St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

247- ها أنا معكم كل الأيام

 

قد يتساءل البعض، كيف قال السيد المسيح لتلاميذه قبل صعوده إلى السماء: "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت28: 20) ثم بعد ذلك صعد إلى السماء بعد أن قال أنه سوف يعود في اليوم الأخير في مجيئه الثاني وأكّد ذلك الملائكة الذين ظهروا للتلاميذ في يوم صعوده (انظر أع1: 11)؟

وللإجابة على ذلك نقول إن السيد المسيح قد صعد إلى السماء بحسب الجسد أو بحسب إنسانيته ولكن في نفس الوقت يملأ الوجود كله بحسب لاهوته. لذلك فعند لقائه مع نيقوديموس أثناء خدمته على الأرض قال له: "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو3: 13). وهذا يعني أنه فيما كان يتكلم مع نيقوديموس على الأرض قال عن نفسه إنه هو في السماء: فهو أمام نيقوديموس بحسب إنسانيته، ومالئ السماء والأرض بحسب لاهوته، وكائن في حضن الآب كل حين.

عن هذا الصعود يُصلي الكاهن في قداس القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات فيقول للسيد المسيح: (وعند صعودك إلى السماء جسديًا وأنت مالئ الكل بلاهوتك قلت لتلاميذك القديسين: سلامي أترك لكم سلامي أُعطيكم).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي

أيضًا قصد السيد المسيح إنه إن لم يصعد بجسده المصلوب القائم من الأموات إلى السماء فلن يحل الروح القدس على التلاميذ.

لأنه كان ينبغي أن يدخل إلى قدس الأقداس في السماء كرئيس كهنة ليشفع فينا أمام الآب كل حين كقول معلمنا بولس الرسول: "دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوَجَد فداءً أبديًا" (عب9: 12).

St-Takla.org Image: Nicodemus seeks Jesus, Wandsbecker Art Institute, John 3. B9.18 صورة في موقع الأنبا تكلا: نيقوديموس يسعى إلى السيد المسيح والحديث معه - صورة في معهد واندزبيكر للفن - يوحنا 3

St-Takla.org Image: Nicodemus seeks Jesus, Wandsbecker Art Institute, John 3. B9.18

صورة في موقع الأنبا تكلا: نيقوديموس يسعى إلى السيد المسيح والحديث معه - صورة في معهد واندزبيكر للفن - يوحنا 3

"كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات" (عب7: 26)، "خادمًا للأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان" (عب8: 2).

ولكن في كل ذلك لم يقصد السيد المسيح أنه بانطلاقه إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب في المجد سوف يترك الكنيسة، بل أنه سوف يذهب جسديًا وإنسانيًا إلى هناك ويرسل الروح القدس المعزي ليبدأ عمله في منح العطايا والمواهب الناشئة عن استحقاقات الخلاص بدم المسيح، ولتأكيد مشاركة الأقانيم الثلاث في عمل الخلاص.

ولكن من الجانب الآخر فقد أكد استمرار وجوده مع تلاميذه بحسب لاهوته وليس هو فقط؛ بل هو والآب السماوي "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا" (يو14: 23). عن هذا قال القديس أثناسيوس الرسولي: [عندما يصير الروح فينا، عندئذ يأتي الابن والآب، ويصنعون منزلًا فينا] (عن الروح القدس الرسالة الثالثة فقرة 6-صفحة 116).

إن سُكنى الروح القدس في الإنسان تعني أيضًا حضور الآب والابن لأنه حيثما يوجد الروح القدس يوجد أيضًا الآب ويوجد الابن. ولكن الروح القدس هو الذي يوصّل لنا بركات الخلاص الممنوحة لنا من الآب والابن، وهو الذي يعمل في الأسرار في حضور الآب والابن.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

معكم كل الأيام

إن هذه العبارة تملأ قلوبنا طمأنينة، فإن السيد المسيح بالرغم من صعوده إلى السماء فهو معنا كل الأيام وفي كل الظروف.

هو يشعر بنا وبكل ما نعانيه من أجل اسمه، و"لأنه فيما هو قد تألم مجربًا؛ يقدر أن يعين المجربين" (عب2: 18)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هو يلاحظ حروب الشيطان ومؤامراته وكل جيوش الشياطين وتجمهرهم حولنا في الحروب الروحية العنيفة كقول معلمنا بطرس الرسول "إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو، فقاوموه راسخين في الإيمان" (1بط5: 8، 9).

هو يرى موجات الفكر المضاد للإيمان بوجود الله والمضاد للإيمان المستقيم والهرطقات والتعاليم الغريبة ويشعر بخطورتها على الكنيسة.

هو يرى الوسائل التكنولوجية الحديثة وانتشار الخلاعة والعثرات ووسائل الإثارة وخطورة كل ذلك على الشباب وعلى تماسك الأسرة وقداستها وجاذبية الأمور التي تضيع وقت الناس وتشغلهم عن الصلاة والتأمل في وصايا الله في الكتب المقدسة. هو يعرف أن إمكانياتنا أقل كثيرًا من إمكانيات الشيطان وأعوانه في وسط عالم يموج بكل هذه الموجات العالمية. وسفينة الكنيسة معذبة من الأمواج.

ولكن بالرغم من هذا كله فالإنجيل يخبرنا أن السيد المسيح -وهو على الجبل- كان يبصر سفينة تلاميذه في وسط البحر مساءً وهي معذبة من الأمواج. أما هو فكان في مناجاة مع الآب من أجل الكنيسة، ثم أتاهم ماشيًا على البحر في الهزيع الرابع من الليل وانتهر البحر والريح فخضع له الجميع وانبهر التلاميذ بعد أن أتاهم صوته: "أنا هو لا تخافوا" (مت14: 27). أنت معنا يا رب فلا نخاف.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/forever.html

تقصير الرابط:
tak.la/hv69wa3