عندما أخطأ آدم، فإنه أدخل معرفة الشر إلى الطبيعة البشرية بكل أنواعها وصورها، فهناك خطايا عملها آدم، وخطايا أخرى عملها أولاده. لكن سواء كان هو الذي ارتكبها بينما هم لم يعملوها، أو هو لم يرتكبها وهم الذين عملوها، فإن الكيان البشرى كله قد سقط ودخل في شركة مع إبليس وتحت سلطانه، وتدنست الطبيعة وأصبح فيها إمكانيات الشر والخطية، وأصبحت في وادي ظل الموت.
فإن الذي لم يقتل لديه القوة الغضبية الكامنة فيه، وإمكانيات الحقد والكراهية تجعل الكتاب يقول "كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ" (1يو3: 15)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. ليس من الضروري أن يقتل بالسلاح الفعلي، لكن ممكن أن تُعتبر الكراهية نفسها قتل، وأعتقد إن كل إنسان فينا ممكن جدًا بإنسانه العتيق أن يكره، ويكره بشدة، لأن موضوع الكراهية سهل جدًا على الإنسان، فبما أن استعداد الكراهية موجود؛ إذن استعداد القتل أيضًا موجود...
فحتى إذا لم يقتل الإنسان؛ لكن طبيعته طبيعة قاتلة، هو -في هذه الحالة- لم يكن قاتلًا بالمعنى الظاهر الخارجي، إنما طبيعته قاتلة. ومادامت طبيعته قاتلة فهي تستوجب الموت، حتى لو لم يقتل فعليًا... وهذا هو معنى قوله "وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ... عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي" (رو5: 12-14).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/adam/death.html
تقصير الرابط:
tak.la/wc8n3ah