لست أميل إلى الترتيلة التي تقول (إني واثق..) هي ترتيلة بروتستانتية بلا شك. وعلى الرغم من أن بعض ألفاظها سليمة وصحيحة، إلا أنها -في مجموعة- تعطى تعليمًا بروتستانتيا ًغير سليم.
إن سألك أحد (هل أنت واثق؟) فبماذا تجيب..؟
نعم، أنا واثق بدم المسيح، ثقة لا حدود لها. ولكني لا أثق بنفسي. لا أثق بحرية إرادتي، التي ربما تميل إلى الشر. وبعدما بدأت بالروح، ربما أكمل بالجسد (غل 3: 3).
ولذلك فان الذين يفقدون الخلاص، يفقدونه ليس بسبب أن الله عاجز عن أن يخلصهم، وإنما بسبب أن أرادتهم الحرة قد انحرفت نحو الشر..
فهل يفقد الإنسان الرجاء؟ كلا فهذا تطرف وقع فيه قايين -أول خاطئ من بنى آدم- حينما قال (ذنبي أعظم من أن يحتمل) (تك 4: 13). وفي قطع الرجاء وقع يهوذا أيضًا، إذ مضى وخنق نفسه (مت 27: 5).
وكما يخطئ الإنسان إذا فقد الرجاء، يخطئ أيضًا إذا اعتمد على رجاء كاذب مبنى على بره الذاتي. ويخطئ كذلك إذا كان في اعتماده على دم المسيح، ينسى اجتهاده واحتراسه، ولا يفعل ما يجعله مستحقًا لفاعلية دم المسيح..
ويخطئ من يظن أنه لا صلة له بالخطية على الإطلاق، وأنه قد تجدد وقد تقدس وأصبح في حياة أخرى لا يمكن فيها أن يخطئ.
هذا أيضًا رجاء كاذب ويختفي وراءه لون من البر الذاتي، سواء كان يدرى به صاحبه أو لا يدرى..
إننا نثق بدم المسيح، ونثق بكفارته وفدائه. ولكننا -في داخل أنفسنا- نعترف بأننا خطاة، ونعترف بأنه ما أسهل أن تضيعنا خطيئتنا..
إن الذي يقول (أنا ضامن للملكوت) كأنه يقول: (أنا ضامن إنني سوف لا أخطئ. وإن أخطأت، فأنا ضامن إنني سوف أتوب توبة صادقة مقبولة!! أو لعل مثل هذا يحتج على كلامي ويقول: كلا، سوف لا أتحدث عن التوبة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وإنما إن أخطأت (فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار، وهو كفارة عن خطايانا) (1 يو 2: 1، 2).
نعم، يا أخي. هو كفارة عن خطايانا. ولكن هو أيضًا الذي قال (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3). هل تظن أنه سيشفع فيك دون أن تتوب؟! كلا، إن هذا وهم باطل. فاهتم بأبديتك إذن وتب.
وأعرف أن الذي لا يتوب، سوف لا يشفع المسيح فيه. وإنما ينذره قائلًا: (احفظ وتب. فإني إن لم تسهر، أقدم عليك كلص، ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك) (رؤ 3: 3).
تواضع إذن يا أخي. وأستمع إلى قول بولس الرسول منذرًا (.. إذن من يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط) (1 كو 10: 12).
إنك لست أقوى من الذين سقطوا، بل ربما لم تصل إلى شيء من درجتهم بعد، قبل سقوطهم.
أنظر ماذا يقول بولس الرسول وتمعن جيدًا في الصفات التي يوردها. أنه يقول بولس الرسول، وتمعن جيدًا في الصفات التي يوردها. أنه يقول (لأن الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السمائية، وصاروا شركاء الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي، وسقطوا [عب 6: 4 – 6].
يا للهول، ويا للخوف!! هل وصلت يا من تضمن الملكوت إلى هذه الدرجات العالية التي كانت لأولئك؟! هل استنرت، وصرت شريكًا للروح القدس، وذقت الموهبة السماوية وكلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي؟!
ومع ذلك فإن الذين نالوا كل هذه المواهب قد سقطوا. ولم يسقطوا فقط بل هكلوا.
لأن الرسول يقول إنه (لا يمكن تجديدهم أيضًا للتوبة) ويشبههم بأرض (مرفوضة وقريبة من اللعنة، التي نهايتها للحرق) (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 6: 8).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/5msr9ab