St-Takla.org  >   books  >   adel-zekri  >   augustine-consentius-120
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسالة رقم (120): إلى كونسينتيوس - القديس أغسطينوس - ترجمة: د. عادل زكري

6- الفِكْر المادي يجعل الله وثنًا

 

St-Takla.org Image: Baptism of Jesus Christ icon, and seen is the Holy Trinity: The Father (symbol), The Son (incarnated), The Holy Spirit (dove), private collection, Egypt, 1731 A.M. (2014-2015 - which corresponds with the year 6256 according to the ancient Egyptian calendar), Coptic art, used with permission - by Gerges Samir (Orthodox Iconographer) صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة معمودية السيد المسيح، ويظهر بها الثلاثة أقانيم: الآب (رمز) والابن (في تجسده) والروح القدس (في شكل حمامة)، مقتنيات خاصة، مصر، 1731 ش. (2014-2015 م. - والذي يوافق سنة 6256 حسب التقويم المصري القديم)، فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان جرجس سمير: كاتب الأيقونة الأرثوذكسية

St-Takla.org Image: Baptism of Jesus Christ icon، and seen is the Holy Trinity: The Father (symbol)، The Son (incarnated)، The Holy Spirit (dove)، private collection، Egypt، 1731 A.M. (2014-2015 - which corresponds with the year 6256 according to the ancient Egyptian calendar)، Coptic art، used with permission - by Gerges Samir (Orthodox Iconographer)

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة معمودية السيد المسيح، ويظهر بها الثلاثة أقانيم: الآب (رمز) والابن (في تجسده) والروح القدس (في شكل حمامة)، مقتنيات خاصة، مصر، 1731 ش. (2014-2015 م. - والذي يوافق سنة 6256 حسب التقويم المصري القديم)، فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان جرجس سمير: كاتب الأيقونة الأرثوذكسية

(2)

(7) لكن التقوى الأمينة لا تحترم إلا الاستدلال المنطقي الصحيح. لذلك دعنا لا نتباطئ في التخلص من وثنية ما يميل إليها الضعف البشري ويقيمها في قلوبنا، بسبب اعتيادنا على الأمور المنظورة، بحيث لا نجرؤ على أن نؤمن بأن الثالوث الذي نعبده، وهو غير منظور وغير مادي وغير متغير، يشبه ثلاثة كائنات حية عظيمة،[12] الذين برغم عظمتهم وجمالهم، فهم محدودون بالحدود اللائقة لمساحاتهم الخاصة، ويتلامسون ببعضهم البعض لأنهم بالقرب من أحدهم الآخر، سواء بوجود أحدهم في المنتصف، بحيث يفصل الاثنين المرتبطين به من كلا الجانبين، أو مصطفون مثل مثلث،[13] كل منهم يلمس الآخر بحيث لا ينفصل أحدهم عن الآخر.

نحن لا نجرؤ أن نؤمن سواء بأن هؤلاء الأشخاص (الأقانيم) الثلاثة، الذين حتى وإن كانوا عظماء جدًا فهم محدودون على أي مقياس من فوق وتحت ومن حول، لهم ألوهية واحدة كما لو كانت هذه الألوهية أقنومًا رابعًا،[14] مختلفةً عن أي واحد منهم، وإنما هي مشتركة بينهم جميعًا كألوهة لجميعهم وفي جميعهم، وكاملة في كل أقنوم، ومنها نقول بأن الألوهية الواحدة للثالوث ذاته هي الله.

وكذلك لا نجرؤ على أن نؤمن أن أقانيمه الثلاثة ليست موجودة في أي مكان سوى في السماء، بينما هذه الألوهة ليست غائبة في أي مكان بل حاضرة في كل مكان. لهذا السبب أيضًا لا نجرؤ على أن نؤمن أنه من الصواب أن نقول إن الله في السماء وعلى الأرض لأن هذه الألوهة هي في كل مكان ومشتركة بين الثلاثة، لكن ليس من الصواب أن نقول إن الآب أو الابن أو الروح القدس هو على الأرض، لأن مسكن هذا الثالوث هو في السماء فقط.[15]

عندما يبدأ الاستدلال العقلي في أن يعطل تتابع هذا الفكر الجسدي، وهذا الخيال الباطل، فلنسرع على الفور، بمعونة الله الداخلية ونوره، وهو الذي لا يريد أن يسكن في قلوبنا مع هذه الأصنام، بل في تحطيمها، لننفض إن جاز التعبير إيماننا منها، بحيث لا نسمح حتى لغبار هذه الخيالات أن يبقى هناك.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[12] ربما ينتقد أغسطينوس هنا قصور الشرح الاجتماعي للثالوث social trinity، أي تشبيه الثالوث بـ3 أشخاص بشريين، مثل بطرس ويعقوب ويوحنا. كل شرح له جوانب صحيحة تنطبق على الثالوث وأخرى لا تنطبق. (المترجم)

[13] حتى شكل المثلث -حتى وإن كنا نستخدمه لشرح أمور متعلقة بالثالوث- إلا أنه تشبيه قاصر من بعض النواحي في نظر أغسطينوس. (المترجم)

[14] هذا رد من أغسطينوس على مَن يتهمون الشرح اللاتيني للثالوث بأنه يؤكد على الجوهر الواحد حتى يجعل منه رابوعًا، وهنا ينفي أغسطينوس اعتقاده بهذه الفكرة نفيًا باتًا. (المترجم)

[15] أغسطينوس يرد هنا على فكرتين كلاهما خطأ، والفكرتان تدوران حول فصل الألوهة عن الأقانيم مكانيًا. (المترجم)


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/adel-zekri/augustine-consentius-120/materialistic-thought.html

تقصير الرابط:
tak.la/yy2cgqj