قال لي أحد الشبان: (بماذا أجيب إذن، إن سألني شخص قائلًا (هل خلصت أم لم تخلص؟)..
أولا يجب أن تدرك أن من يسألك هكذا ليس أرثوذكسيًا خالصًا. لا بُد أن يكون بروتستانتي المذهب، أو على الأقل بروتستانتيًا في بيئته وثقافته.
لأن الذي يتجاهل معموديتك، وما نلته من الأسرار المقدسة، ويلقى في نفسك الشك في إيمانك، ويدعوك من الآن إلى الإيمان وإلى الخلاص، كما لو كنت وثنيًا في حياتك السابقة!! مثل هذا، لا يمكن أن يكون أرثوذكسيًا، فلغته تظهره.
أما الإجابة على سؤاله فهي: نعم، إنني خلصت في المعمودية من الخطية الأصلية، الخطية الجدية الموروثة. نلت هذا الخلاص الأول بدم المسيح وفاعلية كفارته وفدائه. أما الخلاص النهائي، فنناله بعد أن نخلع هذا الجسد. أننا ما نزال في حرب، (ومصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع.. أجناد الشر الروحية) (أف 6: 12). وسننال الخلاص عندما نغلب وننتصر في هذه الحرب..
وطالما نحن في الجسد، لا نستطيع أن نقول أننا انتصرنا وخلصنا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لذلك فالكنيسة المقدسة لا تعيد للقديسين في يوم ميلادهم الجسدي، ولا في يوم انضمامهم إلى الكنيسة، وإنما في يوم نياحتهم، أو استشهادهم، عملا بقول الكتاب (انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتملثوا بإيمانهم) (عب 13: 7).
وهكذا في مجمع القديسين في القداس الإلهي، نذكر نفوس جميع الأبرار الذين كملوا في الإيمان، أو اكتملت حياتهم في الإيمان..
نذكر هنا قصة نياحة القديس العظيم الأنبا مقاريوس الكبير الذي طاردت الشياطين روحه بعد خروجها من الجسد، قائلين له (خلصت يا مقاره) وكيف لم يقل (نعم، بنعمة المسيح خلصت).
إلا بعد أن دخل الفردوس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/bhxy7tk