وكما أخلي المسيح ذاته، أحبه الذين أخلوا ذواتهم، أو الذين لا ذوات لهم. فأحاطت به مجموعة من الفقراء والمساكين والمزدري وغير الموجود... جماعة من جُهَّال العالم وضعفاء العالم وأدنياء العالم (1كو1: 27، 28). وهكذا اختار تلاميذه: جماعة من الصيادين الجهلة، كما اختار واحدًا من العشارين المرذولين.
والذين أحاطوا به كانوا من عامة الشعب: الأطفال الذين لا يعتد بهم أحد والخطاة والعشارين الذين يحتقرهم الناس، والنساء أيضًا اللائي لم تكن لهن مكانه في المتجمع اليهودي... وهكذا كانت نسوة كثيرات يتبعنه (لو23: 27)... وحول صليبه وقفت النسوة لا شيوخ الشعب... وبكت عليه بنات أورشليم (لو22: 28) ولم يبك عليه أعضاء مجلس السنهدريم!
عاش إنسانًا بسيطًا بلا مركز وبلا لقب، يحيط به أشخاص مجهولون بلا مركز وبلا لقب أيضًا.
وحتى لقبه الطبيعي "ابن الله"، لم يستخدمه كثيرًا. وكان يستبدله في غالب الأحيان بلقب "إبن الإنسان"!...
عاش وسط الشعب، لا وسط الرؤساء، وكان قريبًا من الصغار، بعيدًا عن الكبار والمعتبرين، يحبه الشعب ويضطهده الرؤساء... وحسنًا تنبأ عنه داود قائلًا: "الأعزاء قاموا على" (مز54: 3) "الرؤساء اضطهدوني بلا سبب" (مز119: 161).
حتى الذين استضافوه كانوا من البسطاء أو من المحتقرين فدخل بيت متي، ولم يدخل بيت بيلاطس ولا بيت هيرودس ودخل بيت زَكَّا، ولم يدخل بيت حنان ولا بيت قَيافا...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/d8ztz5h