2- فَقْد الكرامة:
كان الإنسان قبل الخطية نفخة قدسية خرجت من فم الله. كان صورة الله مثاله. أما بعد الخطية فإن الرب يقول له "أنت تراب، وإلى التراب تعود". عاد ترابًا كما كان، ولم يستحق أن يدعى صورة الله. اشتهي أن يكون له مجد الألوهية ففقد مجد البشرية الذي كان له.
ولأنه -كالحيوانات- اشتهي أن يأكل، لذلك أعطاه الرب أن يأكل العشب (تك 3: 18) الذي كان من قبل طعام الحيوانات (تك 1: 30)...
وضاعت هيبته على الحيوانات وأصبح يخافها وصارت لها إمكانية أن تأكله بعد أن كان سيدًا عليها جميعًا (تك 1: 26)... حتى الحية أصبح في أمكانها أن تسحق عقبه (تك 3: 15).
حتى الأرض تمردت عليه... وأصبحت تنبت له شوكًا وحسكًا (تك 3: 18)، بل أن أقسى عبارة في تمرد الأرض على الإنسان تظهر في قول الله" (متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها" (تك 4: 12)...
الإنسان الخاطئ هو إنسان فاقد للكرامة، فاقد للاحترام. هو لعبه في أيدي الشياطين وفي أيدي الأشرار، ليست له هيبة... بل أنه يفقد احترام ذاته لذاته.
انظروا إلى الابن الضال، وكيف صار يشتهي الخرنوب الذي تأكله الخنازير، وكيف تمني أن يكون كأحد الأجراء في بيت أبيه...! بل انظروا إلى نبوخذ نصر الملك وكيف مذعورًا عنه جلاله وصار كأحد الحيوانات (دا 5: 2، 21). وشمشون الجبار، كيف أنه بالخطية فقد قوته وفقد كرامته، وأذله وهزأ به أهل فلسطين (قض 16: 19-25).
لا يخدعك الشيطان يا أخي، إذ يصور لك في الخطية ملاذًا وشهوات، ويعدك بكرامات وإغراءات. وعندما تذوق الخطية تجدها في الأخر مُرَّة كالعلقم، تقودك إلى الذل، وتفقدك كل شيء... وتورثك الكآبة والضيق، وتقودك إلى اليأس، وتغطي بالخزي وجهك...
وكما تفقد فيها صورتك الإلهية وكرامتك، كذلك تفقد بساطتك ونقاوتك...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/d5gvay3