يقسم أخوتنا الكاثوليك كل البشر إلى ثلاثة أنواع:
أ – نوع بار كامل صالح ن وهذا يذهب إلى السماء، مباشرة بعد الموت.
ب – نوع شرير. وهذا يذهب مباشرة إلى جهنم.
ج – نوع ثالث مؤمن، وبار، ومحب لله. ولكن عليه للعدل الإلهي ديونًا لم يقم بوفائها بعد. وهذا يذهب إلى المطهر. وهذا النوع يشمل غالبية البشر.
وهذه الديون إما بسبب الخطايا العرضية التي لم يقدم عنها توبة، أو فجأة الموت قبل التوبة. أو بسبب خطايا مميتة تاب عنها، وغفرت له، ونال الحل عنها. ولكنه مات قبل أن يوفي حسابها من العقوبة. وقد حدد مجمع ليون ومجمع فلورنس "أن الذين يخرجون من هذه الحياة، وهم نادمون حقًا، وفي محبة الله، ولكن قبل أن يكفروا عن خطاياهم واهمالاتهم بأعمال توبة وافية، تتطهر نفوسهم بعد الموت بعقوبات مطهرة" (1). وفي شرح هذه الأنواع الثلاثة قال الأب لويس برسوم في كتابة (المطهر): "وإنه طبقًا لهذه الدينونة الخاصة، لا الدينونة الخاصة، لا الدينونة العامة، يتقرر مصير الإنسان الأبدي: فإن كان صالحًا كل الصلاح، يذهب توا إلى السماء كلعازر المسكين الذي نقتله الملائكة إلى أحضان إبراهيم" (لو16: 22). "أما إذا كان شريرًا الشر كله، فإنه يذهب إلى جهنم النار، مثل ذلك الغني الذي يذكره القديس لوقا في (16: 24)".
أما إذا كان بين، أي صالحًا الصلاح كله، ولا شريرًا كله، كما هي الأغلبية الساحقة من بني البشر، فإنه يذهب إلى المطهر، إلى ما شاء الله أو بالحر كما يقول الإنجيل "حتى يوفي آخر فلس " عليه للعدالة الإلهية (متى 5: 26).
ثم يعود المؤلف ليشرح فكره "بتعبير آخر" فيقول:
"من مات وهو حالة "النعمة المبررة" وليست عليه أية ديون نحو العدل الإلهي يفي بها، كالطفل المعمد مثلًا، فإنه يذهب إلى السماء مباشرة، حيث يعاين الله وجهًا لوجه إلى الأبد (1كو13: 12). "وأما إن مات مجردًا من حلة العرس "النعمة المبررة" (راجع متى 22: 1-14) أي من كان ضميره مثقلًا بوزر الخطة المميتة التي لم يتب عنها، فإنه يذهب من فوره إلى عذاب اللهيب الأبدي".
"وأما من فارق الحياة، وهو في حالة النعمة المبررة، ولكن ضميره كان مثقلًا الخطايا، مما يغفر في الدهر الآتي، فإنه يذهب إلى المطهر لينال مغفرة تلك الخطايا، لا بالحل منها كما في سر التوبة، بل بالحل منها عن طريق تطهيره بنار المطهر" (4).
ويقول نفس المؤلف أيضًا في نفس كتابة ص. 13 عن حالة النفس عند الموت: "وأما إذا كانت مذنبة بذنوب عرضية، ومن ثم حاجة إلى تطهير، فإنها تحت وقر هذه الذنوب، تحس بحالة الانسحاق، بحيث أنها تنحدر إلى المطهر من تلقاء ذاتها". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما متى تنتهي العقوبة في المطهر، فيقول المؤلف في ص21:
"حتى إذا ما تطهرت النفس تمامًا من كل شائبة خطية، وأوفت ما تبقي عليها من قصاصات زمنية مرتبة على خطاياها المميتة المغفورة، أدخلت من فورها إلى السماء، مقر الطوباويين من الملائكة والقديسين".
ويقول نفس المؤلف في ص. 21 أيضًا تعليقًا على قول السيد المسيح إن التجديف على الروح القدس لا مغفرة له في هذا الدهر، ولا في الدهر الآتي (متى12: 32). ويقول: معني ذلك أن هناك من الخطايا ما يغفر في الدهر الآتي.
فإذا سألت:
"ما هي الخطايا التي تغفر في الدهر الآتي؟"... أَجَبتَك أنها الخطايا غير الثقيلة، أي الخطايا العَرْضِيَّة، كالخطايا التي تصنع دون معرفة كاملة، أو دون إرادة كاملة، وكخطايا السهو إلى ذلك.
ويخلص من ذلك أن هذه الخطايا عقوبتها في المطهر (ص22). ذلك " لأن الخطايا الثقيلة، لما كان عقابها جهنم هي أبدية، إذن فهي غير قابلة للمغفرة في الدهر الآتي" (ص21).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8an9jby