St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

268- ترسل روحك فتخلق

 

قال السيد المسيح لتلاميذه: "متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب. روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي" (يو15: 26). ويقول المرنم: "ترسل روحك فتُخلق وتجدد وجه الأرض" (مز104: 30). والمقصود أن الرب يُرسل روحه فيتم تجديد الخليقة مرة أخرى.

ونصلي في صلاة الساعة الثالثة (روحك القدوس يا رب الذي أرسلته على تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين في وقت الساعة الثالثة؛ هذا لا تنزعه منا أيها الصالح، لكن جدده في أحشائنا. قلبًا نقيًا اخلق فيَّ يا الله وروحًا مستقيمًا جدده في أحشائي. لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني) (القطعة الأولى). وبهذا نحن نخاطب السيد المسيح الذي أرسل روحه القدوس على تلاميذه القديسين في يوم الخمسين في الساعة الثالثة لكي يخلق فينا قلبًا نقيًا بعمل الروح القدس المتجدد في داخلنا باستمرار.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الخليقة الجديدة

إن الارتباط بين الروح القدس والخليقة، هو ارتباط دائم في القديم والجديد. ففي بداية خلق العالم "كانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه. وقال الله ليكن نور، فكان نور" (تك1: 2، 3).

وعند تجديد الحياة على الأرض مرة أخرى بعد الطوفان أرسل نوح الحمامة -التي ترمز إلى الروح القدس الذي حل على السيد المسيح عند عماده في نهر الأردن بهيئة جسمية مثل حمامة- وعادت الحمامة إلى نوح وهي تحمل في فمها غصن الزيتون إشارة إلى عودة الحياة على الأرض مرة أخرى بعد غسيلها بالطوفان. وكان الطوفان وتجديد الحياة على الأرض رمزًا للخلاص بالمعمودية كما قال معلمنا بطرس الرسول: "الفلك.. الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماء. الذي مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية" (1بط3: 20، 21).

وقال أيضًا معلمنا بولس الرسول: "ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغُسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا" (تى3: 4-6).

St-Takla.org Image: Baptism of Jesus from St. John the Baptist, Coptic art by Tasony Sawsan صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة معمودية المسيح من يوحنا المعمدان، فن قبطي لتساوني سوسن

St-Takla.org Image: Baptism of Jesus from St. John the Baptist, Coptic art by Tasony Sawsan.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة معمودية المسيح من يوحنا المعمدان، فن قبطي لتساوني سوسن.

إن تجديد الروح القدس في الخليقة الجديدة في المسيح يتم في المعمودية لاشك في هذا على الإطلاق حيث يقول بولس الرسول: "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو5: 17).

لهذا خلق السيد المسيح عينين للمولود أعمى من الطين وأمره أن يذهب ويغتسل في بركة "سلوام" الذي تفسيره "مُرسل". وهذا الاسم هو إشارة إلى إرسال الروح القدس الذي يخلق للإنسان أعين جديدة في المعمودية بها يستطيع أن يعاين ملكوت الله لأنه "إن كان أحد لا يولد من فوق؛ لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يو3: 3). وأيضًا "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح؛ لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 5). إذن فالمُرسَل هو الروح القدس الذي أرسله الابن حسب موعد الآب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لهذا قال المزمور "ترسل روحك فتُخلق وتجدد وجه الأرض" (مز104: 30). وهو يقصد أن الرب يرسل روحه لتجديد الحياة على الأرض مرة أخرى بواسطة المعمودية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

يوم الخمسين

لهذا يعتبر يوم الخمسين هو عيد ميلاد الكنيسة. لأن الكنيسة نالت التجديد بالمعمودية في ذلك اليوم. قال السيد المسيح لتلاميذه عند صعوده إلى السماء: "لأن يوحنا عمد بالماء وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير" (أع1: 5).

وقال لهم: "خير لكم أن أنطلق. لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي" (يو16: 7).

كان مجيء الروح القدس لازمًا لتجديد وجه الأرض مرة أخرى. وعاد روح الله يرف مرة أخرى على وجه المياه في الخليقة الجديدة. وتم تعميد ثلاثة آلاف نفس في يوم الخمسين.

كانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة لأن الخطية والموت قد ملكا على جميع البشر و"اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو5: 12).

كانت الأرض خربة وخالية لأن "الجميع زاغوا وفسدوا معًا. ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد" (رو3: 12؛ انظر مز53: 3).

كانت الأرض خربة وخالية لأن محبة العالم وأيضًا عبادة الأوثان المحرمة قد انتشرت في الأرض بصورة مريعة.

كانت الأرض خربة وخالية نظرًا لفساد الطبيعة البشرية التي سقطت في قبضة الفساد لسبب فقدان الشركة مع الله والدخول في شركة مع الشيطان.

كانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة. هذه هي ظلمة الجهل والخطية والموت تحت سلطان إبليس.

"وقال الله ليكن نور" (تك1: 3).. في الخليقة الجديدة أشرق نور المسيح على حياة المفديين كقول الرب: "لكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها" (ملا4: 2). إننا لم نسمع عن شمس لها أجنحة سوى أن السيد المسيح (شمس البر) قد فتح ذراعيه وهو معلق على الصليب كما يفتح الطائر جناحيه.

إن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة؛ قد أشرق على البشرية بنوره العجيب "وقال الله: ليكن نور فكان نور" (تك1: 3).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/send.html

تقصير الرابط:
tak.la/8t25c5t