St-Takla.org  >   News  >   Alexandria-Clergymen-Statements
 

عيد ميلاد مجيد وفريد

 

← اتفق مجمع كهنة الإسكندرية على إلقاء عظة موحدة لقداس عيد الميلاد المجيد تُقرأ في جميع كنائس الإسكندرية.
 

 

بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية

رسالة عيد الميلاد المجيد

29 كيهك 1727 - 7 يناير 2011

 

أخوتنا المحبوبون،

إذ نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح، كلمة الله الذي صار من أجلنا إنساناً، لكي يحملنا إلى سماواته، نشارك السمائيين تسابيحهم وأمجادهم.

كم تشتهي نفوسنا أن نكون مع الرعاة البسطاء الساهرين في جدية، فنسمع الصوت الملائكي المُفْرِح: "«لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ" (إنجيل لوقا 2: 10، 11).

كم كنتُ أتمنَّى أن أكون في صحبة المجوس الذي أرسل لهم الرب كوكباً مُنيراً، فساروا من بلدٍ إلى بلدٍ يشهدون بلا خجلٍ، أنهم ذاهبون ليسجدوا لملك العالم كله!

St-Takla.org Image: No. 21 Scenes from the Life of Christ: 5. Massacre of the Innocents (Murder and killing of the children and babies of Bethlehem) - Giotto Di Bondone - Religious Painting Art - 1304-06 - Fresco, 200 x 185 cm, at the Cappella Scrovegni (Arena Chapel), Padua صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة قتل أطفال بيت لحم (مذبحة الأبرياء)، رسم الفنان جيتو دي بوندوني سنة 1304-1306 تقريبًا، رقم 21 (5) من مشاهد حياة السيد المسيح، وهي لوحة حائطية فريسكو (تصوير جصي)، في كنيسة أرينا (كابيلا سكروفيني)، بادوا

St-Takla.org Image: No. 21 Scenes from the Life of Christ: 5. Massacre of the Innocents (Murder and killing of the children and babies of Bethlehem) - Giotto Di Bondone - Religious Painting Art - 1304-06 - Fresco, 200 x 185 cm, at the Cappella Scrovegni (Arena Chapel), Padua.

صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة قتل أطفال بيت لحم (مذبحة الأبرياء)، رسم الفنان جيتو دي بوندوني سنة 1304-1306 تقريبًا، رقم 21 (5) من مشاهد حياة السيد المسيح، وهي لوحة حائطية فريسكو (تصوير جصي)، في كنيسة أرينا (كابيلا سكروفيني)، بادوا.

وأيضاً كم كنتُ أشتهي رِفقة إرميا النبي الذي قبل ميلاد السيد المسيح بأكثر من ستمائة عام، رأى منظراً عجيباً: جيشاً عظيماً جداً من الأطفال والرُّضَّع لا يزيد عمر أحدهم عن عامين، انطلقوا من الرامة إلى الجحيم، وكان في استقبالهم إبراهيم أب جميع المؤمنين، ومعه إسحق، ويعقوب، وسارة، وكل أبناء العهد القديم، وملايين الملايين من المؤمنين من كل الأعمار، الذين ماتوا على رجاء مجيء المسيّا ليُخَلِّصهم.  الكل كانوا يُرَحِّبون بهم.  وقفوا ينصتون إليهم بكل اهتمام ووقارٍ وحُبِّ..  لقد جاءوا إليهم يكرزون: "لقد وُلِدَ مُخلِّص العالم كله، الذي جميعكم تنتظرونه!  جئنا نبشركم بميلاده، فقد قرب وقت مجيئه هنا ليُميت الموت، ويُحَطِّم الجحيم، ويحمِلكم إلى الفردوس.

حقاً لقد شارَك إرميا النبي حزن أمهات هؤلاء الأطفال، فقال: "« هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ، بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا، وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى عَنْ أَوْلاَدِهَا لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ. هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: امْنَعِي صَوْتَكِ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَيْنَيْكِ عَنِ الدُّمُوعِ..  يَرْجعُ الأَبْنَاءُ إِلَى تُخُمِهِمْ" (سفر إرميا 31: 15).

وقف إرميا في حيرة، تُرَى كيف يوقِف دموعه عن أن تمتزج مع دموع هؤلاء الأمهات اللواتي ضربت السيوف أعناق أطفالهنَّ بلا ذنب ارتكبوه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقد صاروا موكباً يدهش لهم السمائيون، يعتزُّون بهم، ويفرحون بقدومهم!

هذه مشاعرنا مع بداية هذا العام، بين فرحٍ وتهليلٍ، لا بالذين استُشهِدوا وحدهم والذين أُصيبوا، بل وأيضاً في إجلالٍ نُحيي حتى الأطفال.

قالت طفلة من كنيسة القديسين مارمرقس والبابا بطرس بالإسكندرية بعد تفجير السيارة المُفَخَّخة (أو العبوة الناسفة): "ماما، كنتُ أخاف من الموت، لكنني الآن أنا فرحانة..".  وقالت أخرى: "أحسست كأن شخصاً يحملني، تطلَّعتُ خلفي لأرى مَنْ الذي حملني، فلم أرَ أحداً"!!

اسمحوا لي أن أترك المجال للقديس ماريعقوب السروجي يصِف لنا هذا الموكِب العجيب!  يقف القديس في حيرة، ماذا يدعو هؤلاء الأطفال:

أولاً: يدعوهم جنود المسيح، سلاحهم في المعركة هو الحب.  ماتوا ليُعلِنوا بدمهم أن ملكهم قائد المعركة جاء ليُقَدِّم دمه كفّارة عن العالم كله!

ثانياً: يدعوهم أصدقاء العريس، فقد جاء خالِق السماء والأرض ليٌقيم من البشرية عروساً سماوياً تحمل بِرّه وأيقونته وبهاءه!

ثالثاً: يدعوهم كهنة العليّ، لم يُقَدِّموا بخوراً في مجامر ذهبية، بل قدَّموا دماءهم تحمل رائحة المسيح الذكية.

رابعاً: دعاهم خورس التسبيح للعُرْسِ؛ لا يُرَنِّمون بلغة بشرية، إنما بالحب الملائكي.

خامساً: دعاهم كارزين.  حقاً انطلقوا من العالم وهم صغار جداً، قاموا بعملٍ فريدٍ، وهو الكرازة للذين في الجحيم.

قال القديس مار يعقوب السروجي:

* عندما قُتِلوا صاروا للابن شهداء جُدد، وبآلامهم مَهَّدوا طريق قَتْل الابن..

رفقاء محبوبون بلغوا إلى زفاف العريس، وقدِّموا له الدم البِكر من أعناقهم.

أبناء السكين الذين ولدتهم البطن المتألمة، صاروا فعلة للملك المسيح بعذاباتهم.

صار السيف المسلول الذي قتلهم مُربَيِّاً لهم، وحملهم كتف الرمح ورتل لهم بالنصرة...

اصطف الأطفال وقاتلوا هيرودس وغلبوه، لأنهم لم يستسلموا لقائد الجيش.

يا هيرودس، بماذا أذنب أطفال الشعب ضدك، معركتك جريمة بشعة، لأنك تحارب الأطفال!

تفتخر بالانتصار على رضّع اللبن، وجيشك انكسر في الحرب، لأن الملك لم يمت.

انتصر الأطفال وغلبوك، لتصير هزءاً، لأن قائد الجيش لم يُذبَح بالسكين.

مجمع كهنة الإسكندرية والمجلس الملي


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/News/Alexandria-Clergymen-Statements/2010-January-Christmas-Sermon.html

تقصير الرابط:
tak.la/7w3avnt