محتويات: (إظهار/إخفاء) |
الابن ملكه أزلي المسيح ملك المجد مملكتي ليست من هذا العالم |
ملك المجد
في القديم رنم داود النبي قائلًا:
"إرتفعى أيتها الأبواب الدهريات فيدخل ملك المجد، من هو هذا ملك المجد؟ رب الجنود هو ملك المجد" (مز 24)، كان داود متكلما عن ملك المسيح الأزلى الأبدي، ومتنبئا عن تجسده وكهنوته وملكه على قلوب شعبه... "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب الإستقامة هو قضيب ملكك" (مز 45) وهو أول نبي لمح عن العلاقة الملوكية التي بيد الآب والأبن.
"قال الرب لربى اجلس عن يمينى، حتى أشع أعدائك موطئا لقدميك" (مز 110)، وفي موضع آخر يقول "اسألنى فأعطيك الأمم ميراثا لك وأقاصى الأرض ملكا لك" (مز 2: 8).
وهذا السؤال لا يعني أن الابن أقل من الآب في الطبيعة والجوهر، ولكنه اتضح بجلاء عندما أخلى الأقنوم الثاني ذاته، وصار مثلنا في كل شيء فيما عدا الخطيئة وحدها.
وكان هذا العطاء لابن الإنسان، الذي ليس طبيعتنا البشرية، لكي ننال من خلال اتحادنا به، ما استحقه من مجد ورفعة.
وطيلة العهد القديم، كان إسرائيل ينتظر مجيء المسيا ملكا عظيما... فمزامير داود التي كان يرنمها الأطفال، وينشدها اللاويون، كانت تحفر في قلوب الشعب أن ملكا عظيما سوف يأتي من بيت داود، من سبط يهوذا، هذا يملك على بيت يعقوب إلى الأبد,
"هذا يكون عظيما، وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه" (لو 1: 32).
وها دانيال النبي يؤكد ما رنمه داود فيقول "وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماء مملكة لن تنقرض أبدا، وملكها لا يترك لشعب آخر، وتسحق وتفنى كل هذه الممالك، وهي تثبت إلى الأبد" (دا 2: 44).
ويقول أيضًا "وأعطى سلطانا، مجدا وملكوتا، لتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدى لا يزول، وملكوته لا ينقرض" (دا 7: 14).
ويقول زكريا النبي أيضًا "ويكون الرب ملكا على كل الأرض، في ذلك اليوم يكون الرب وحده واسمه وحده" (زك 14: 9).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وجاء الرب يسوع إلى عالمنا، وولد في بيت لحم، وتحققت جميع النبوءات، فلم تعد بيت لحم الصغرى بين مدن يهوذا، وجاء المجوس من المشرق، يسألون عن ملك اليهود.
وسأل هيرودس رؤساء الكهنة، فقالوا إنه يولد في بيت لحم... فذهب المجوس وسجدوا للمولود، وقدموا له ذهبا إشارة إلى انه ملك.
ولكن هيرودس فزع لأنه كان جسديا وظن أن ملك المسيح ملك أرضى.
لقد تحقق ما رآه إرميا بعين الإيمان "ها أيام تأتي يقول الرب، وأقيم لداود غصن بر، فيملك وينجح" (أر 23: 5).
وما تنبأ به زكريا: "قولوا لإبنة صهيون: هوذا ملكك يأتيك، وديعا راكبا على أتان وجحش إبن أتان" (زك 9: 9) و(مت 21: 4 و5).
ففي يوم أحد الشعانين، دخل يسوع أورشليم ملكًا مظفرًا ممجدًا: الجمع الأكثر فرشوا ثيابهم في الطريق، وأخرون قطعوا أغصانا من الشجر وفرشوها أيضًا الذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون "أوصنا لابن داود مبارك الآتي باسم الرب، أوصنا في الأعالى". لقد أرتجت أورشليم كلها مستقبلة ملكها (مت 21: 8- 10).
وأخذ الرب ينزل الويلات على الفريسيين، الذين كانوا يعيشون بذهنية جسدية، ونفسية سداها الخبث ولحمتها الرياء، ولعن أورشليم قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين، التي جاءها ملكها ومخلصها، ولم تعرف زمان إفتقادها! بل قدمته للصليب بتهمة ادعاء الملك، وهو الذي رفض أن يكون ملكًا أرضيًا.
إذ يقول الكتاب "وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، أنصرف أيضًا إلى الجبل وحده" (يو 6: 15).
وسأله الوالى قائلًا "أنت ملك اليهود فأجاب تقول" (مت 27: 11، مر 15: 2، لو 23: 3، يو 18: 37).
ومن هذه الشواهد تلحظ أن جميع البشيرين سجلوا هذا الوقف لأهميته الكبرى.
وكما كانت التهمة التي وجهت للرب أنه يدعى أنه ملك اليهود، كانت العلامة التي وضعت على صليب يسوع ملك اليهود.
وكان التهكم شديدا على رب المجد: إذ ألبسوه رداء قرمزيا (اشارة إلى الملك)، وضفروا إكليلا من شوك. ووضعوه على رأسه، وقصبة في يمينه (عصا الملك) وكانوا يستهزئون قائلين السلام يا ملك اليهود.
ولكن الكتاب يعلن لا أنه وإن كانت هذه الصورة معثرة للمتكبرين، إلا أن أولاد الله يعلنون أن المسيح ملك على خشبة، وأن طاعته هذه أعطته مجدا يفوق كل مجد. في هذا يقول الرسول بولس "لذلك رفعه الله أيضًا. وأعطاه إسما فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة، ممن في السماء، ومن على الأرض، ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب المجد الله الآب. (في 2: 9-11).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/christ-titles/king-of-glory.html
تقصير الرابط:
tak.la/4hd9tsf