* تأملات في كتاب: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11
الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ
(1) العروس تفقد عريسها (ع1-3)
(2) العروس تجد عريسها (ع 4، 5)
(3) جمال العروس (ع6)
(4) عظمة العريس (ع7-11)
1 فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ.2 إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ، فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ، أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ.3 وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ، فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟»
ع1: "فى الليل"
الليل يرمز إلى الخطية بأنواعها المختلفة، أي أن النفس البشرية كانت منشغلة بالخطايا التي تفعلها في ظلام الليل، بعيدًا عن أعين الناس.
الليل يرمز أيضًا إلى الضيقات والتجارب التي تمر بها النفس.
الليل يرمز أيضًا إلى حيرة النفس، كنتيجة لزيادة التفكير العقلى، أو زيادة الانسياق وراء العاطفة، فلا يعرف الإنسان أين يسلك، أو كيف يتصرف، مثل التخبط في الإلحاد، والتشكك، والخوف، والقلق.
الليل يأتي بعد نهاية النهار، حيث تهدأ النفس، وتبتعد عن ضوضاء الناس، فتستطيع أن تصلى، وتطلب الله.
يرمز الليل أيضًا إلى الظلمة التي حدثت حينما كان المسيح مصلوبًا، وشعر الناس أنه ضعيف، وليس الله، إذ قالوا له "إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب" (مت27: 40).
الليل فترة مؤقتة، وستنتهي، ويأتى النهار، وهذا يعطى رجاء للنفس البشرية أن تخرج من خطاياها، وتبدأ من جديد مع النهار.
"على فراشى":
الفراش يرمز إلى تراخى النفس المنطرحة على السرير في فتور وضعف، وليس في جهاد اليوم.
لعل كلمة فراشى تشير إلى كبرياء النفس البشرية، وتمسكها بفراشها، وأفكارها وتبرير تراخيها وتهاونها، وهذا يبعدها عن الحصول على عريسها.
"طلبت من تحبه نفسى"
رغم تراخى النفس البشرية وخطاياها، لكنها ما زالت تحب عريسها وتطلبه، وهذا يعطى رجاءً للضعفاء أن يقوموا من ضعفهم، فالخطية والتهاون لم يوقفا محبة العروس، فكما سقط بطرس في إنكار المسيح، ولكنه ما زال يحبه؛ لذا عاتبه المسيح عند بحيرة طبرية بعد القيامة، وسامحه وأعاده إلى مكانته الأولى، كتلميذ له (يو21: 15-17).
رغم أن النفس ساقطة في الخطية، أو التهاون، لكنها طلبت المسيح، ولم تطلب شخصًا آخر ليعاونها، أي لم تطلب أية صورة من صور الفساد والشر، فتزداد في خطاياها، فهي أفضل من آدم، الذي هرب واختبأ من الله بعدما أخطأ، وهي تائبة مثل المرأة الخاطئة في بيت سمعان، التي طلبت حبيبها وقدمت دموعها بدلًا من كلامها، فنالت الغفران (لو7: 36-50).
طلب النفس لحبيبها لعله بسبب الضيق من الخطية التي هي ساقطة فيها، وثورة على الشر، فصرخت إلى عريسها؛ لينقذها، ويعيدها إلى حياتها الأولى معه.
قد تكون هذه الطلبة من العروس بمساعدة يد المسيح في شكل زيارة نعمة، ذكرتها بحياتها الأولى مع حبيبها، فاشتاقت إليه، وطلبته.
لم تحدد العروس اسم حبيبها؛ لأنه الله غير المحدود، الذي لا يعبر عنه، وهذا يؤكد إيمانها بالله عريسها الحبيب.
"طلبته فما وجدته":
رغم أن العروس طلبت عريسها، لكنها لم تجده؛ لأنها طلبته بقوتها، معتمدة على نفسها فقط، ولم تتكل على الله، أو تطلب مساعدته.
ذكرت أنها لم تجده، وهذا معناه أنها يمكن أن تجده في وقت آخر، وهذا يؤكد رجاءها في الحصول عليه، وليس فقدانها الكامل له، إذ لم تقل أنه غير موجود.
إن النفس البشرية انشغلت عن حبيبها طول النهار، وسقطت في ضعف وفتور على فراشها، وعندما حاولت أن تطلبه لم تجده، إذ أن تفكيرها وكيانها كله قد انغمس في شهوات العالم وانشغالاته.
تتكرر كلمة "طلبته فما وجدته" ثلاث مرات في هذا الأصحاح، وفى المرة الثالثة وجدته. فهذا يؤكد أن العروس رغم ضعفها، ولكنها تجاهد، وتطلب حبيبها، ولها رجاء أن تجده، فوجدته في النهاية، فالمثابرة أمر هام في الجهاد الروحي. ومن ناحية أخرى لا يصح أن ندين، أو نحتقر المتهاونين؛ لأن الله يحبهم، ويعتبركثيرًا طلبهم له، ويمكن أن يعلن ذاته في النهاية لهم، فينالوا الخلاص. والطلب ثلاث مرات يرمز للقيامة، وهذا يثبتنا أيضًا في المثابرة والجهاد؛ حتى ننال القيامة.
يظهر هنا تخلى الله عن النفس البشرية، إذ لم تجده، وهذا لينبهها لخطورة التهاون، ويشجعها لتقوم، وتبدأ جهادًا أقوى، حتى تحصل عليه، كما يظهر في الآية التالية حيث قالت: "أقوم"، ثم في النهاية تجد حبيبها فتتمسك به فتقول: "أمسكته ولم أرخه" (ع4).
قد يكون تخلِّي الله عن النفس البشرية بسبب قساوة قلبها؛ حتى تتوب وتتضع، كما يظهر في جهادها للبحث عن عريسها، فيظهر نفسه لها. وقد تكون قساوة القلب في شكل إدانة النفس لغيرها من المؤمنين، فيتخلى عنها الله؛ حتى تتضع، وتحب من حولها، وتصلى لأجلهم.
ع2: "إنى أقوم":
إذ تخلى الرب عن النفس المتراخية، الراقدة على فراشها، شعرت بفقدانها له، فطلبته دون أن تعمل شيئًا، أي تمنت قلبيًا أن تجده، فلم تجده؛ هذا ما رأيناه في (ع1)، ولكنها الآن شعرت بعمق أنها فقدت حبيبها، فقامت لتبحث عنه. فالتخلى الإلهي قصده أن تبدأ النفس جهادها، ولا تستسلم للتمنيات. فالله داخل كل نفس حتى المتراخية، إذ هي مخلوقة على صورة الله، ومثاله، ولكن لا تكفى التمنيات والأحلام، ولكن لابد من القيام والجهاد.
لفظ "إنى" تعنى تأكيد أنها حتمًا تقوم لتبحث عن عريسها، فهي لا تستطيع أن تحيا بدونه.
القيام معناه أن تقوم النفس من خطيتها بالتوبة، وتترك الخطية؛ لتبحث عن حياتها التي في العريس.
والقيام أيضًا يعنى العودة إلى البحث عن العريس في الممارسات الروحية القديمة؛ التي تعودتها النفس، مثل الصلاة والميطانيات، والكتاب المقدس، والتناول من الأسرار المقدسة.
"وأطوف في المدينة في الأسواق وفى الشوارع":
المدينة تعنى العالم بكل مبادئه، وأفكاره الجيدة، وغير الجيدة، والتي يسير فيها الناس عمومًا؛ سواء في الشوارع التي يمشى فيها كل الناس، أو الأسواق التي يجتمع فيها عدد كبير منهم؛ ليشتروا ويبيعوا. فقد خرجت العروس تبحث عن عريسها وسط أفكار ومبادئ العالم، مثل باقي الناس، ولكن هذه المبادئ والأفكار معظمها غير سليم؛ لذا لم تجده.
المدينة والأسواق ترمز لفلسفات العالم وحكمته، وهي أسمى ما في العالم في نظر الناس، ولكن العروس لم تجد عريسها فيها؛ لأن هذه الحكمة والفلسفات تعتمد على الماديات الزائلة، ولا تقترب إلى الله إلا عن بعد. وقد حاول أغسطينوس أن يجد الله في هذه الفلسفات ولم يجده، وكذلك فلاسفة كثيرون، مثل الفيلسوف أثيناغوراس في القرن الثاني.
الشوارع والأسواق قد ترمز إلى رموز العهد القديم، فهي تتكلم عن الله بطريقة رمزية، ولكن لا تكشف عنه.
الشوارع والأسواق ترمز للاعتماد على العقل، فرغم أنه طاقة قوية، ولكنه لا يستطيع وحده أن يصل بنا إلى الله. فتلميذى عمواس رغم محبتهم ليسوع المسيح لم يجداه بالتفكير البشرى، وعرفاه عندما أعلن نفسه لهما في كسر الخبز (لو24: 30، 31).
"طلبته فما وجدته"
تتكرر هذه العبارة للمرة الثانية؛ لتؤكد أن الله غير موجود في التراخى والكسل، ولا أيضًا في أبحاث العالم الفلسفية أو طرقه المادية.
ع3: "وجدني"
كانت العروس، أي النفس البشرية في حيرة، إذ لم تجد حبيبها؛ سواء على فراشها، أو عندما بحثت عنه في المدينة والشوارع والأسواق. وأثناء هذه الحيرة، وقلبها مشتاق لرؤية حبيبها، أرسل لها الله الحرس الطائف؛ ليسندها ويرشدها، فهي وحدها عاجزة عن أن تجد حبيبها، أو الحرس الطائف الذي يتبع حبيبها، ولكن حبيبها لم يتركها في حيرة، وأظهر حبه لها ومعونته، بإرسال الحرس الطائف لها؛ فالله هو المسئول عن حراسة عروسه (مز27: 1)، ويرسل أولاده الكهنة والخدام؛ لينفذوا مشيئته بحراسة المؤمنين به.
"الحرس الطائف في المدينة"
هم الكهنة والخدام الذين يحرسون المؤمنين، سواء في العهد القديم، أو الجديد، ويهتمون أن يربطوهم بالله، ويبحثون عن البعيدين والمتضايقين، وكل من يعانون من مشاكل في حياتهم الروحية، ويرشدونهم إلى الله، ويسندونهم بوسائط النعمة، مثل الصلاة والصوم وكلمة الله.
هم الآباء والأنبياء والقديسون الذين سبقونا إلى السماء، فهؤلاء بصلواتهم يبحثون عنا، ويشجعوننا بالسير في طريق الله بسيرهم وأقوالهم؛ وعندما نطلبهم، أو نتجاوب معهم تزداد رعايتهم لنا وإرشاداتهم.
"فقلت أرأيتم من تحبه نفسي"
تشجعت العروس عندما سمعت إرشادات الحرس الطائف، فسألتهم عمن تحبه نفسها. ودون أن تذكر اسمه، فهموا بالطبع ما تقصده، وكرروا لها الإرشادات، وثبتوا إيمانها، وحبها لعريسها، فنمت مشاعرها، وأشواقها لعريسها، ونضجت جدًا روحيًا.
† ليتك يا نفسي تنتبهى، وتقومى من كسلك وتراخيك، سواء من الخطايا النجسة، أو من إهمال حبك لعريسك؛ حتى لا تفقدى أحضانه، وتحرمى منه. قومى تمسكى به، حتى لا تتعرضى للحرمان منه، ويستغل الشيطان ضعفك ويذلك في خطايا كثيرة. إن حياتك هي في الوجود مع عريسك، فانتبهى في كل حين، وارجعى إليه بالتوبة سريعًا،، فتجدى حياتك.
4 فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ، حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي.5 أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ، أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.
ع4: أرخه: أمسكه بتهاون.
"فما جاوزتهم إلا قليلًا" "حتى وجدت من تحبه نفسى"
إذ نضجت مشاعر العروس، وإزدادت أشواقها بإرشاد الحرس الطائف، سعت باهتمام نحو عريسها، فلم تتعلق بالحرس الطائف، ولكنها تعلمت منهم الطريق إلى العريس، فاستطاعت بعد قليل أن تصل إليه، وهذا يين أمرين:
أهمية الجهاد الروحي، والسعى نحو العريس.
أهمية الإرشاد الروحي، وطاعة المرشدين، الذين هم الكهنة والخدام؛ لأنهم قريبون من العريس، وخبرتهم كبيرة، فيساعدون المجاهدين روحيًا.
ظهرت حكمة المرشدين الذين حرصوا على توجيه العروس لعريسها، ومنعها من التعلق بهم، فأطاعتهم، وكان لابد أن تتجاوزهم لتركيزها على عريسها، إذ تطلب حبه من خلال الصلاة والتأمل، فاستطاعت أن تجده، وتتناول من الأسرار المقدسة، وتتمتع برؤيته والاتحاد به.
"فأمسكته ولم أرخه"
عندما وجدت العروس عريسها، لم تستطع أن تعبر عن حبها له، إلا بأن تمسك به بشدة، وهذا لما يلي:
أشواقها الكثيرة جدًا نحوه لطول حرمانها منه في الفترة الماضية، التي كان فيها التراخى على الفراش، أو البحث في أماكن بعيدة عنه في المدينة، والشوارع والأسواق.
لأن العروس تعبت كثيرًا في البحث عن عريسها، وذاقت مرارة الحرمان منه وإذ كرهت فتورها، وتهاونها السابق، أمسكت بعريسها، وإمساكها به كان تعبيرًا واضحًا عن معاناة جهادها الاسبق، بل ووعد عملى بأنها لن تتركه أبدًا، أي لن تعود إلى تكاسلها وتراخيها السابقين.
لعل الإمساك الشديد بعريسها كان من خلال تمسكها بقانون روحي في الصلاة والصوم والقراءة والتلمذة، والوجود مع عريسها بكل شكل.
"حتى أدخلته بيت أمى"
بيت أمى هو الكنيسة بيت الله. فالعروس محتاجة للاستقرار في أحضان عريسها داخل كنيسته؛ ليستمر تمتعها به طوال حياتها.
قالت العروس أنها أدخلت عريسها، مع أن العريس هو المخلص الفادى، رأس الكنيسة، الذي يدخل أولاده إلى كنيسته، ولكنها هنا تعبر عن إرادتها، وإصرارها، واحتياجها للعريس، فهي تمسك به، وتدخله إلى بيته، الذي هو الكنيسة؛ لترتمى في أحضانه. فإن كان عمل النعمة هو الأساس في الخلاص، ولكنه لا يلغى أهمية وضرورة الجهاد الروحي المتمثل في إدخال العروس عريسها.
كمال العلاقة بين العريس والعروس، فالعلاقة الشرعية الوحيدة بينهما هي داخل الكنيسة، وأي مشاعر، أو علاقة بين العريس وعروسه هي تمهيد للدخول إلى الكنيسة، فلا خلاص خارج الكنيسة كما قال القديس أوغسطينوس.
إن العريس هو الذي أدخل عروسه إلى الكنيسة، كما أعلنت العروس في الاصحاح الأول "أدخلنى الملك إلى حجاله" (نش 1: 4). ولكن تراخى العروس وتهاونها هو الذي أخرجها من الكنيسة، وعندما شعرت بفقدها للعريس، وحرمانها منه جاهدت، وسعت نحوه؛ حتى وجدته، وأدخلته إلى الكنيسة، أي أدخلت نفسها إلى أحضانه معلنة توبتها عن الفتور والتراخى السابق (ع1).
إدخال العروس لعريسها إلى الكنيسة إعلان لكل إخوتها المؤمنين بأن العريس حنون، ورؤوف، وغافر الخطايا، وها هو يقبلها ثانية عندما أتت إليه في توبة؛ لتشجع الكل على التوبة والجهاد الروحي، فيجدوا مكانهم في أحضان العريس.
"وحجرة مَنْ حبلت بي":
هذه الحجرة التي تم الحبل بالعروس فيها هي جرن المعمودية، حين ولدتها الكنيسة في الميلاد الثاني من خلال الخلاص الذي أتمه العريس على الصليب من أجل عروسه.
تذكر العروس ما حدث معها في المعمودية ينبهها إلى الطبيعة الجديدة، التي نالتها في سر المعمودية؛ لتحيا مع عريسها حياة جديدة، وتنمو، وتعوض كل ما فاتها مع عريسها.
الطبيعة الجديدة التي نالتها العروس في المعمودية تشير إلى العلاقة الخاصة بين العريس وعروسه في أعماق قلب العروس، فالعروس تريد أن تعود بعريسها إلى الحالة الأولى بعد المعمودية، فيدخل إلى قلبها، ويعمل فيه بحرية، فمكانه الطبيعي في الداخل، وليس خارج العروس، هناك تختبر أمورًا لا يعبر عنها من عظم جمالها، وهي عربون ملكوت السموات.
ع5:
هذه الآية مكررة سبق أن أعلنتها العروس في (نش 2: 7) حين كانت تتمتع بأحضان عريسها، والآن بعد توبتها عن فتورها وكسلها، ورجوعها للعريس، تكررها مرة أخرى.
لعل حرمان العروس نفسها من عريسها بفتورها، وتكاسلها، يجعلها الآن وهي تردد هذه الآية تشعر بأشواق متزايدة للوجود في أحضان عريسها، ولا يعطلها أحد عن ذلك، وتعطى فرصة كاملة للعريس أن يعطيها حبه.
العروس أيضًا تسلم نفسها لعريسها ليعمل كيفما يشاء في مساندتها وتحصينها ضد خطايا الكسل والتهاون التي وقعت فيها، ويقلع من قلبها أي حشائش غريبة يمكن أن تؤدى بها إلى هذا الفتور.
† تمسك يا أخى بقانونك الروحي الذي يربطك بالله، واقطع عنك كل ما يجذبك للخطية، مهما كنت معتادًا عليها. فوجودك في أحضان عريسك هو هدفك الوحيد من هذه الحياة، ولابد أن تبيع أي شيء يعطلك عنه.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
6 مَنْ هذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ كَأَعْمِدَةٍ مِنْ دُخَانٍ، مُعَطَّرَةً بِالْمُرِّ وَاللُّبَانِ وَبِكُلِّ أَذِرَّةِ التَّاجِرِ؟
ع6: أذرة: هي الأطياب المسحوقة ورائحتها طيبة وتستخدم في التجميل.
"من هذه الطالعة من البرية"
يقصد العروس الطالعة من برية العالم، مرتفعة إلى السماء بحياتها وصلواتها، وخدمتها.
هى أغنية السماء، أي استقبال القديسين للنفوس الطاهرة، الصاعدة من برية العالم؛ لتدخل إلى السماء وكذلك نفوس قديسى البرية، الرهبان الذين عاشوا في النسك والقداسة، وترتفع أرواحهم إلى الفردوس.
هى شعب الله الصاعد من برية سيناء، متجهًا إلى أرض الميعاد؛ أرض كنعان، الذي ثبت في الإيمان ورفض الأوثان، فملك الأرض، التي تفيض لبنًا وعسلًا.
العريس يقول لعروسه: "من هذه" معلنًا إعجابه بجمالها؛ ليشجعها أن تأتى إليه، بعد إعلان توبتها في الآيات السابقة. وهي مشاعر الله نحو كل التائبين العائدين إليه.
يعلن العريس بصيغة التعجب عظمة جمال العروس فيقول من هذه؟! لأنها كانت سوداء كما يظهر في (نش 1: 6) وصاعدة من البرية التي ليس بها حياة، فكيف تكون بهذا الجمال؟! فالعريس يمتدح جمال عروسه، وبالطبع هذا الجمال ليس له مظهر إلا العريس نفسه، الذي أفاض عليها جماله.
"كأعمدة من دخان"
هذه الأعمدة من الدخان ناتجة من نار قوية ارتفع منها الدخان إلى السماء كأعمدة. فالنار ترمز إلى عمل الروح القدس في نفس العروس؛ لتحرق كل خطية، وشهوة أرضية، فيرتفع هذا الدخان الكثير كأعمدة، إعلانًا لتوبتها ونقاوتها.
أعمدة الدخان ترمز لصلوات العروس الكثيرة، وتسابيحها التي ترتفع نحو السماء؛ لتمجد الله.
هذا الدخان ناتج من تقديم العروس نفسها ذبيحة لله، تحترق بالنار، ويصعد دخانها للسماء، أي تبذل حياتها في جهاد كثير، ظهر في تعبها في البحث عن العريس، كما ذكرت في الآيات السابقة. وكل جهاد ضد الشر، أو في الصلاة والخدمة، يفرح به الله كما أعلن بولس الرسول (رو12: 1).
هذا الدخان كان إعلانًا لحضرة الله، كما حدث (خر19: 18)، وهو دخان لا يضايق العين، ولكن يبهرها بعظمته. وبالطبع لا يصلح أن يقول أي رجل عادي لحبيبته كلام من هذا كغزل، بل له معنى روحي فقط.
قديمًا في مواكب الملوك كانوا يصعدون دخانًا نحو السماء، تمجيدًا لهم. وهنا العروس تقدم ذاتها أعمدة من دخان أمام موكب عريسها الملك، الذي هو ملك الملوك ورب الأرباب، ويرمز إليه سليمان، (الذى سيظهر في الآية التالية) بالآتي:
"معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر":
المر يرمز للآلام التي احتملتها العروس في جهادها، سواء في الصلوات، أو الأصوام، أو الخدمة، شركة مع عريسها الذي احتمل الصليب. ولكن هذا المر له رائحة ذكية يشتمها الله، ويفرح بها، كما اشتم الآب ذبيحة ابنه الحبيب على الصليب، وقت المساء على الجلجثة، كما تذكر تذاكية يوم الأحد في التسبحة. فالعروس تشترك في المر مع عريسها، الذي كفنوه بالمر، وبالتالي تستطيع أن تتمتع بالقيامة فيه.
إن كان المر يرمز لجهاد العروس، فاللبان يرمز إلى عمل النعمة من خلال صلواتها، فيعزى قلبها، وترتفع أتعابها إلى السماء رائحة ذكية.
تتحلى العروس بأذرة التاجر، وهي الفضائل، التي تقترن بجهادها وصلواتها، وتكون لها رائحة ذكية أمام الله، ويفرح بها؛ لأن هذه الفضائل ناتجة من عمله فيها.
التاجر هو الإنسان المجاهد الذي تاجر بوزناته وربح، فهو مثال للأمانة في الجهاد الروحي، ولذا فالعروس تقتدى به، وتتحلى بأذرته، أي تتعلم، وتتلمذ عليه، وتأخذ فضائل منه. فالعروس حريصة أن تأخذ كل الأذرة، أي تتعلم من كل الأبرار المجاهدين؛ لتنال فضائلهم المتنوعة، ساعية نحو الكمال لإرضاء عريسها (1 كو14: 20).
† ليتك يا أخى تكون مثل هذه العروس المزينة بفضائل كثيرة ناتجة من جهادها ضد خطاياها، وبذلها حياتها من أجل عريسها، فتشبع بمحبة المسيح، وتكون قدوة لمن حولك، إذ يستنشقون رائحة ذكية خارجة منك، فتجذبهم هم أيضًا لمحبة إلهك.
7 هُوَذَا تَخْتُ سُلَيْمَانَ حَوْلَهُ سِتُّونَ جَبَّارًا مِنْ جَبَابِرَةِ إِسْرَائِيلَ.8 كُلُّهُمْ قَابِضُونَ سُيُوفًا وَمُتَعَلِّمُونَ الْحَرْبَ. كُلُّ رَجُل سَيْفُهُ عَلَى فَخْذِهِ مِنْ هَوْلِ اللَّيْلِ.9 اَلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَمِلَ لِنَفْسِهِ تَخْتًا مِنْ خَشَبِ لُبْنَانَ.10 عَمِلَ أَعْمِدَتَهُ فِضَّةً، وَرَوَافِدَهُ ذَهَبًا، وَمَقْعَدَهُ أُرْجُوانًا، وَوَسَطَهُ مَرْصُوفًا مَحَبَّةً مِنْ بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ.11 اُخْرُجْنَ يَا بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَانْظُرْنَ الْمَلِكَ سُلَيْمَانَ بِالتَّاجِ الَّذِي تَوَّجَتْهُ بِهِ أُمُّهُ فِي يَوْمِ عُرْسِهِ، وَفِي يَوْمِ فَرَحِ قَلْبِهِ.
ع7: تخت: عرش، أو سرير.
"هوذا تخت سليمان"
سليمان معناه السلام، وهو يرمز للمسيح ملك السلام. والتخت هو ما يستريح عليه الإنسان، ويشير إلى صليب المسيح الذي استراح عليه عندما تمم فداءنا. هذا ما تنبأ به يعقوب أب الآباء عن يهوذا ابنه، الذي من سبطه أتى المسيح، فيقول: "جثا وربض كأسد وكلبوة" (تك49: 9). هذا الأسد هو المسيح؛ الأسد الخارج من سبط يهوذا، الذي جثا، أي استراح على الصليب، وعندما يقول ربض كلبوة يقصد الكنيسة التي استراحت بفداء المسيح. فالمسيح العريس يتمم الفداء والعروس تستريح فيه.
تخت سليمان يرمز للكنيسة التي يستريح فيها المسيح؛ لأنها جسده، وهو الرأس بعد أن أتم فداءها على الصليب.
تخت سليمان يرمز للعذراء مريم، التي استراح المسيح في بطنها، وخرج منها مولودًا متجسدًا لأجل فدائنا.
تخت سليمان هو النفس البشرية المحبة للمسيح، التي يستريح فيها، ويخلصها من خطاياها، ويملك عليها، ويشبعها.
"حوله ستون جبارًا من جبابرة إسرائيل":
رقم ستين هو مضروب 12 × 5 ورقم 12 يرمز لأسباط بني إسرائيل، أو التلاميذ الإثنى عشر، وهذا يمثل شعب الله في العهد القديم، أو الجديد. أما رقم 5 فيرمز للحواس الخمسة، والمقصود أولاد الله ذى الحواس المنتبهة، وفى يقظة روحية.
رقم ستين هو مضروب 3 × 4 × 5 . ورقم 3 يرمز للثالوث القدوس، ورقم 4 يرمز لجهات العالم الأربعة، ورقم 5 يرمز للحواس الخمس، فيكون المقصود عمل الثالوث القدوس، أو عمل النعمة في العالم كله؛ لتقديس حواسهم؛ ليؤمنوا بالله، ويحيوا معه، ويرمز أيضًا إلى عمل النعمة في العالم كله، أى (3 × 4)، ورقم 5 يرمز للجهاد الإنسانى، كما في معجزة الخمس خبزات والسمكتين، أو الخمس حجرات التي أخذها داود عند قتله جليات، والمقصود عمل النعمة مقترنًا بالجهاد الإنسانى.
رقم ستين هو مضروب 10 × 6، ورقم 10 يرمز للوصايا العشر، أما رقم 6 فيرمز لكمال العمل، كما أتم الله عمله في اليوم السادس. والمقصود من رقم ستين الذين أكملوا العمل والجهاد الروحي بوصايا الله.
جبابرة إسرائيل هم المؤمنون بالمسيح، الذين منحهم قوة وجبروت في جهادهم الروحي؛ ليدوسوا الحيات والعقارب، وكل قوة العدو الشيطان. فهم جبابرة بقوة ونعمة الله للانتصار في حروبهم الروحية على الشياطين، ومحيطون بعرش المسيح، أي المذبح في كنيسته المقدسة، يكتسبون قوتهم من جسد الرب ودمه، فينتصرون على الشياطين.
عرش المسيح وحوله الستون جبارًا ترمز إلى كل المؤمنين، الذين عددهم ليس فقط ستين، بل أكثر من هذا بكثير، ولكن المقصود المعنى الروحي، الذي سبق ذكره لرقم ستين. وهو يشير ليس فقط إلى الكنيسة على الأرض، بل إلى أورشليم السمائية، حيث يقف المسيح في الوسط كخروف مذبوح، وحوله المؤمنون به يسبحونه، ويسجدون له.
ع8: "كلهم قابضون سيوفًا"
قابضون، أي يمسكون سيوفهم بقوة وبإحكام، ومستعدون للحرب الروحية مستخدمين سيوفهم.
السيوف هي كل وسائل الجهاد الروحي، التي نحارب بها الشياطين، التي هي أجناد الشر الروحية (أف6: 12)، وهذه السيوف كثيرة ومتنوعة بحسب نوع الجهاد الروحي. ففيها سيف الاتضاع، وهو الذي يصرع الشياطين المتكبرين، وسيف كلمة الله، التي تصد عنا الأفكار الشريرة، وكل شهوة ردية، وكل سيوف الفضائل، أو وسائط النعمة، من صوم، وصلاة، وكتاب مقدس.
"ومتعلمون الحرب"
هؤلاء المؤمنون الجبابرة علمهم الروح القدس، والكنيسة - من خلال الإرشاد الروحي لأب الاعتراف، والمرشدين الروحيين - كيفية الجهاد في الحرب الروحية، والانتصار على الشياطين، وبالتالي فكل من له استعداد للتعلم والتلمذة يصبح مدربًا، وقادرًا على النصرة في حربه.
هذا التعليم يستغرق العمر كله، وخاصة في وقت الشباب، وينتقل بالمجاهد من نصرة إلى نصرة.
هؤلاء الجبابرة مسئولون أن يعلموا من بعدهم، ويشجعونهم على الالتصاق بالله، فيصير تلاميذهم جبابرة أيضًا، ينتصرون في حروبهم الروحية.
"كل رجل سيفه على فخذه"
وضع السيف على الفخذ معناه الاستعداد للحرب في كل وقت، فالسيف ليس معلقًا في مكان، أو محفوظًا في أي ركن، ولكن على الفخذ لسحبه في أية لحظة، ومحاربة العدو، فاليقظة الروحية لابد أن تكون دائمة.
الفخذ يرمز للجسد كله، والجسد ضعيف، ولكنه يتقوى بنعمة الله التي تعمل في السيف الملتصق بالفخذ، فينجح في التغلب على الناس.
"من هول الليل"
الليل يرمز للظلمة والخطية، والشيطان يعرض خطايا كثيرة فظيعة ومخيفة، ولكنها لا تستطيع أن تقوم أمام قوة سيوف الجبابرة.
النفس البشرية المجاهدة روحيًا، وتحمل سيفها لا تنزعج من هول الليل، وحروب إبليس، لأنها جبارة بعريسها.
ع9: "الملك سليمان عمل لنفسه تختًا"
سليمان عمل لنفسه تختًا، أي لم يعمله أحد له، والمسيح اختار بنفسه أن يصلب عن شعبه ليفديهم، فهو باختياره، وليس بإجبار إنسان. وهو قد تجسد ليتمم هذا الفداء.
"من خشب لبنان"
خشب لبنان هو خشب الأرز الذي لا يسوس، والمسيح أخذ تخته، أي جسده الغير قابل للفساد؛ لأنه متحد باللاهوت.
وهذا التخت، كما ذكرنا في (ع7)، هو الصليب، أي العرش الذي استراح عليه المسيح وفدانا، وهو قائم على الأرض، ولكنه مرتفع للسماء، مثل أرز لبنان، وكذلك المؤمنون بالله مولودون على الأرض، ويحيون بالجسد، ولكن يرتفعون بقلوبهم إلى السماء.
المؤمنون بالمسيح، أي الكنيسة، هي من خشب لا يسوس، فيحيون في نقاوة، ولا يعرجون بين الفرقتين، أي الخير والشر، ويتحلون بالفضائل السماوية.
ع10: روافده: هي العواض الأفقية، التي تربط بين الأعمدة، وتثبتها.
أرجوانًا: هو قماش لونه أحمر قرمزى ينتج من خلط اللون الأحمر والأزرق، وكان يلبسه الملوك.
"عمل أعمدته فضة"
الأعمدة هي الأساس في قيام التخت، أو العرش، فهي قوية تمتد من الأرض إلى فوق، وهي ترمز للكهنة والخدام، الذين يرعون شعب الله.
الفضة ترمز لكلمة الله (مز12: 6)، وترمز أيضًا للفداء، إذ أن كل ذكر من شعب إسرائيل كان يدفع خمس شواقل من الفضة إلى هيكل الرب (عد18: 16). والمقصود، أن هؤلاء الرعاة يرعون شعب الله، ويعلمون كلمته، ويبشرونه بخلاص المسيح الذي أتمه على الصليب.
"ورافده ذهب"
الروافد هي شعب الله الذين أحبوا المسيح، واشتاقوا للسماء، فصاروا سمائيين في سلوكهم وحياتهم؛ لأن الذهب يرمز إلى السماء.
الروافد هي العروس التي ارتبطت بعريسها عن طريق الكهنة والخدام، الذين هم أعمدة الفضة. وإذ ارتبطت العروس بعريسها، وارتمت في أحضانه صارت مثله، أي صارت ذهبًا مثله، وأحبت الحياة السماوية؛ لأن عريسها فيها.
"مقعده أرجوانًا"
المقعد هو أيضًا شعب الله الذي اكتسى بالأرجوان، وهو لبس الملوك، أي صار شعب الله ملوكيًا، يملك الله على قلبه، ويشبعه بخيراته ومحبته، ورحمته.
المقعد هو العروس التي تغطت بالأرجوان، إذ صارت تملك على نفسها، وتضبط حواسها، وأفكارها، ومشاعرها عن شهوات العالم؛ لتكون لعريسها بكل كيانها، فيستريح فيها، إذ يجلس على مقعده، ويستريح، ويستقر، فتتمتع هى بوجوده في داخلها، ومعها.
"ووسطه مرصوفًا محبة من بنات أورشليم"
مرصوفًا، أي معدًا؛ أي أن هذا العرش معدًا؛ ليستقر ويستريح فيه الملك المسيح.
التخت مرصوف بمحبة بنات أورشليم، والنفوس المؤمنة بالله، فالمحبة هي التجاوب الطبيعي من نفوس المؤمنين مع محبة العريس السماوى لها. وإن تجاوبت النفوس بالمحبة يفيض عليها المسيح بمحبته في سخاء لا يعبر عنه.
إذا تجاوبت النفس البشرية مع المسيح بالحب، فتستطيع حينئذ أن تحب أخوتها في الجسد الواحد، أي الكنيسة، بل تحب كل البشر، كما أعلن المسيح عن المحبة كدليل على تلمذتنا له، إذ يقول "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى إن كان لكم حب بعضكم لبعض" (يو13: 35).
ع11: "أخرجن يا بنات صهيون، وانظرن الملك سليمان"
تنادى الكنيسة شعب اليهود المرموز إليه ببنات صهيون، ليخرجن وينظرن الملك سليمان، وهو يرمز للمسيح، فمن أي شيء يخرج شعب اليهود؟
أ - من خطاياهم وشكوكهم، وكبريائهم، التي منعتهم عن الإيمان بالمسيح.
ب - من أنانيتهم؛ ليحبوا مخلصهم الصالح، وفاديهم على الصليب، الذي أعطى حياته كلها لأجلهم.
جـ- تخرج الأمة اليهودية من أورشليم لترى المسيح المصلوب خارج المحلة، في الجلجثة، وتشهد عظمة حبه، وبذله.
دعوة الكنيسة لكل أولادها؛ ليخرجوا من انشغالات العالم، وشهواتهم الردية؛ ليروا مخلصهم المسيح الفادى، فيمتلئوا حبًا، وحماسًا بالحياة معه.
الكنيسة تدعو العالم كله؛ ليؤمن بفاديه، ويرفض كل معطلات الشر، فيجد خلاصه وراحته.
"بالتاج الذي توجته به أمه"
التاج هو إكليل الشوك الذي توجته به أمه، وهي الأمة اليهودية، بل وعلقته على الصليب؛ ليموت عنها، ويفديها بحبه.
"فى يوم عُرسه. في يوم فرح قلبه"
يوم العُرس هو يوم الفداء الذي أتمه العريس يسوع المسيح على الصليب؛ ليخلص عروسه من الموت والخطية. وهذا هو يوم فرحه باقتناء عروسه؛ ليفرحها بخلاصه.
يوم العُرس أيضًا هو يوم فرح العريس بعروسه عندما تدخل إلى بيته وهو الكنيسة، وتراه مذبوحًا على المذبح، جسدًا ودمًا حقيقيًا، فتتناوله، وتتحد به.
يوم العُرس الكامل والفرح الذي لا يعبر عنه هو احتضان العريس عروسه في الحياة الأبدية، ليشبعها بحبه، ويعوضها عن كل أتعابها ويفرح قلبها فرحًا كاملًا.
† انظرى يا نفسي محبة عريسك لك، وهو على الصليب؛ لتنتبهى من غفلتك وتقومى من خطاياك، وانشغالاتك المادية، التي تعطلك عن عريسك، وتسرعى إلى كنيسته، وتلتقى به، وتفرحى بين يديه في صلوات، وتأملات واقتران به من خلال الأسرار المقدسة.
← تفاسير أصحاحات نشيد: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير نشيد الأنشاد 4 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير نشيد الأنشاد 2 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/songs/chapter-03.html
تقصير الرابط:
tak.la/66ttfr6