* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10
الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
(1) التحية الافتتاحية (ع 1)
(2) شكر الله على إيمانهم ومحبتهم ورجائهم (ع 2-4)
(3) إيمانهم قدوة للآخرين (ع 5-10)
1 بُولُسُ وَسِلْوَانُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ، إِلَى كَنِيسَةِ التَّسَالُونِيكِيِّينَ، فِي اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
ع1: يظهر من التحية الرسولية في مقدمة رسائل بولس مضمون رسالته. فهو إذ يكلم أهل تسالونيكي الذين يعانون من اضطهاد اليهود غير المؤمنين لهم، يظهر محبته واتضاعه فلا يلقب نفسه بالرسول إذ هذا معروف عندهم.
ويشرك معه تلميذيه سلوانس (سيلا) وتيموثاوس في إرسال التحية لهم مع أنه هو وحده كاتب الرسالة، ولكن يحتاج المتضايقون إلى تعاطف الكثيرين معهم.
ويبين أبوة الله إذ يقول الله أبينا حتى يشعروا برعايته لهم، وكذا المسيح المخلص الذي يوحد المؤمنين - أمما ويهودا - في كنيسة واحدة. ويرسل لهم نعمة الله القادرة أن تهبهم سلاما داخليا لا تنزعه الضيقات الخارجية التي يعانون منها.
† إذا كان ق. بولس يرسل إلى أهل تسالونيكي الذين يقاسون من اضطهاد غير المؤمنين ليشجعهم بالنعمة والسلام، فليتك تهتم أن تشجع كل من هو في ضيقة أو معاناة سواء كان طفلا صغيرا أو شخصا كبيرا، لأن أبوتك وتشجيعك تحمسه لاحتمال الآلام بصبر وشجاعة وتشبع بها نفسك فتتقوى أنت أيضًا بنعمة الله.
2 نَشْكُرُ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، ذَاكِرِينَ إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِنَا، 3 مُتَذَكِّرِينَ بِلاَ انْقِطَاعٍ عَمَلَ إِيمَانِكُمْ، وَتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ، وَصَبْرَ رَجَائِكُمْ، رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ، أَمَامَ اللهِ وَأَبِينَا. 4 عَالِمِينَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ اللهِ اخْتِيَارَكُمْ.
ع2:
يشجعهم الرسول على احتمال الآلام بأن يمدح فضائلهم قائلًا: نقدم الشكر لله من أجل ثمار النعمة الفائضة فيكم، فالله هو مصدر كل صلاح في البشر.لقد كان من عادة الرسول أن يصرف أوقاتًا طويلة في الصلاة لأجل الكنائس ولأجل احتياج كل كنيسة على وجه التحديد.
† ربما نرجع للرب لنصلي من أجل إخوتنا في ظروف الحزن والخطر والمرض، ولكن جميل أن نرجع بالشكر إليه من أجل نعمته في الذين يخلصون ونصلي أيضًا إذا عانوا من ضعف حالتهم الروحية.
ع3: يذكر الرسول هنا الفضائل الثلاث التي هي ثمر عمل النعمة فيهم، ولكنه لا يتكلم هنا عن الفضائل ذاتها بل عن نتائجها أي عمل الإيمان، تعب المحبة، صبر الرجاء.
عمل إيمانكم : أي الإيمان المثمر النشط الفعال الذي به تظهر حقيقة إيماننا أمام الله "فالإيمان بدون أعمال ميت" (يع2: 26).
تعب محبتكم : المحبة الحقيقية هي محبة مضحية لها تعب من أجل الآخرين وفي خدمة الإخوة.
صبر رجائكم : الرجاء يمنح العزاء في الحزن ويعطى صبرًا في الضيق، والرب يسوع له المجد هو نفسه الرجاء الذي يعطى القوة على الصبر، وهو أيضًا المثال في الصبر.
ع4: لقد عرف بولس الرسول أن ثمر الروح الذي ظهر في حياتهم هو البرهان على الحياة الجديدة التي في المسيح، فأصبحوا بذلك مختارين بمقتضى علم الله السابق، وأصبحوا خاصة مفرزة ومكرسة من الله ليكونوا موضوع محبته. وبهذا الأساس يستبعد بولس الرسول فكرة اليهود أنهم الشعب المختار ليحل محلها الإختيار الروحي للمؤمنين بالمسيح (غل6: 16) وليعطيهم أيضًا تشجيعًا إذ يؤكد إختيار الله لهم.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
5 أَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ لَكُمْ بِالْكَلاَمِ فَقَطْ، بَلْ بِالْقُوَّةِ أَيْضًا، وَبِالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَبِيَقِينٍ شَدِيدٍ، كَمَا تَعْرِفُونَ أَىَّ رِجَالٍ كُنَّا بَيْنَكُمْ مِنْ أَجْلِكُمْ. 6 وَأَنْتُمْ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِنَا وَبِالرَّبِّ، إِذْ قَبِلْتُمُ الْكَلِمَةَ فِي ضِيقٍ كَثِيرٍ، بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 7 حَتَّى صِرْتُمْ قُدْوَةً لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَفِى أَخَائِيَةَ. 8 لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِكُمْ قَدْ أُذِيعَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ، لَيْسَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ فَقَطْ، بَلْ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَيْضًا قَدْ ذَاعَ إِيمَانُكُمْ بِاللهِ، حَتَّى لَيْسَ لَنَا حَاجَةٌ أَنْ نَتَكَلَّمَ شَيْئًا. 9 لأَنَّهُمْ هُمْ يُخْبِرُونَ عَنَّا، أَىُّ دُخُولٍ كَانَ لَنَا إِلَيْكُمْ، وَكَيْفَ رَجَعْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ، لِتَعْبُدُوا اللهَ الْحَىَّ الْحَقِيقِىَّ، 10 وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِى.
ع5:
أي رجال : كم احتمل بولس وتلاميذه أتعاب الخدمة في رجولة روحية وبذل كثير.من أجلكم : لكسب نفوسكم.
يوضح بولس أن كرازته بالإنجيل في تسالونيكي لم تكن بالكلام فقط، بل قدمها لهم في ثقة وإيمان وبقوة الروح القدس العاملة فيه، فاحتمل ضيقات وتعب في الكرازة لكي يجذب نفوسهم للمسيح.
ع6: إن حياة بولس ورفقائه، بإنكار للذات وسلوك مقدس، تركت أثرا عميقا في نفوس التسالونيكيين فتمثلوا بهم. لقد قبلوا الكلمة في ضيق شديد وعانوا الاضطهاد المرير، ولكنهم كانوا فرحين بالرسالة التي تخبرهم بغفران خطاياهم والرجاء في الحياة الأبدية. وأصبح ينطبق عليهم القول "كحزانى ونحن دائما فرحون" (2 كو 6: 10).
ع7: مكدونية : الجزء الشمالى من اليونان.
أخائية : الجزء الجنوبى من اليونان.
لقد كان التغيير في حياتهم عظيما حتى لاحظه الآخرون بسرعة، فصاروا "قدوة" لكل الذين في مكدونية والذين قبلوا الإيمان مثلهم في الشمال وأيضًا في أخائية بالجنوب. فقد كانت حياتهم تشهد بأنهم في علاقة حية مع الله وكانوا أنوارا حقيقية في ظلمة العالم.
ع8: كان المؤمنون في تسالونيكي شهادة حية لفاعلية الحياة مع المسيح، فذاع خبرهم كبوق ليس فقط في مكدونية وأخائية بل أيضًا في كل اتجاه، وذلك ليس بسبب معجزات قاموا بها بل لإيمانهم بالله. فقد كانت تسالونيكي مركزا تجاريا هاما فانتشرت الأخبار من ذلك المركز إلى كل مكان. وأمام عظمة إيمانهم لم يجد بولس كلامًا يمجد به إيمانهم لأنه قد صار واضحًا للكل.
ع9: عندما بشَّر ق. بولس في بلاد اليونان المختلفة وجدهم متعجبين من قبول أهل تسالونيكي لبشارته وتحولهم من عبادة الأوثان إلى عبادة الله، بل كانوا يسارعون بإخبار ق. بولس بهذا مما ساعد على قبول البلاد الأخرى الإيمان والثبات في المسيح.
ع10: ينتظر أهل تسالونيكي مجيء الرب الثاني الذي هو رجاء المسيحية كلها والذي به تتحقق الوعود الإلهية في الحياة الأبدية. فهذا الذي ينتظرونه هو نفسه الذي مات من أجلهم ونحن ننتظره مخلصًا بعد أن صالحنا مع الله الآب بالصليب ليغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده(فى3: 21). وهذا أيضًا تشجيع جديد بأن كل ألم يتبعه مجد عظيم كما حدث لربنا يسوع المسيح الذي احتمل آلام الخلاص ثم جلس عن يمين العظمة في الأعالى.
†
إعلم يا أخي أن احتمالك الإيمان بشكر وتمسكك بمبادئك رغم الضيقات، ليس فقط يفيض نِعَم الله عليك بل يؤثر في المحيطين بك أكثر من أي كلام.
← تفاسير أصحاحات تسالونيكي الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير تسالونيكي الأولى 2 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
مقدمة الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/thessalonians1/chapter-01.html
تقصير الرابط:
tak.la/y4dd8ym