St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   anti-christian-questions
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرد على بعض الأسئلة التشكيكيَّة الموجهة ضد العقيدة المسيحية - الأنبا بيشوي

37- لماذا لا نجد (مرقس 16: 9-20) موجودًا في نسخ كثيرة من الأناجيل بينما هو موجود كهامش أو بين قوسين في بعض النسخ الأخرى؟ ألا يزال يعتبر الهامش كلمة الله أيضًا وخصوصًا عندما يقص علينا خبرًا مهمًا كصعود المسيح؟

 

سؤال 42: لماذا لا نجد (مرقس 16: 9-20) موجودًا في نسخ كثيرة من الأناجيل بينما هو موجود كهامش أو بين قوسين في بعض النسخ الأخرى؟ ألا يزال يعتبر الهامش كلمة الله أيضًا وخصوصًا عندما يقص علينا خبرًا مهمًا كصعود المسيح؟

 

الإجابة:

إن قيامة السيد المسيح من الأموات هي سر وقوة المسيحية ولا يختلف عليها مسيحي، كما أن خبر قيامة السيد المسيح ذكر في الأناجيل الثلاث الأخرى. فقد ظهر السيد المسيح بعد قيامته أكثر من مرة في عدة ظهورات وعدة مواقف (انظر مت 28: 1، 8، لو 24: 1-32، يو 20: 1- 29، انظر أيضًا 1 كو 15: 6).

أما بخصوص ذكر القيامة من الأموات في إنجيل معلمنا مرقس بالتحديد فلم يقتصر على الإصحاح الأخير بل ذكر في أصحاح 8 في قوله "وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرًا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم" (مر 8: 31).

بل وذكر إنجيل مرقس أيضًا جلوسه عن يمين الآب، وهو في ذلك الإنجيل الوحيد من الأناجيل الأربعة الذي ذكر جلوس المسيح عن يمين الآب، وإن كان هذا الحدث قد ذكر أيضًا في مواضع أخرى من الكتاب المقدس كما سنبين في إجابة السؤال رقم 48.

علاوة على ذلك، فقد وردت هذه الآيات من 9-20 من الأصحاح 16 من إنجيل مرقس في أقوال آباء القرون الأولى أمثال القديس إيرينيؤس الذي تنيح عام 202 (أي أن كتاباته كانت في القرن الثاني وهو تاريخ أقدم من أي نسخة مخطوطة لإنجيل مرقس باقية).

St-Takla.org Image: Black and white image of the Ascension of Jesus Christ صورة في موقع الأنبا تكلا: صوره أبيض وأسود عن صعود يسوع المسيح

St-Takla.org Image: Black and white image of the Ascension of Jesus Christ

صورة في موقع الأنبا تكلا: صوره أبيض وأسود عن صعود يسوع المسيح

كتب القديس إيرينيئوس في كتابه ضد الهراطقة المنشور في مجموعة مينيي "باترولوجيا جريكا Greaca "Patrologia والذي ترجم إلى الإنجليزية فيAnte-Nicene Fathers  والمجلد رقم1، صفحة 426. مقتبسًا بصراحة ووضوح الآية رقم 19 من الإصحاح 16 لإنجيل مرقس كما سنورد في السطور التالية.

على صفحة 253 من كتاب Ancient Christian Commentary on Scripture

"التفاسير المسيحية القديمة عن الأسفار المقدسة - العهد الجديد - المجلد الثاني" يقول القديس إيرينيئوس:

[Irenaeus: “As he finishes his Gospel, Mark concludes: "So then the Lord Jesus after, he had spoken to them, was taken up into heaven, and sat on the right hand of God"[

وترجمته: [إيرينيؤس:- بينما هو ينهي إنجيله، وضع مرقس الخاتمة: "ثمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ" (مر16: 19)].

وما كتبه هنا مطابق حرفيًا للآية (مر16: 19) الموجودة في نسخ الكتاب المقدس الحالية، والتي يدّعون إنها غير موجودة ضمن الجزء الذي يدعون أنه غير موجود من الآية 9 إلى الآية 20 من الأصحاح السادس عشر لإنجيل مرقس.

وفي الهامش أسفل الصفحة يعلق مؤلف الكتاب السابق قائلًا: [هذه الفقرة والتي يظنها الكثيرون إنها إضافة لإنجيل مرقس، اعتبرها إيرينيؤس من النص الذي تسلمته الكنيسة وتعترف به في أواخر القرن الثاني الميلادي].

 [This passage, often thought of be a later addition to Mark, was regarded by Ireneaus as the received Markan text in the late second century.]

بمعنى أن ناشر الكتاب يقول ما معناه إن الكثيرين كانوا يظنون أن هذا الجزء قد أضيف إلى إنجيل مرقس ولكن القديس إيرينيؤس بهذه العبارة يعتبر أن هذا هو النص المعترف به لإنجيل مرقس في أواخر القرن الثاني الميلادي.

ولم يكتفِ القديس إيرينيؤس بذلك ولكن أكمل وقال:

The ascension confirms what had been spoken by the prophets: “The Lord said to my Lord, Sit thou on my right hand, until I make thy does thy footstool.” Thus God who was announced by the prophets is truly one and the same as God who is celebrated in the true gospel, whom we Christians worship and love with the whole heart as the maker of heaven and earth, and of all things within it. Against Heresies 3.10.5.

وترجمته "إن صعود السيد المسيح يؤكد كلام الأنبياء القائل: "قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ" (مز110 : 1)."

وهذا ما ذكر في آخر إنجيل مرقس. فالقديس مرقس هو الوحيد في الأربعة أناجيل الذي ذكر: "وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ" (مر16 : 19).

تكملة نص قول القديس إيرينيئوس:

 [Thus God who was announced by the prophets is truly one and the same as God who is celebrated in the true gospel]

[إذًا فالله الذي أُعلن بواسطة الأنبياء هو حقيقةً الإله الواحد وهو نفسه الإله المحتفل به في الإنجيل الحقيقي]

 [whom we Christians worship and love with the whole heart as the maker of heaven and earth, and of all things within it]

[الإله الذي نحن المسيحيون نعبده ونحبه بكل قلبنا كخالق السماوات والأرض وكل ما فيها]

ونشر هذا الكلام نفسه في كتاب باسم The Orthodox New Testament المجلد الأول صفحة 209.

إذًا يؤكد القول السابق للقديس إيرينيئوس أن الأصحاح الأخير من إنجيل مرقس كان معروفًا بأنه ضمن إنجيل مرقس في القرن الأول والثاني. وهذا الجزء ليس فقط به ذكر حدث القيامة إنما أيضًا الصعود.

إننا نرد بالوثائق ولا نقول مجرد كلام عاطفي، لكي نقارع الحجة بالحجة.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

معلومات واقعية بخصوص المخطوطات عمومًا هي أنه أحيانًا توجد نسخة لم يستطع الناسخ أن يكمل نسخها وتوفاه الله، ولدينا في الأديرة بعض المخطوطات الغير مكتملة كأمثلة واقعية لذلك. فمثلًا يبدأ راهب بنسخ أقوال مار إسحق ولكن لا يتمكن من إكمالها لرسامته أسقفًا أو لأنه تنيح أو..

St-Takla.org Image: The building - Chester Beatty Library, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, June 27, 2017. صورة في موقع الأنبا تكلا: مبنى المكتبة - من صور مكتبة تشستر بيتي، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 27 يونيو 2017.

St-Takla.org Image: The building - Chester Beatty Library, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, June 27, 2017.

صورة في موقع الأنبا تكلا: مبنى المكتبة - من صور مكتبة تشستر بيتي، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 27 يونيو 2017.

نقطة أخرى هي أن الصفحة الأولى والصفحة الأخيرة من كل مخطوطة تكون معرضة للتلف فأحيانًا تفقد من نسخة معينة، ثم يأتي ناسخ آخر فينسخ من النسخة الناقصة.

نحن نؤمن بعصمة الوحي ولكننا لا نؤمن بعصمة النسخة في أن ورقة منها تُفقد.

أيضًا بعض المخطوطات نجد أن بعض سطورها مُسحت، وفي مخطوطات أخرى هذه السطور واضحة، فالمخطوطات ليست معصومة من أن تُمسح منها كلمة، ليست معصومة من أن تأكل العثة جزءًا من الصفحة ويصبح مفقودًا، والبردية ليست معصومة من أن تتهتك، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فمثلًا لدينا أقدم نسخة من إنجيل يوحنا في العالم وجدت في دشنا عبارة عن بردية اسمها المتعارف عليه دوليًا هو بردية 66 وهي موجودة في متحف بودمر في جنيف. هذه المخطوطة ابتداء من الإصحاح الرابع عشر منها نجد بعض الصفحات كاملة والبعض الآخر متآكل نتيجة للعوامل الزمنية, لكن إن قارنا الموجود من النص من أول صفحة إلى آخر صفحة نجد النص هو طبق الأصل مثل النص الذي بين أيدينا حتى وإن تآكلت بعض الصفحات أو بعض أجزاء من الصفحات. ليس هذا معناه أن الوحي كان خاطئًا، فالوحي معصوم ولكن الورق ليس معصومًا من التآكل.

فهناك مخطوطات تحوى العهد الجديد بالكامل وترجع إلى القرن الثاني والثالث الميلادي مثل المخطوطات الموجودة في متحف بودمر بسويسرا وهي المعروفة دوليًا ببردية 66 وتحوى أغلب إنجيل يوحنا وبردية 75 التي تحوى أغلب إنجيل لوقا وإنجيل يوحنا وهي تتفق تمامًا مع النص الحالي. كما أن مكتبة تشستر بيتي Chester Beatty Library في أيرلندا بها برديات العهد الجديد شبه كامل ترجع إلى القرن الثاني والثالث الميلادي وتتفق مع ما بين أيدينا. وقد قمنا بشراء نسخًا من كل هذه المخطوطات وهي موجودة لدينا لمن يريد أن يتأكد.

كما أن لدينا بالفعل مخطوطات عبرية للعهد القديم ترجع إلى القرن الثاني قبل الميلاد يتفق نصها تمامًا مع النص الحالي منها على سبيل المثال سفر إشعياء كاملًا، بالإضافة إلى النص المازوري ومنه نسخة ليننجراد التي ترجع إلى القرن الحادي عشر الميلادي (1008م) وهي عبارة عن العهد القديم بالكامل. وأيضًا نسخة حلب التي ينقصها فقط أسفار موسى الخمسة بسبب حادثة حريق وهي ترجع إلى القرن العاشر الميلادي (969م). ونص المخطوطتان العبريتان يتفق تمامًا مع ما بأيدينا اليوم.

ولدينا الثلث الأخير من سفر المزامير الذي وجد في مغائر قمران، ولكن الثلثين الآخرين تآكلوا بعوامل الزمن من القرن الثاني قبل الميلاد، فلدينا من المزمور101 إلى المزمور 151 (ونلاحظ أن المزمور 151 والذي لا يوجد في النص العبري المتداول الآن موجود في نصوص قمران العبرية وموجود في الترجمة السبعينية)، فكون أن ناسخ كتب الـ150 مزمور وتوقف، هذا لا يعنى أن المزمور 151 غير موحى به، لأنه إن كان لدينا نسخة بها الـ151 مزمور وهي أقدم من التي بها الـ150 فقط، فهذا معناه أن هذا المزمور الأخير فُقد، والذي نسخ هذه النسخة لم يجده.

إن هذا لا يعنى أن الكتاب ليس موحى به من الله كما يدّعون.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/anti-christian-questions/mark-16.html

تقصير الرابط:
tak.la/fmsg82h