* تأملات في كتاب: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
(1) أعماق الحب (ع1-7)
(2) محبة الآخرين (ع8-10)
(3) قمة الأشواق (ع11-14)
1 لَيْتَكَ كَأَخٍ لِي الرَّاضِعِ ثَدْيَيْ أُمِّي، فَأَجِدَكَ فِي الْخَارِجِ وَأُقَبِّلَكَ وَلاَ يُخْزُونَنِي.2 وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي، وَهِيَ تُعَلِّمُنِي، فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي.3 شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي، وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي.4 أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.5 مَنْ هذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا؟6 اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ، كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ.7 مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ، وَالسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا. إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ، تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا.
ع1: يخزوننى
: يعيروننى.بعد أن تأكدت العروس من حب عريسها لها، ووصفه لجمالها في الأصحاح السابق، ازدادت أشواقها إليه، بل تمنت الاتحاد به. فماذا قالت له؟
تمنت أن يكون عريسها أخًا لها، والذي رضع من ثديى أمها أي شقيقها؛ لتستطيع أن تقبله أمام الناس، دون أن تخزى، أو تخاف منهم، وهذه هى العادة قديمًا أنه لا يصح للمرأة أن تقبل أحدًا إلا من أسرتها القريبة منها، وحتى لو كان زوجها لا تقبله في الخارج أمام الناس. فهذا يعبر عن ازدياد اشتياقها للتعبير العلنى عن محبتها لعريسها.
اشتاق المؤمنون في العهد القديم للمسيا المنتظر، الذي يخلصهم من خطاياهم، ويكون أخًا لهم في الجسد، أي اشتاقوا لتجسد المسيح، وقد حدث هذا فعلًا في العهد الجديد، وصار المسيح بكرًا بين إخوة كثيرين (رو8: 29)، فنالوا الخلاص به، وعبروا عن حبهم له بالصلاة والتأمل والخدمة.
العروس مشتاقة أن تجد عريسها في الخارج، والخارج هو خارج أورشليم، حيث صلب رب المجد يسوع المسيح، فهي مشتاقة للفداء والخلاص، الذي أتمه عريسها على الصليب.
الخارج هو الخلوة، حيث تختلى العروس مع عريسها، فتنفرد به في أحضان الطبيعة في البرية والحقوق، وأمام البحر، وبين الجبال والغابات .. وتعبر له عن حبها بقبلات كثيرة، ودموع توبتها وأفراحها.
الخارج هو الخدمة، فتخرج العروس لتعلن حبها لعريسها في البحث عن النفوس، وجذبهم إليه.
الخارج هو خارج هذه الحياة، فهي مشتاقة للأبدية، حيث تقبل العروس عريسها، ولا تخزى من أحد، فلا يلومها أحد على محبتها وعبادتها، وكثرة صلواتها وأصوامها.
ع2: سلاف
: العصير الجيد الذي يسيل من تلقاء نفسه من ثمار الفاكهة."وأقودك وأدخل بك بيت أمى وهي تعلمنى"
تحركت العروس نحو عريسها، وطلبت منه ما تشتاق إليه، فماذا طلبت؟
القائد دائمًا هو المسيح للنفس البشرية، ولكنها الآن تطلب من عريسها أن تقوده، ليس لأنها أقوى منه، ولكن لأن إرادتها ورغبتها أن تكون معه، وهو يكون معها، فمن شدة اشتياقها طلبت منه أن يأتي معها، وهي تقوده، ومن ناحية أخرى هو قبل هذا باتضاع؛ لأنه يحبها.
بيت أمى هو الكنيسة التي تستريح فيها العروس. ولأن رأس الكنيسة هو العريس حبيبها فهي تستريح بين يدى عريسها، فالعروس تريد أن تكون في أحضان الكنيسة، وبين يدى عريسها.
تعلن العروس أن الكنيسة أمها ستعلمها كيف تحيا، وتتحد، وتتمتع بعريسها، والمسيح باتضاع يقبل أن الكنيسة تكون هي المعلمة لعروسه فلا خلاص خارج الكنيسة،، ولابد أن تتعلم العروس كل شيء من الكنيسة؛ حتى تستطيع أن تحيا بطريقة سليمة مع عريسها.
خرجت العروس إلى عريسها المصلوب خارج المحلة، وارتبطت واتحدت به، وتعلم أشواقها للدخول إلى الكنيسة، حيث تقوده وتدخل به؛ لتتعلم منه وتحيا معه إلى الأبد.
"فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رمانى":
العروس تريد أن تفرح عريسها فماذا تعمل له:
تسقيه من الخمر، والخمر يرمز للفرح، فهي تريد أن تفرحه بما تقدمه له من أعمال صالحة.
هذا الخمر ناتج من سلاف الرمان، أي العصير الذي ينتج من الرمان بدون الضغط عليه، فالعروس تبذل وتضحى، ويفيض حبها وسعيها نحو عريسها، فتفرح قلبه.
شجرة الرمان فيها أشواك، والقشرة الخارجية لثمرة الرمان صلبة ومُرَّة، ولكن حبات الرمان التي داخل الثمرة عصيرها لذيذ، ومتميز؛ لذا فالنفس التي تحتمل الأشواك ومرارة الجهاد الروحي من أجل الله، تستطيع أن تقدم له محبة عظيمة تفرح قلبه.
العروس تعلمت من أمها الكنيسة، فأنتجت هذه التعاليم جهاد روحي، وبذل يفرح قلب عريسها، هذه هي الخمر إلى من سلاف رمانها.
ع3، 4: سبق أن وردت هاتان الآيتان في (نش 2: 6، 7)، بالإضافة إلى أن (ع4) سبق الإشارة إليه في (نش 3: 5)، ويمكن الرجوع إلى تفسير هذه الآيات.
ونلاحظ أن العروس في (نش 2) كانت تتكلم عن علاقتها بالعريس في حياتها وجهادها الروحي، وتمتعها بمحبة عريسها ومعونته. أما هنا فهي تتكلم عن خبراتها كخادمة، بعد أن اتحدت بالعريس، وعاشت حياتها كلها له، فترى مساندته لها في خدمتها، واختبارها ليس فقط بحل مشاكل خدمتها، ولكن بالأحرى التمتع بعمله الداخلي فيها، فتتذوق أعماقًا جديدة من محبته لم تختبرها خارج الخدمة. وبهذا نرى أن الخدمة طريق لاختبارات أعمق في العلاقة الشخصية بعريسها، فالخدمة لا تعطل، بل تنمى العروس في حبها لعريسها.
ع5: "من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها ؟"
تكررت هذه الآية، إذ سبق ذكرها في (نش 3: 6)، ويلاحظ هنا ما يلي:
العالم يتعجب عندما ينظر إلى الكنيسة والنفوس المؤمنة، إذ يراها خارجة من برية العالم، ولكنها متميزة عنه بفضائلها، وسلوكها المستقيم.
يكتشف العالم أن سر قوة الكنيسة هو علاقتها بالمسيح.
"تحت شجرة التفاح شوقتك"
بعد أن استندت العروس على عريسها وتعجب العالم لهذا المنظر العجيب، والتميز الذي للعروس، خاطبت العروس عريسها، وقالت له:
إنى رأيتك تحت شجرة التفاح، التي ترمز لتجسدك، فشوقتك، أي أيقظتك كأنك نائم (أيقظتك في الأصل العبري) لتحتضننى أنا وكل المؤمنين بك بتجسدك وفدائك، فحبك اللانهائى، ورحمتك الغير محدودة تستطيع أن تخلصنى أنا وكل أعضاء كنيستك الصارخين إليك لتخلصهم.
أنا آمنت بك يا شجرة التفاح، يا عريسى الحبيب، وبتجسدك وفدائك صرت أنا وكل إخوتى الأعضاء في الكنيسة أغصان في هذه الشجرة (يو15: 5)، فأعجبتك بما وهبته لى من صفاتك، وتحركت أشواقك إلينا، فصرنا في فرح عظيم.
عندما آمنت بك أنت يا شجرة التفاح تحركت أشواقك إلىَّ، فأعطيتنى في كنيستك أسرارك المقدسة، وأهمها جسدك ودمك.
بثباتى تحت شجرة التفاح، أي إيمانى بك، وتحرك أشواقك إلىَّ، وجدت نفسي أنا وكل إخوتى تتحرك أشواقنا إليك، فنحب الوجود معك في الصلاة والتأمل في كلامك، بل نحب أن نخدمك كل أيامنا.
"هناك خطبت لك أمك هناك خطبت لك والدتك"
تستكمل العروس حديثها مع عريسها، فتقول له:
هناك تحت شجرة التفاح، أي بتجسدك وفدائك خطبت لك أمك، وهي الأمة اليهودية، التي خرج منها المسيح، وهي التي ولدته، بأن قدمته على الصليب، ليقدم الفداء للعالم كله لكل من يؤمن به، وتصير كل نفس مخطوبة، أي عروس للمسيح، وتحيا له.
أمك التي ولدتك يا عريسى هي العذراء مريم، التي ضحت بأغلى ما عندها، وهو ابنها الوحيد؛ ليفدى البشرية، وبهذا تخطب له كل النفوس المؤمنة بك.
عندما قدم المسيح ذاته على الصليب، خطب الكنيسة، التي ولدت هي أيضًا للمسيح أبناء كثيرين من خلال سر المعمودية، ولذا يقول بولس الرسول، كإبن للكنيسة، يحدث للمؤمنين فيقول لهم: "خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو11: 2).
ع6: ساعدك
: ذراعك من الكوع حتى الكف.لظى: نار شديدة.
"اجعلنى كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك"
إلا تمتعت العروس بالمسيح المتجسد الفادى، ونالت عضويتها في جسده بالمعمودية طلبت منه:
أن تكون خاتمًا على قلبه، وكانت العروس قديمًا تطبع صورتها على الشمع، وتضعها على صدر عريسها، وهكذا العروس هنا تطلب أن تكون صورتها المختومة على الشمع على قلب عريسها، لأنها تحبه، وتريد أن تثبت في حبه. وفى نفس الوقت عندما تلتصق بقلبه يفيض عليها من حبه، ونعمته، فتنال صفاته، وتصير مثله، وتصير محبتها من نوع محبته الفادية الباذلة.
الخاتم الذي على القلب يعنى علاقة خاصة سرية بين العروس وعريسها؛ ليعطيها حبه، وتعطيه حبها، وهذا الحب لا يعبر عنه، ولكن تشعر به العروس، فتتمتع بأعماق أحضان العريس، وحتى الآن ما زالت الأختام توضع على الأظرف التي تحوى أوراقًا سرية.
الختم الذي على القلب يعنى المشاعر، والذي على الساعد يعنى العمل، فهي تريد أن تحيا بمشاعر المسيح، وبقوته التي تحرك قلبها وأعمالها، وتكون مقدسة وقوية.
الختم
عندما تطلب العروس من عريسها أن تكون خاتم على قلبه، وعلى ساعده، فهي تعلن أشواقها، بعد أن نالت المعمودية، أن تنال ختم الروح القدس في سر الميرون.
العروس تثق في عريسها، وفى محبته، لذا تقول له: اجعلنى، فهو قادر أن يحول أشواقها إلى واقع تحيا فيه كل أيامها وإلى الأبد.
عندما تطلب العروس أن تكون خاتمًا على قلب عريسها، وساعده، فهي تعلن ضعفها، واحتياجها، وعجزها أن تعيش وحدها بدونه، وهذا هو الاتضاع الذي يجعل عريسها يفيض عليها بنعمته وقوته، ويختم عليها، كما يبشرنا بهذا سفر الرؤيا (رؤ7: 2).
عندما تطلب العروس أن تكون خاتمًا على ساعد عريسها، فهي تؤمن بتجسده؛ لأن الساعد يرمز للجسد، وكذا القلب، وهي بالتالى تنال بقوته حماية، وقوة للسر في طريق الملكوت.
"لأن المحبة قوية كالموت"
تواصل العروس حديثها مع عريسها، فتتكلم معه عن المحبة التي تربطها به فتقول:
إن كان الموت خاصة في العهد القديم يسيطر على الإنسان، ويذهب به إلى الجحيم، ولا يمكن أن يفلت منه أحد، إلا بإذن الله، فالمحبة الإلهية قوية مثل الموت تسيطر على قلب العروس، فلا تستطيع أن تنشغل بأحد سواه، فهو قد أحبها حتى الموت موت الصليب، فهي لا تستطيع أن تقاوم هذا الحب الفائق للعقل والمعرفة (أف3: 19).
محبة المسيح تسعى نحو العروس؛ حتى لو لم تتجاوب العروس أو أخطأت في حقه، فهو يظل يحبها حتى ترجع إليه. فمن في العالم يحب الخاطى والفاجر ومن يسئ إليه، إلا المسيح المصلوب. فتتأثر العروس، وتحب عريسها، وتتعلق به، بل تنفتح بالحب على كل أحد، وتكون مستعدة لبذل حياتها من أجله، وتبحث عن البعيدين في كل مكان، كما قال بولس الرسول: "من يضعف وأنا لا أضعف، من يعثر وأنا لا التهب" (2 كو11: 29).
محبة المسيح مقدمة لكل إنسان، فهو المشرق بشمسه على الأبرار والأشرار، وكما يسيطر الموت على الجميع، هكذا حب الله يفيض على الكل.
الموت هو تدمير ونهاية حياة كل إنسان، ويسيطر على الكل، أما المحبة الإلهية فهي تسيطر على الكل لبنيانهم وفائدتهم وخلاصهم.
"الغيرة قاسية كالهاوية لهيبها لهيب نار لظى الرب"
تستكمل العروس كلامها عن المحبة فتقول:
غيرة الله على أولاده البعيدين جعلته يبحث عنهم، فهو لا يطيق أن يستحوذ عليهم الشيطان، فاهتم بإرجاعهم إليه، حتى ولو بالتأديب مثل السبي، وقبلهم عندما تابوا، وأرجعهم من السبي، ومات ليخلص ويفدى كل من يؤمن به.
عندما تتجاوب العروس مع حب عريسها تغير عليه، فلا تطيق أن تشغلها شهوات العالم الشريرة عنه، فتسرع للتوبة، ولا تشغلها مشاغل الحياة عن حبه، ولا تحتمل الابتعاد عنه، فالموت أسهل عليها من فقدان حبيبها، كما فعل الشهداء.
الروح القدس حل على التلاميذ في يوم الخمسين في شكل ألسنة نارية؛ ليعلن أنه سيعطيهم محبة وغيرة على النفوس مثل لهيب النار؛ ليبحثوا عن كل إنسان بعيد عن الله.
ع7: "مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها":
يعلق سليمان على المحبة التي بين العريس وعروسه فيقول:
المياه الكثيرة هي شهوات العالم، هذه لا تستطيع أن تطفئ محبة العروس لعريسها؛ لأنها قد ارتبطت به، وحتى لو تأثرت في فترة ما، تعود فتلتهب حبًا وتزداد اشتعالًا.
والسيول أيضًا، وهي المياه الكثيرة جدًا المتوالية، لا تستطيع أن تغمر المحبة، أي مهما كانت التجارب شديدة، فلا تستطيع أن تبتلع محبة الإنسان الروحي لله. فتجارب أيوب لم تمنع إيمانه ومحبته لله، واحتماله وتوبته، جعلته يرى حنان الله، الذي عوضه بضعف ما كان عنده.
"إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارًا":
يضيف سليمان أيضًا ما يلي:
إن أعطى الإنسان لله عطايا كثيرة، حتى أنه أعطى كل ثروة بيته، ولكن بكبرياء، وليس بمحبة، يحتقرها الله؛ لأن الله يريد قلب الإنسان ومحبته، ثم بعد هذا تجاوبه مع الله، فيعطيه عطايا وأعمال رحمة كثيرة.
إن احتمل الإنسان ضيقات كثيرة، حتى أنه خسر كل ثروة بيته، ولكن دون محبة لله، فلا قيمة لهذا؛ لأن المحبة أهم من كل شيء، كما أعلن بولس الرسول هذا في (1 كو13)، لأن الإنسان المتذمر والمتمرد والرافض لله لا يستفيد، ولا يُعتد بما احتمله، إذ لا يحتمله من أجل الله.
†
الله يريد أن يدخلك إلى أعماق جديدة في محبته، فتجاوب معه واقترب إليه في الصلوات، ولا تنزعج من ضعفك وخطاياك، بل تب وارجع إليه، وواصل محبتك، واثبت فيها فتدخل إلى الأعماق.
8 لَنَا أُخْتٌ صَغِيرَةٌ لَيْسَ لَهَا ثَدْيَانِ. فَمَاذَا نَصْنَعُ لأُخْتِنَا فِي يَوْمٍ تُخْطَبُ؟9 إِنْ تَكُنْ سُورًا فَنَبْنِي عَلَيْهَا بُرْجَ فِضَّةٍ. وَإِنْ تَكُنْ بَابًا فَنَحْصُرُهَا بِأَلْوَاحِ أَرْزٍ.10 أَنَا سُورٌ وَثَدْيَايَ كَبُرْجَيْنِ. حِينَئِذٍ كُنْتُ فِي عَيْنَيْهِ كَوَاجِدَةٍ سَلاَمَةً.
ع8: إذ امتلأت العروس بمحبة عريسها وانفتح قلبها للآخرين المحيطين بها، فاهتمت بالبعيدين وغير الناضجين، والذين لهم علاقة سطحية بالعريس فقالت:
لنا أخت صغيرة، والمقصود بها كل النفوس البعيدة والسطحية، وليس لها ثديان، أي ليس لها علاقة بالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، فلا تعرف كلمة الله. وهنا تظهر محبة واهتمام العروس كأخت كبيرة بأخواتها البعيدين، فتحب الكل، وتسعى لخلاص نفوسهم، وتهتم بهم، إذ أن اهتمامها ومحبتها للعريس، دفعها للاهتمام بالآخرين.
فكرت العروس لو أن العريس أراد أن يخطب الأخت الصغيرة، فهي بالطبع سترفضه، إذ لا تعرف كلامه، فتخسر خلاص نفسها، لذا فالعروس مسئولة أن تهتم بأختها الصغيرة، وتعرفها كلام الله؛ لتتقبل العريس وتفرح به.
تقول العروس لنا أخت، أي لها وللعريس أخت صغيرة، فهي تحب الآخرين، كما أن المسيح يحب الجميع القريبين والبعيدين ويسعى إليهم، ويريد خلاصهم. وسيتقدم لخطبة الصغرى، فهو لا ينشغل بمن معه، ويهمل البعيدين، فالسماء تفرح بالخروف الضال عندما يرجع إلى الله.
العروس اهتمت بالأخت الصغيرة ولم تدينها؛ حتى لو كانت تسئ لأختها الكبرى، فهي تحب، وتصلى لأجل الكل، وتشفق عليها لأنها بلا ثديين، أي لا تعرف الحق الإلهي في الكتاب المقدس.
ع9: يطمئن العريس عروسه في أمر الأخت الصغرى، فيقول:
الأخت الصغرى هي البعيدون والمبتدئون، وقد بنيت سورًا حولها، ولكن داخله ما زال غير ممتلئ. والأخت الصغرى لا تعرف الحق جيدًا؛ لذا نبنى عليها برجًا من فضة، والفضة ترمز لكلام الله، والبرج يرمز للإعلان، أي نعلم الأخت الصغرى كلام الله والتمسك به، حتى تثبت في إيمانها، وتعلنه أمام الناس. ويتكلم العريس بصيغة الجمع، إذ أن الله يتكلم بثالوثه القدوس.
إن كانت الأخت بابًا مستعدًا لقبول الله، فندعمه بألواح الأرز. وخشب الأرز يرتفع عاليًا إلى السماء، فيرمز للحياة السماوية، وقويًا فيرمز لمساندة الله للنفس المبتدئة.
إن كانت الأخت الصغيرة سورًا يحوى شهوات شريرة، فتحتاج لبرج فضة، أي تتعلم كلمة الله، فتتوب عن خطاياها، وتتنقى، فتمتلئ بمعرفة الله. وإن كانت بابًا للشر، فندعمه بألواح الأرز، أي الفكر المستقيم والسلوك السماوى، فتصبح بابًا نقيًا يدخل كلام الله، ويعمل الخير للكل ويمنع هذا الباب المحصن دخول الشيطان أيضًا.
إن كانت الأخت الصغرى سورًا، وهذا عمل عظيم أن تحمى نفسها من شر العالم، وتلتزم بقانون روحي هو هذا السور، فالله يدعمها ويكمل عملها ببناء برج فضة لها. وإن كانت بابًا لدخول الله إليها، فالله يفرح أنه قد فتحت له بابًا يدخل إليها ويملأها، فيدعمها أيضًا بألواح الأرز؛ لتثبت معه في الحياة الروحية إلى الأبد. فالله يعمل مع الإنسان المجاهد بقوة كبيرة، ويساعده على خلاص نفسه ونوال أبديته، ويحرك إخوته المؤمنين لمساعدته بأعمال إيجابية تفيده، بدلًا من أن ينتقدوه، ويظهروا ضعفه لأنه مبتدئ.
ع10: "أنا سور"
تتكلم العروس وتقول عن نفسها أنها سور، فماذا تعنى؟
العروس قدوة ومثال للمؤمنين، فاهتمت أن تتمسك بقوانين روحية تحميها في صلواتها، وأصوامها، وقراءتها، وخدمتها ... هذا هو السور الذي يحمى حياتها الروحية.
العروس سور تحمى في داخله كل من تهتم به، وترشدهم من المؤمنين، فتحميهم بإرشاداتها، وتنقذهم من فخاخ إبليس، إذ تكشف حيله.
أنا سور قد وضعت نظامًا لنفسى للابتعاد عن شرور العالم، فأنا أحيا في العالم، ولكنى لا أسمح له بالدخول إلى داخلي، إذ بنيت سورًا يمنعه من الدخول، سواء في الخلطة، أو الفكر، فأحيا لله وحده، وأرفض الشر.
"وثديي كبرجين"
تضيف العروس وتقول أن ثدييها كبرجين لماذا؟
الثديان، كما ذكرنا، يرمزان لعهدي الكتاب المقدس القديم والجديد. فهي تتغذى من الكتاب المقدس، وتشبع، فتحيا مع الله في أمان، بل ونمو روحي، وتغذى أيضًا كل من حولها بكلمة الله، كما تغذى الأم رضيعها من ثديها.
البرجان يرمزان للارتفاع نحو السماء، فهي تهتم بعلاقتها مع الله في صلواتها، فتسلك سلوكًا روحيًا في حياتها، وتكون قدوة للآخرين.
البرجان يستخدمان في مراقبة الطريق، فهما يرمزان لليقظة الروحية. فهي تسهر على حياتها، وحياة من حولها في خدمتها لهم، وجذبهم للمسيح العريس.
البرجان يستخدمان في الدفاع، فتضرب بهما سهامها نحو العدو الشيطان، فيبتعد عن حياتها. وهذه السهام هي الصلوات والأصوام، وكل جهاد روحي، بل وتجاهد أيضًا من أجل من تخدمهم فتحميهم من فخاج إبليس.
"كنت في عينيه كواجدة سلامة":
عندما اهتمت العروس أن تحمى من تخدمهم في داخل سورها، وتدافع عنهم من خلال برجيها، فاستطاعت أن تجذبهم إلى العريس، فاطمأنوا، وصاروا في سلامة، أي أنها حولت اضطرابهم إلى سلام، وأوجدت السلام في قلوبهم، فهي صانعة سلامة. هذا هو هدفها أن تريح النفوس المحيطة بها، وتجعلها في سلام.
إن أي خدمة قدمتها العروس لمن حولها، حتى لو بدت صغيرة في عينيها، لكنها عظيمة في عينى عريسها، فيباركها ويكافئها؛ لأنها مثله تسعى لصنع السلام معا لجميع، كما صنع المسيح سلامًا بين السماء والأرض بفدائه (كو1: 20). فلا نضطرب من عدم تقدير الناس، أو من شكوك إبليس الذي يلقيها في نفوسنا، بل نثق في محبة المسيح لنا، وأن كل شيء نقدمه غالى في عينيه.
† إن محبتك لمن حولك تعلن بوضوح أنك تحب الله، لذا فأن تحب أولاده. فاهتم بعمل الخير مع كل أحد، واحرص أن تكون قدوة للآخرين.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11 كَانَ لِسُلَيْمَانَ كَرْمٌ فِي بَعْلَ هَامُونَ. دَفَعَ الْكَرْمَ إِلَى نَوَاطِيرَ، كُلُّ وَاحِدٍ يُؤَدِّي عَنْ ثَمَرِهِ أَلْفًا مِنَ الْفِضَّةِ.12 كَرْمِي الَّذِي لِي هُوَ أَمَامِي. الأَلْفُ لَكَ يَا سُلَيْمَانُ، وَمِئَتَانِ لِنَوَاطِيرِ الثَّمَرِ.13 أَيَّتُهَا الْجَالِسَةُ فِي الْجَنَّاتِ، الأَصْحَابُ يَسْمَعُونَ صَوْتَكِ، فَأَسْمِعِينِي.14 اُهْرُبْ يَا حَبِيبِي، وَكُنْ كَالظَّبْيِ أَوْ كَغُفْرِ الأَيَائِلِ عَلَى جِبَالِ الأَطْيَابِ.
ع11: بعل: زوج، والمقصود هنا مسئول أو رئيس، أو ملك.
هامون: كثير العدد.
بعل هامون: معناه رئيس، أو ملك على جميع كثير.
نواطير: حراس.
"كان لسليمان كرم في بعل هامون":
يتكلم سليمان هنا عن كرمه، فماذا يقول؟
سليمان هو العريس، والذي يرمز للمسيح، فيقول: أن له كرم. والكرم يعطى ثمار العنب اللذيذ الطعم، ويعصر فيعطى الخمر، وهي النفوس المؤمنة التي ستبذل حياتها من أجل عريسها، كما بذل عريسها حياته من أجلها على الصليب.
بعل هامون معناه أنه ملك ورئيس على جمع كثير، وهذا الجمع هو كل الشعوب التي في العالم، فالمسيح هو خالقها، وإن آمنت به يملك عليها.
"دفع الكرم إلى نواطير كل واحد يؤدى عن ثمرة ألفًا من الفضة"
أعطى سليمان الكرم لوكلاء يهتمون به، ويعطون له ثمارًا. فماذا يقصد من هذا؟
دفع سليمان الكرم، أي جعل عليه وكلاء وحراس يقومون برعايته، ولكن لم يبعه لهم، لأنه كرمه، وهو يملك عليه، ولا يبيعه لأحد، ولكن يستخدم الكهنة والخدام كحراس؛ ليهتموا برعاية أولاده.
رعاية النواطير للكرم ستجعل الكرم ينتج ثمارًا روحية، هي حياتهم التي يحبونها مع الله، والفضائل التي يكتسبونها، وكل أعمالهم الصالحة.
يدفع النواطير لسليمان ألفًا من الفضة. الفضة ترمز لكلمة الله، فهم يقدمون كلمة الله لشعبه، الذي هو الكرم، فيعلمونهم كيف يحيون مع الله بكلامه المقدس، ويتقوه بأسراره المقدسة. والذي يدفعونه لسليمان هو ألفًا، ورقم ألف يرمز للسماء، أي أن شعب الله الذي يحيا بكلامه يعيش حياة روحية سماوية، فيستحق ملكوت السموات. ويلاحظ أن سليمان لم يقل للنواطير أن يقدموا ألفًا من الفضة كل سنة، أو كل فترة زمنية، ولكن خدمتهم طوال حياتهم هي الألف من الفضة، أي أن يكون هدفهم هو توصيل النفوس بكلمة الله إلى الحياة السماوية.
ع12: "كرمى الذي لى هو أمامي":
يتحدث العريس الذي هو المسيح عن كرمه، أي شعبه، فماذا يقول؟
"كرمى" تعنى اهتمام العريس بالكرم لأنه ملك له، ويخصه، فهو حتمًا يعتنى به، وهو أمام عينيه دائمًا يراقبه، ويرعاه، ويهتم بكل احتياجاته.
هذا الكرم لى، فهو ليس فقط يعطيه عناية ورعاية، ولكن أيضًا الكرم، أي كل المؤمنين هدفهم الوحيد هو محبة الله، فيعملون كل شيء لإرضائه، ويتمنون الوجود الدائم معه في الأبدية.
"الألف لك يا سليمان ومئتان لنواطير الثمر":
ترد العروس، وهي الكنيسة، على عريسها في كلامه السابق في هذه الآية، فتقول له:
الألف لك يا سليمان، وسليمان رمز للعريس، وكما قلنا ألف ترمز للسماء، فتعلن تأكيد أن المؤمنين أولادها يحيون لهدف واحد، وهو العريس المسيح. وهم له، أي بفضله ومعونته، وقوته يستطيعون أن يحيوا له، ويقدمون حياتهم وفضائلهم لإرضائه.
نواطير الثمر هم -كما قلنا- الحراس، أي الكهنة والخدام، هؤلاء ينالون بركة من خدمتهم، فإذ هم يهتمون بمن يخدمونهم أن يكون لهم ثمار الروح القدس، أي الفضائل، يعطيهم الرب بركة عظيمة تفوق العقل، وهي مئتان. ورقم مائة يرمز للكمال، كما وعد المسيح تلاميذه الرسل، الذين أتى منهم الكهنة والخدام، بأن ينالوا عوض بذلهم في حياتهم وخدمتهم مئة ضعف (مت19: 29). أما قولها مئتان فتعنى كهنة وخدام العهد القديم والعهد الجديد.
بركة الله للكهنة والخدام، وهي المئة ضعف، تعنى بركات روحية ومادية في حياتهم على الأرض، ثم بركات لا توصف لعظمتها في الحياة الأبدية. كل هذا يشجع الكهنة والخدام على البذل، والتعب في الخدمة؛ ليتمتعوا بعشرة المسيح في الأرض وفى السماء، فهم شركاء في الخدمة، ويتمتعون ببركاتها على الدوام.
إن كانت العروس قد أهملت كرمتها في (نش 1: 6)، ولم تنطره، أي لم تحرسه وتعنى به، ولكنها الآن تهتم به في نهاية السفر، وتتمتع ببركات الله لها، إذ صارت شريكة لله.
ع13: "أيتها الجالسة في الجنات":
ينادى العريس على عروسه فماذا يقول لها؟
الله خلق عروسه في الجنة، أي الفردوس الأول، فهي تشتاق إلى الجنة حيث تلتقى بعريسها. ويقول الجنات أي جمع جنة؛ لأن العروس تلتقى بعريسها في التناول والصلاة والتسبيح والتأمل والخدمة، فهذه كلها جنات؛ لأنها ترى عريسها فيها كلها، وتتحد به.
يصف العريس عروسه بأنها جالسة، أي مستقرة في الجنات، دائمة التمتع بعريسها. فالعريس يمتدح تمسكها به، وثباتها.
"الأصحاب يسمعون صوتك"
من هم الأصحاب، وماذا يسمعون؟
الأصحاب هم السمائيون، أي الملائكة والقديسون الذين سبقونا، وهم في الكنيسة المنتصرة. هؤلاء سمعوا صوت العروس، التي تتشفع بهم، وتصادقهم؛ ليعاونوها بصلواتهم في جهادها على الأرض.
الأصحاب أيضًا هم المؤمنون الذين سمعوا بكرازة وخدمة العروس، وهم فرحون بخدمتها، ومحبتها للرب.
الأصحاب كذلك هم من بشرتهم العروس، وخدمتهم فيشكرونها على خدمتها وتعبها معهم.
"فأسمعينى"
ماذا يريد العريس أن يسمع من عروسه؟
صوت التسبيح والحب الخاص من العروس لعريسها؛ لأنه مشتاق إليها، ويشتاق أيضًا أن يهبها حبه بشكل أكبر، كلما اقتربت إليه بالصلاة، فرغم أهمية خدمتها، وانشغالها بها، لا تنشغل عن حبها الخاص لعريسها في الصلاة.
يجب العريس أن يسمع صوت عروسه التي تطلب منه كل احتياجاتها، فيعطيها بركاته؛ لتمتلئ فرحًا.
يتمنى العريس أن يسمع صوت عروسه التي تطلب من أجل من تخدمهم، فيرى حبها للآخرين، إذ تشعر أنها متحدة معهم في الجسد الواحد، وهو الكنيسة، فيفرح العريس بهذه الوحدانية والحب.
ع14: الظبى: الغزال.
غفر الأيائل: الابن المولود للأيائل، التي هى تيوس الجبل، أو ذكور الماعز الجبلى.
"أهرب يا حبيبى وكن كالظبى او كغفر الأيائل":
الظبى، أو غفر الأيائل يتميز بالسرعة في الحركة، وخاصة عندما يهرب من أي خطر، لذا قالت له اهرب، أي أسرع؛ لأنى مشتاقة إليك بشدة، وأتمنى أن أسمعك صوتى وأسمع صوتك.
العروس مشتاقة إلى عريسها الذي يأتي إليها؛ لأنها لا تحتمل أشواقها، ولا تكتفى بما تتمتع به، بل تحتاج إلى المزيد من أحضانه ومحبته.
"على جبال الأطياب":
ماذا تعنى العروس بجبال الأطياب؟
الجبل الأول هو الذي عليه أطياب المسيح التي كفنوا بها جسده بعد موته. وهذا يحمل معنى البذل حتى الموت، الذي تممه المسيح على الصليب. فالعروس مشتاقة أن تشارك عريسها بذلك، فتحمل الصليب وراءه، وتكون تابعة له كل أيام حياتها على الأرض.
الجبل الثاني هو جبل التجلى. فالعروس مشتاقة أن يتجلى العريس أمامها ببهائه ومجده. فهي مشتاقة لرؤيته بشكل أوضح؛ لتتمتع بالنظر إليه والتأمل فيه، فإذ اختبرته بالصلاة والتأمل والخلوة، ازدادت أشواقها أن يعلن نفسه لها بأعماق جديدة، فتتمتع به.
الجبل الثالث هو السماء، فهي مشتاقة أن تخلع خيمة هذا الجسد، وتنطلق إلى أحضان حبيبها في السماء، لتتمتع بأطياب لا يُعبر عنها، كما قال بولس الرسول "ما لم تر عين ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان" (1 كو2: 9).
نلاحظ أن سفر النشيد ينتهى بالأشواق إلى الحبيب والوجود في السماء، كما ينتهى بنفس الطريقة سفر الرؤيا "نعم أنا آتى سريعًا. آمين تعالى أيها الرب يسوع" (رؤ22: 20).
†
إن كان الله مشتاق إليك لمنحك بركات عظيمة تساعدك في طريق الملكوت، فتمسك به في صلواتك وقراءاتك، وعلى قدر ما تستطيع زد في محبتك والتصاقك به، فتشبع وتفرح في الأرض، وتزداد أشواقك للسماء.
← تفاسير أصحاحات نشيد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير نشيد الأنشاد 7 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/songs/chapter-08.html
تقصير الرابط:
tak.la/z24h3pm