(3)
(13) بالنظر إلى كل هذا، أريدك في نفس الوقت أن تقرأ الأعمال العديدة التي كتبتها حول هذا الموضوع، وأيضًا الأعمال التي ما زلت أعمل عليها، والتي لم أتمكن من إنهائها بسبب أهمية الموضوع وصعوبته البالغة. في هذا الوقت لا بُد أن نتمسك بإيمان لا يهتز بأن الآب والابن والروح القدس هم الثالوث، لكنهم إله واحد فقط. ليس بمعنى أن الأولوهة التي يتشاركون فيها هي أقنوم رابع بشكل ما،[23] بل هي ذاتها الثالوث غير الموصوف وغير القابل للانفصال.
وأن نؤمن بأن الآب وحده ولد الابن، وأن الابن وحده مولود من الآب، لكن الروح القدس هو روح كل من الآب والابن.[24] فإذا جاءت على ذهنك أي صورة مادية عندما تفكر في هذه الأفكار، فلتستنكرها وترفضها وتلقي بها عنك وتشجبها ولتُكرهها على الفرار، لأنه ليس بالقليل في معرفة الله إذا كنا بدأنا الآن نعرف ما ليس هو (what he is not) قبل أن نقدر على معرفة ما هو (what he is).
لكن فلتحبِب هذا الفهم حبًا عميقًا، لأن الأسفار المقدسة نفسها التي تحثنا على الإيمان قبل فهم الحقائق الهامة، لا يمكن أن تكون ذا فائدة لك إذا لم تفهمها جيدًا. كل الهراطقة الذين يقبلون سلطان الكتب المقدسة يظنون أنهم يتبعونها بينما هم يتبعون ضلالاتهم الخاصة، وهم هراطقة تحديدًا ليس لأنهم يحتقرونها بل لأنهم لا يفهمونها.
_____
[24] ترجمة الجامعة الكاثوليكية تظهر كأنها كالتالي ”الروح القدس هو من الآب والابن“، بالطبع هذا يقترب من عقيدة ال Filioque التي ترفضها كنيستنا، وإن كان البعض له قراءة أرثوذكسية كأن يقول إن الروح القدس هو من الآب من خلال الابن. ولا يخفى على أحد أن أغسطينوس في بعض ما كتبه يقول صراحة بمونارخية الآب، وان الآب هو أصل الألوهة principium، على سبيل المثال راجع (عن الثالوث 4: 20). (المترجم)
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/adel-zekri/augustine-consentius-120/fourth-hypostasis.html
تقصير الرابط:
tak.la/5rh75wg