St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   70-Al-Horoub-Al-Roheya
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

18- الشعور بالذات

 

St-Takla.org Image: Crucifying oneself, the old human in me, self-denial, Jesus lives in me, crucifying the old self. صورة في موقع الأنبا تكلا: صلب الذات، صلب الإنسان العتيق، إنكار الذات، المسيح يحيا فيَّ.

St-Takla.org Image: Crucifying oneself, the old human in me, self-denial, Jesus lives in me, crucifying the old self.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صلب الذات، صلب الإنسان العتيق، إنكار الذات، المسيح يحيا فيَّ.

شعور الإنسان بذاته وتمركزه حولها له أسباب نذكر منها:

أول شيء يجعل الإنسان يشعر بذاته، هو التفوق، والمواهب، والقدرات غير العادية والشعور بالقوة.

كل هذه أمور قد تحاربه من الداخل وربما تريد أن تعبر عن وجودها بأي مظهر خارجي يثبت به الإنسان أنه صاحب مواهب ومقدرات..

وتزيد الحرب عليه، إن دخلت في دور من المقارنة..

وشعر أنه أفضل من غيره في شيء ما، أذكى منه، أو أكثر معرفة أو أكثر خبرة، أو أقوى جسدًا، أو أجمل شكلًا، أو صاحب موهبة معينه، في الرسم، في الموسيقى، في الشعر، في عمل اليد عمومًا، في اللغة... إلخ.

وحتى في خدمة الرب قد تبرز الذات.. إن شعر الإنسان أن له طاقات في الخدمة أكثر من غيره.

كأن يكون أكثر حفظًا من الألحان أو أجمل صوتًا، أو أن يكون أكثر من غيره دراسة للكتاب، أو إلمامًا بأقوال الآباء، أو أن يكون أعمق تأثيرًا في خدمته، أو في وعظه، أو في وعظه، أو في تدبيره، أو في مشروعاته.

وقد يكون سبب الشعور بالذات: المركز، المنصب، الغِنَى، الشهرة.

وربما تكون كل هذه أسباب شعور بالذات، ولكن المتواضعين يفلتون منها، إن استخدموا كل ذلك في مجال خدمة الآخرين، وليس في مجال ظهور ذواتهم أو الافتخار بها، أو الارتفاع على غيرهم..

إن المواهب له بلا شك خطورتها.

فقد ترفع القلب من الداخل، وربما ترفعه في الخارج أيضًا، وتقود إلى حرب المجد الباطل، ولذلك قد يتساءل الفكر عن الذين أعطاهم الرب موهبة صنع المعجزات، كيف كانوا يحتملونها؟ وبخاصة لو كانت إقامة موتى، أو فتح أعين العميان.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولهذا قال أحد الآباء:

إن وهبك الله موهبة، فاسأله أن يهبك معها اتضاعًا ليحميها، أو أسأله أن يرفعها عنك.

وهنا ونتعجب من الذين، بدلًا من أن يطلبوا من الله أن يمنحهم نقاوة القلب وثمار الروح، نراهم يطلبون منه موهبة التكلم بألسنة مثلًا..

ولا تكون في ذهنهم وقتذاك خدمة الكلمة في مجاهل أفريقيا أو الصين أو اليابان.. وإنما يطلبون الموهبة وكفى.

ألا يُحْتَمَل جدًا أن تكون وراء طلب مثل هذه المواهب، حرب من الذات؟

ماذا تفيدك أيها الأخ أمثال هذه المواهب، التي قد تكون حربًا عليك، ولماذا يحزن قلبك إن لم تكن لك؟ هوذا الرب يأمرنا أن نطلب ملكوت الله وبره.

أما أن شاء تدبيره الإلهي، أن يهبنا شيئًا من هذه المواهب الفائقة، فليكن معها أيضًا الاتضاع، الذي تختفي في وجوده الذات.

ولكنك أنت يا أخي المحبوب، إن حورِبت بهذه الحرب، فقبل أن تطلب لنفسك موهبة، اسأل ذاتك أولًا: هل في مقدرتي احتمال هذه الموهبة، أم من الجائز أن تقودني إلى كبرياء تضيع أبديتي؟


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/70-Al-Horoub-Al-Roheya/Spiritual-Warfares__018-Ego-Feeling.html

تقصير الرابط:
tak.la/zs4r7zm