ولما كان الروح القدس هو الناطق في الأنبياء، وهو روح ناري، لذلك رمز إلى كلمة الله بالنار...
لأنهم نطقوا بكلمة الله مسوقين بالروح القدس (2بط1: 21). الذي هو نار. ولم يكونوا هم المتكلمين، بل روح الله المتكلم فيهم (مت10: 20)، لذلك كانت كلماتهم من نار. وهكذا قال الرب لإرمياء النبي:
"هاأنذا جاعِل كلامي في فمك نارًا" (أر5: 14).
وفي وقت من الأوقات تعب ارميا من كلمة الرب، التي كان يوبخ بها الناس فسيهزئون به ويثورون عليه... فقال عن الرب "فَقُلْتُ: «لاَ أَذْكُرُهُ وَلاَ أَنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ». فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي، فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أَسْتَطِعْ." (إر 20: 9).
وكلمته إلينا تضيء لنا الطريق، كما قال المرتل: "سراجٌ لرجلي كلامك، ونورٌ لسبيلي" (مز 119)، وكما قال: "كلمة الرب مضيئة تنير العينين عن بُعد" (مز 19). وهي أيضًا لهيب نار، إشعارًا بقوة كلمة الله التي لا ترجع فارِغَة، بل تعمل ما يُسَرّ به (إش 55: 11)، وأشار إلى حرارة الكلمة وفاعليتها...
الحرارة الإلهية التي من الروح القدس، توقد في القلب نارًا، وتشعله بالحب...
الله محبة (1يو4: 16). والمحبة نار "مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئها" ( نش8: 7). لذلك كل من يحيا بالروح يمتلئ قلبه بالحب. ويكون الحب في قلبه نارًا. تشتعل في قلبه نار من جهة محبته للناس والسعي إلى خلاصهم. مثله مثل النار التي نراها في شموع الكنيسة التي تذوب لكي تضيء للآخرين، أو كنار التي تجعل حبة البخور تحترق وتبذل ذاتها، لكي تقدم رائحة زكية تصعد إلى فوق... إنها نار الحب الإلهي الذي يشتعل في القلب، ويقدمه كمحرقة، كرائحة بخور، رائحة سرور للرب" (لا1: 9، 13، 17)...
هذه الحرارة الروحية، تظهر في حياة الإنسان الخاصة:
قد تبدو في حرارة المحبة التي تربطه بالله والكنيسة والناس. وقد تكون في مستوى روحي يوجد فيه. كما قال القديس يوحنا وهو في منفاه في جزيرة بطمس "كنت في الروح في يوم الرب" (رؤ1: 10). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أي في حالة روحية معينة، لها عمقها... وفي مرة أخرى، لما أبصر بابًا مفتوحًا في السماء، وسمع صوتًا يقول له "اصعد إلى هنا، فأريك ما لابد أن يصير..."، ويقول "وللوقت صرت في الروح" (رؤ4 : 1، 2).
إن كان الروح القدس يعمل فيك، فعلامة ذلك أنك تصير شعلة من نار.
تصير كلك نارًا. وهذه النار تآكل فيك كل شهوة ورغبة عالمية. كما أنها تشعل محبة الله في قلبك. أليست هيكلًا لله (1كو3: 16) "هل خلا هيكل الله يومًا من النار المقدسة التي فيه؟!.
قد يسأل البعض عن (فلان) من الخدام، فَيُقَال إنه شعله من نار. فما معنى هذه العبارة؟ معناها أن الروح القدس يعمل فيه، كنار... حسنًا قال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح إنه "يعمدكم بالروح القدس ونار" (لو3: 16).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/55c3qmf