St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   how-to-start
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   how-to-start

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب كيف أبدأ؟ - الأنبا بيمن أسقف ملوي

3- لماذا لا أبدأ الآن؟

 

قد أكون مرتبطًا بخطية محبوبة عندي وأخشى أن أبيعها.. والحقيقة أن الخطية خاطئة جدًا. إنها ظلمة.

إنها موت. إنها تدمير للنفس والجسد. ألم تخدع آدم؟ ألم نسقط شمشون؟ ألم تذل داود؟ ألم تغرى سليمان بحب النساء، ويهوذا يحب الفضة؟ فمصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات..

وناموس الخطيئة ليس بعيدًا عنا بل هو كائن في طبيعتنا، ولكن شكرًا لله إذ أعطانا الغلبة في شخص ربنا يسوع المسيح، وكما كان يمسك الخاطئ بقرون المذبح في القديم وينجو.. هكذا نحن أيضًا إذ نمسك بالمخلص ونثبت فيه ننجو من الغضب والدينونة وتكون لا حياة أبدية.

St-Takla.org Image: A symbol arrow for growth, stock exchange, economy - by geralt. صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز سهم يرتفع، النمو، البورصة، الاقتصاد - لجيرالت.

St-Takla.org Image: A symbol arrow for growth, stock exchange, economy - by geralt.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز سهم يرتفع، النمو، البورصة، الاقتصاد - لجيرالت.

فإذا كنت أيها الحبيب تشعر بثقل الخطيئة فليس من حل سوى الالتجاء إلى المخلص، وكما رفع موسى الحية وكان كل من ينظر إليها يخلص من لدغة الحيات المحرقة هكذا أيضًا أضحى لكل من ينظر إلى المخلص ويؤمن بعمله الكفاري أن ينجو من لدغة الخطية القاتلة..

وقد أكون خائفًا من كلام الناس وآرائهم عنى وبالأخص الأصدقاء الذين ارتبطت بهم، وأخشى أن ينفصلوا عني إذا ما سرت في الطريق الروحاني..

يا عزيزي: ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس ويلزمنا أن نضحي بالعواطف والمشاعر الخادعة لنكسب الحب الحقيقي، يقدم لنا الكتاب شخصية نوح البار الذي ظل يبنى الفلك عشرات السنين ولم يعبأ بتهكمات الخطاة، ويذكر لنا الكتاب أيضا لوط البار الذي كان يعذب نفسه البارة ولم يرض أن يشترك في نجاسات سدوم وعموره، ويحكى لنا الكتاب سيرة موسى النبي العظيم الذي فضل بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية، حاسبًا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، لأنه كان ينظر إلى المجازاة، وبالإيمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لأنه تشدد كأنه يرى من لا يرى..

يعوزنا إذن حياة الإيمان التي تغلب الظروف والأجواء، وتتحدى كل العلاقات، وتقهر الممالك، وتسد أفواه الأسود وتطفي قوة النار وتجرب في هُزء وجَلْد....

يعوزنا أن نتمثل صحابة الشهود التي حولنا حتى نحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا محتملين الصليب مستهينين بالخزي كما فعل المخلص رب المجد الذي بعدما أكمل جهاده جلس في يمين عرش الله. فلنَفكر في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لكي لا نخور في نفوسنا. وإذا كان دانيال يقيم كلامًا ووزنًا لرأي الناس لا تشدد وصمد في الإيمان ولأضطر أن يسجد للأصنام كما فعل غيره.. ولو أن الفتية الثلاث خافوا من كلام الملك لما عبدوا إلههم، ولا تمسكوا في احتمائه بإيمانهم، ولا دخلوا أتون النار المحمى سبعة أضعاف.

ويعلمنا الرسول بولس أن أكل شيء عنده أن يحكم فيه من يوم بشر.. ولكنه مع هذا لا يشعر بشيء في ذاته وإنما الذي يحكم فيه هو للرب (1 كو 4: 2 – 1) والقديس أثناسيوس الرسولي يتحدى جميع الهراطقة أتباع أريوس الذين كانوا قد تغلغلوا في القصر الإمبراطوري وبين رجال الدين. وعندما قالوا له العالم كله ضدك يا أثناسيوس قال وأنا ضد العالم..

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

هذا الإيمان العنيد وهذه الشهادة العملية تعوزنا كثيرًا في هذه الأيام حتى لا نخشى رأى صديق عابث، أو إنسان مستهتر، أو شخص غير مؤمن.

وقد أكون معتزًا بشخصيتي وآرائي واتجاهاتي رافضًا الصليب.. فهو يمثل أمامي جهالة أو عثرة أو ضعفًا.. وفي الحقيقة أن المتكبر يعثر بالصليب، وقد اشترط الرب يسوع أن الذي يريد أن يتبعه يلزمه أن ينكر نفسه ويحمل الصليب.. لذلك يلزمنا أن نبيع كبرياءنا واعتزازنا بكرامتنا وأنانيتنا حتى نستطيع أن نتتلمذ للوديع المتواضع القلب؟ وكيف يمكنا أن نكون تلاميذًا للحمل ونحن ذئاب وكيف نستطيع أن نكون للقدوس البار أبناء ونحن ملوثون بنجاسة الذات المُتَألِّهَة.. إن العالم يريد شهادة لا بالكلام ولا بالعظات وإنما بالسيرة المتضعة الوديعة الحانية المترفقة، ونحن لهذه الحياة مدعوون. وقد أكون تائهًا حائرًا مشتتًا غير مستقر لا أعرف لنفسي طريقًا ولا لحياتي منهجًا؟!

وهذه أيضا عقبة تحتاج مواجهة.. فالمسيحي المؤمن له اتجاهات محددة ووجهة نظر ثابتة مستقرة. أنه ليس ريشة في مهب الرياح. لقد امتدح الرب يوحنا المعمدان لأجل صلابته وتمسكه بالحق. والذي يجعل شبابنا تائهًا غير محدد الأهداف هو عدم وجود اختبار حي وشركة حقيقية مع المخلص.. والذي يزيد شبابنا توترًا وتمزعًا وتشتتًا هو قبول جميع الآراء والاتجاهات والسعي نحو التصالح مع المتناقضات فلا مانع من السير في الطريق الروحي حينًا ولا مانع أيضًا من مسايرة الأشرار حينًا أخرى.. أما الرسول بولس فيقول لنا لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم..

يعوزنا الشباب الذي عملت النعمة في قلبه، فأضحى واضحًا عابِدًا بقلب مخلص ونية صافية وهدف صادق. في العهد القديم حاول الشيطان أن يتفاوض مع موسى في عملية الخروج، وحاول فرعون تَمييع القضية. تارة يقترح تقديم الذبائح في مصر، وتارة يقترح إبقاء البنين في الديار عندما يسافرون لتقديم العبادة، وتارة يطلب عدم أخذ الماشية والحيوانات معهم. أما موسى فرد على هذه المفاوضات بقوله "لا يبقى ظِلف".. نحتاج إلى الرؤية الواضحة التي لا تؤثر عليها موجات وإرسالات تفسد الصورة أمامها.. ونحتاج إلى أذن مرهفة السمع تستطيع أن تميز صوت الراعي من بين أصوات الغرباء.. ونحتاج إلى البصيرة الأمينة التي تكشف وتعرف وتحكم وتفصل باستقامة..

هذه كلها ينالها أولاد الله في مخدع الصلاة وفي الأمانة للوصية وفي طاعة المرشد الروحي النصوح.

وقد أكون كارهًا لحياة البذل والتضحية محبًا لحياة الكسل. والحقيقة أن الرب يسوع قال لنا طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده ساهرا.. في موضع آخر قال الكسل. والحقيقة أن الرب يسوع قال لنا طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده ساهرا.. في موضع آخر قال لنا الأمين في القليل أمين في الكثير.. والذي أخذ الوزنة وطمرها نزع منه الوزنة وألقى به إلى الخارج. فالشاب الذي يستكين لحياة البطالة تفسد روحياته بل وجسدياته أيضًا، فيكون كالبركة التي لا تتحرك مياهها فتنتن، والحديد الذي إذا أهمل علاه الصدأ، وكالقفر الذي تأوي إليه البوم وتعوى في جنباته الذئاب. والذي يقاوم روح الكسل والتراخي هو التأمل في محبة المسيح وقراءة سير القديسين الأطهار والشهداء، والتدريب على الصلاة والتأمل في المجد العتيد أن يستعلن فينا، والأكاليل التي نالها آباؤنا الأطهار، والتي هي من نصيبنا إذا قمنا واستقمنا..


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bimen/how-to-start/now.html

تقصير الرابط:
tak.la/r84bazz