه. لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هي: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ" (رو1:10-4).
فالإنسان في الطريق الروحي لابد أن يعرف إنه لكي يرى السيد المسيح يجب أن ينفذ وصاياه.
من ضمن وصايا ربنا المحبة "وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ" (يو13: 34). المحبة التي"تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَتُصَدِّقُ كُلَّ شيء وَتَرْجُو كُلَّ شيء وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شيء" (1كو13: 7). فمطلوب من الإنسان الذي ترك حياة العالم وجاء ليحيا في الدير أن يسلك في طريق المحبة ويُنفذ وصايا ربنا، المحبة التي تبحث عن خلاص الآخرين، المحبة التي "لاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا" (1كو13: 5). بل تطلب ما هو للآخرين أيضًا، المحبة التي "تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ" (1كو13: 4). ويقول: "الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا" (1بط4: 8).
لذلك الإنسان الذي يعيش في الدير لكي يسير في طريق ربنا لابد أن يَستُر على خطايا الآخرين، لا بُد أن يطيل أناته عليهم، ويحتمل ضعفاتهم، ولا بُد أن يلوم نفسه قبل أن يلوم غيره لأنه [لا يوجد شيء أفضل من أن أرجع بالملامة على نفسي في كل أمر](2). ينظر للآخرين بعين الرجاء، المحبة التي ترجو كل شيء.
الراهب الذي يريد أن يحيا في عشرة مع ربنا يبدأ بتنفيذ الوصايا، وبعدما يعيش في حياة تنفيذ الوصية يبتدئ السيد المسيح أن يظهر في حياته، ثم يكون هو نفسه صورة مشرقة للسيد المسيح. إذا جلس في القلاية يمتلئ من فرح الروح؛ لأن "ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ" (غل 5: 22)، فإذا سلك في وصية المحبة يمتلئ من الفرح ويغمر سلام اللَّه قلبه "سَلاَمُ اللَّه الذي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ" (في4: 7).
في أثناء جلوس الراهب في القلاية يشعر بأفراح السمائيين ويصير صديقًا للملائكة، وتسابيحه تفرح بها الملائكة وأحشاء القديسين. كما يقول: "لأَنَّ أَحْشَاءَ الْقِدِّيسِينَ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكَ أَيُّهَا الأَخُ" (فل1: 7). اللسان الذي يملأه اللَّه تسابيح هو اللسان أيضًا الذي يقدم كلمات الحب واللطف والوداعة، كما يقول في سفر نشيد الأنشاد: "شَفَتَاكِ يَا عَرُوسُ تَقْطُرَانِ شَهْدا" (نش4: 11). لسانٌ يقول كلام مثل الشهد يُفرِّح قلب ربنا ويُفرِّح قلوب القديسين ويستفيد وينتفع الناس من كلماته ومن أسلوبه ومن معاملته، هذه الشخصية يحب الله أن يسمع صوتها وعندما يقف ليصلي، ربنا يقول لهذه النفس: "أَسْمِعِينِي صَوْتَكِ لأَنَّ صَوْتَكِ لَطِيفٌ" (نش2: 14) ويحب أن يراها "أَرِينِي وَجْهَك" (نش2: 14) وبعد أن يشعر الراهب بحضور ربنا في القلاية يقول اللَّه له: "وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي" (يو14: 21). ويقول أيضًا: "وَإِلَيْهِ نَأْتِي وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا" (يو14: 23)، "أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤ3: 20). ما هو هذا العشاء الذي مع السيد المسيح؟ وما هو شكله؟ الذي يدعوه السيد المسيح على العشاء، تُرى ماذا يُعِد له على المائدة؟ طبعًا من المعروف أن من الدرجة الأولى شركة الإفخارستيا وعشاء الرب -جسده ودمه- هذا هو قمة الاتحاد بالسيد المسيح بلا شك.
الذي يعيش حياة تنفيذ الوصية عندما يتناول من جسد الرب ودمه يعرف أن هذا هو عشاء العريس الذي قُدِّم للعروس، هذا هو الخبز الحي النازل من السماء، لكن أيضًا إلى جوار هذا (الذي يعتبر قمة العشاء)، في القلاية يمكن أيضًا أن يكون للسيد المسيح حضور دائم ويقدم العشاء الذي له ويُشبع النفس من خيراته الروحية، يشبعها من المعرفة، ليست المعرفة العقلية التي تثير الغرور والكبرياء في النفس ولكن كما نقول في القداس الإلهي (أعطيتني علم معرفتك.... أظهرت لي شجرة الحياة) شجرة الحياة التي لا يموت آكلوها.
يُفهمه مقاصده وتدابيره وأسراره الإلهية، وأيضًا العطايا الإلهية "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هي مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ" (يع1: 17).
وعندما يقول: "أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤ3: 20)، مثلما يجهز الإنسان مائدة ملآنة أصنافًا شهيةً يقول له مثلًا: ماذا تشتهي أنت اليوم؟ أتريد أن تتعزى وتتذوق حلاوة التسبيح بالمزامير؟... أعطيك. أتريد أن تفرح بالتسبحة؟... أفرحك. أتريد أن تشعر بقوة كلمات الكتاب المقدس وترى إله العهد القديم والعهد الجديد وتسمع صوته وهو يتمشَّى في الفردوس مثلما كان أبونا آدم يسمعه قديمًا؟ وترى ربنا وهو يمشي ما بين العهدين ويُعلن مقاصده للإنسان كما يقول: "ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ... وَقَالَ لَهُ: أَنَا اللَّه الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلًا" (أع7: 2)، (تك17: 1).
معاملات ربنا مع الإنسان من البداية للنهاية يعيشها الإنسان وكأنه هو هو إبراهيم وإسحق ويعقوب، هو أخنوخ وايليا وهو يعقوب ويوحنا وبطرس هو كل هذه الشخصيات من خلال ربنا الذي كان يتعامل مع الإنسان، عِشرة عميقة ومفاهيم تتبلور وتنمو وتزداد عمقًا وقوةً مدى الأيام.
عندما قال القديس يوحنا في سفر الرؤيا: "كُنْتُ في الرُّوحِ في يَوْمِ الرَّبِّ" (رؤ1: 10)، يقف الإنسان أمام هذه العبارة ويقول: القديس يوحنا عندما كان في الروح؛ رأى كل ما رآه، لقد تعشى ورأى مائدة الرب فذهب ليعاين أسرار الحياة الآتية، وأيضا يقول: "بَعْدَ هَذَا نَظَرْتُ وَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ في السَّمَاءِ، وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ الذي سَمِعْتُهُ كَبُوقٍ يَتَكَلَّمُ مَعِي قَائِلًا: «اصْعَدْ إِلَى هُنَا فَأُرِيَكَ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَصِيرَ بَعْدَ هَذَا». وَلِلْوَقْتِ صِرْتُ في الرُّوحِ، وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ في السَّمَاءِ، وَعَلَى الْعَرْشِ جَالِسٌ" (رؤ4: 1، 2). بابٌ مفتوحٌ في السماء، من القلاية إلى باب السماء .
الذي يريد أن يحيا في عشرة مع ربنا سوف يجد أمامه أبوابًا كثيرةً مفتوحةً ليس ضروريًا أن تكون بالرؤى مثل الناس التي تحب المناظر، لكن القلب نفسه يتطلع نحو الأبدية وتنسكب فيه أنوار سماوية وربنا يُعزيه "كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ" (إش 66 : 13) إحساسه بحضور ربنا معه يجعله لا يقلق على أي شيء ولا يخاف من أي شيء، حياته كلها في يدي ربنا مثلما قال السيد المسيح: "وَلاَ يَضُرُّكُمْ شيء" (لو10: 19).
حياة العشرة مع ربنا لا تأتي بحربٍ ومعاركٍ ولا بغضبٍ ولا تأتي بِشَّدٍ ولا بصراعاتٍ، ولكن تأتي من يدي ربنا كعطية يأخذها الإنسان ويقول: "يُعْطِيكَ الرب حَسَبَ قَلْبِكَ وَيُتَمِّمْ كُلَّ مَشورَتكَ" (مز20: 4) [مز 19]. طالما أن الإنسان مشتاق إلى اللَّه يقول له: أنا يا رب حياتي بين يديك، أنت الذي تدبِّرها فيأخذ هذه الأمور من يدي ربنا لكن المهم أن يكون هو أمينًا، لأن: "اَلأَمِينُ في الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضًا في الْكَثِيرِ" (لو16: 10). فحياة العشرة مع الله تأتي كعطيةٍ صالحةٍ نازلةٍ من فوق يأخذها الإنسان من يديه.
السيدة العذراء كانت جالسة في غرفتها في سلام اللَّه وفي عشرة معه "فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُمتلئة نعمة اَلرَّبُّ مَعَكِ" (لو1: 28). وابتدأ يكلِّمها عن العطية الفائقة التي من الله إليها، "فَقَالَتْ مَرْيَمُ: هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لي كَقَوْلِكَ. فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ" (لو1: 38). وعاشت حياتها كلها يقودها صوت الرب، يقودها روح الرب، يقودها ملاك الرب حتى إلى الجلجثة.
وأيضًا هناك مع أفراح القيامة ومع ألسنة النار وشركة الروح القدس، هكذا يُصعدنا الروح إلى الجبال؛ لكي تنسكب فينا نعمة اللَّه بغزارة ولكن يشترط أن نُسلِّم حياتنا بين يدي القدير.
عندما نتأمل في سيرة السيدة العذراء نرى كيف بدأت وإلى أين انتهت، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. سِجل حافل طويل، به الكثير من المتغيرات، ما بين الناصرة وبيت لحم وجبل صهيون، والنزول إلى مصر والعودة إلى الجلجثة وعند جبل الصعود. محطات عجيبة جدًا، صاعد ونازل، منير ومظلم. من يستطيع أن يُخرج من كل هذه المتغيرات هذه السيمفونية الرائعة في النهاية إلا ربنا نفسه!
أنتم (كرهبان) أكثر الناس قدرةً على أن تعيشوا هذه الأمور وهذه المعاني وأن تتمتعوا بحياة العشرة مع ربنا، فهل انتفعتم من وجودكم في الدير؟ وهل انتفعتم من خروجكم إلى البراري؟ هذا هو السؤال. أرجو أن تتذكروا هذا الطريق وتتذكروا سبب خروجكم من العالم، لكي تنالوا هذه المواعيد الثمينة وهذه العطايا الفائقة... فليكن لضعفي ذكرًا في صلواتكم.
ولربنا المجد دائمًا أبديًا. آمين.
_____
(1) 11\3\1994م
(2) بستان الرهبان، مطرانية بني سويف، الطبعة الثانية، ص321.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/monastic/god.html
تقصير الرابط:
tak.la/b8r3qq2