St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online  >   50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حياة التوبة والنقاوة - البابا شنودة الثالث

6- التوبة بين الجهاد والنعمة

 

St-Takla.org Image: Resist the devil (Satan) and he will flee from you (James 4:7), Arabic Bible Verse art صورة في موقع الأنبا تكلا: آية "قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ." (رسالة يعقوب 4: 7)، فن الآيات الكتابية

St-Takla.org Image: Resist the devil (Satan) and he will flee from you (James 4:7), Arabic Bible Verse art

صورة في موقع الأنبا تكلا: آية "قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ." (رسالة يعقوب 4: 7)، فن الآيات الكتابية

إن كلامنا عن عمل الله في التوبة، ومعونة النعمة، لا تعني أن يتكاسل الإنسان ويتراخَى، منتظرًا أن الله يقيمه، فهوذا الرسول يوبخ أمثال هؤلاء قائلًا:

لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية (عب 12: 4).

إذن من المفروض أن يقاوم الإنسان حتى الدم كل أفكار الخطية، وكل شهواتها، وكل طرقها. ويبعد عن العثرات، ويستخدم كل الوسائط الروحية التي تثبت محبة الله في قلبه. وأيضًا...

يدخل في حرب روحية، ضد أجناد الشر (أف 6).

وفي هذه الحرب يقاتل ويصمد للعدو، ويلبس سلاح الله الكامل لكي يقدر أن يثبت ضد مكايد إبليس (أف 6: 11). ويكون في كل ذلك ساهرًا على خلاص نفسه (أف 6: 18) فالرسول يقول: اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر.

فقاوموه راسخين في الإيمان (1 بط 5: 8، 9).

إن الله يريد منك أن تقاوم... وفي مقاومتك سوف تسندك النعمة بكل قوة. ولكن أظهِر محبتك لله بمقاومتك الخطية. وصل ليعطيك الرب قوة على مقاومتها.

وهكذا تشترك مع الله في العمل.

الابن الضال لم ينتظر حتى يأتيه الآب في الكورة البعيدة ليأخذه منها، إنما رجع إلى نفسه، وشعر بسوء حالته، وعرف الحل، ونَفَّذ، ورجع إلى الآب فقبله (لو 15). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وأهل نينوى صاموا، وتذللوا، وجلسوا على الرماد، وصرخوا إلى الله بشده ورجعوا عن أفعالهم، فقبلهم الله إليه (يون 3).

والله، لكي ينبهنا إلى واجبنا في التوبة، قول:

"ارجعوا إليَّ، فأرجع إليكم" (ملا 3: 7).

ويقول على لسان أشعياء النبي "اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شر أفعالكم... وهلم نتحاجج يقول الرب..." (أش 1: 6). ويقول في سفر يوئيل النبي "ارجعوا إلى بكل قلوبكم، وبالصوم والبكاء والنوح. ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم..." (يوء 2: 12، 13).

إذن هناك واجب على الإنسان يقوم به في عمل التوبة.

ولا يكتفي بأن نفسه عند قدمي الرب، دون جهاد في الداخل والخارج! أو كما يقول البعض "عملك الوحيد هو مجرد تقبل عمل النعمة فيك"! هل هذا الرأي يتفق مع توبيخ الرسول "لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 12، 4)؟!

إذن فلنجاهد. ولكن لا نعتمد على أنفسنا، بل نطلب يد الله العاملة معنا وبجهادنا نثبت رغبتنا في التوبة، وجدية توبتنا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/50-Hayat-El-Touba-Wal-Nakawa/Life-of-Repentance-and-Purity-006-Grace.html

تقصير الرابط:
tak.la/xnrwk2t