الزيت:
واضح رمز الزيت إلى الروح القدس، من سر المسحة المقدسة، أو سر الميرون.
بالمسحة المقدسة كان الأنبياء قديمًا يمسحون الكهنة والملوك والأنبياء، فيحل عليهم روح الرب، ويعطيهم الروح مواهب.
وقد أمر الرب موسى النبي أن يصنع زيت أو دهن المسحة هذه، من زيت الزيتون النقي ومجموعة من الأطياب (حز30: 22-24). وقال له "وتصنعه دهنًا مقدسًا للمسحة... وتمسح به خيمة الاجتماع وتابوت الشهادة، والمائدة كل آنيتها، والمنارة وآنيتها، ومذبح المحرقة... وتقدسها فتكون قدس أقداس. كل من يمسها يكون مقدسًا" (خر30: 25-29).
وكما كان يتقدس بهذه المسحة بيت الرب وكل مذابحه وأوانيه هكذا كان يتقدس به الكهنة أيضًا.
وفي هذا قال الرب لموسى "وتمسح هرون وبنيه لكهنوا لي"، "يكون لي هذا دهنًا مقدسًا للمسحة في أجيالكم" (خر30: 30، 31).
وكرر الرب هذا الأمر مرة أخرى لموسى النبي، في نفس سفر الخروج فقال " وتأخذ دهن المسحة، وتمسح المسكن وكل ما فيه وتقدسه وكل آنيته ليكون مقدسًا وتمسح مذبح المحرقة وكل آنيته، وتقدس المذبح ليكون قدس أقداس... وتقدم هرون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع، وتغسلهم بماء. وتلبس هرون الثياب المقدسة، وتمسحه وتقدسه ليكهن لي" (خر40: 9، 13 ).
"وتقدم بنيه، وتلبسهم أقمصة، وتمسحهم كما مسحت أباهم ليكهنوا لي ويكون ذلك لتصير لهم مسحتهم كهنوتًا أبديًا في أجيالهم" (خر40: 14، 15).
وفعل موسى كما أمره الرب (لا8: 4) وصب من دهن المسحة لي رأس هرون لمسحه وتقديسه ( لا8: 12) وكان قد مسح المسكن والمذابح من قبل وبعد هرون مسح بنيه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).
أي زيت هذا؟ وأي دهن هذا؟ الذي كل ما يمسح به يتقدس... ومن يمسح به تصير له لمسحه كهنوتًا أبديًا.
في مسح شاول قيل "فأخذ صموئيل قنينة الدهن، وصب على رأسه، وقبله. وقال: أليس لأن الرب مسحك على ميراثه رئيسًا" (1صم10: 1) وحدث أن الله أعطاه قلبًا آخر وحدثت آيات في ذلك اليوم. وحل عليه روح الرب فتنبأ، حتى قيل: أشاول أيضًا من الأنبياء؟!" (1صم10: 9-11).
فكان مع المسحة المقدسة حلول روح الرب على هذا الممسوح، مع موهبة من الروح القدس هي موهبة النبوءة.
وعن مسحة داود، قيل "فأخذ صموئيل قرن الدهن، ومسحه في وسط إخوته. وحل روح الرب على داود في ذلك اليوم فصاعدًا" (1صم16: 13)... نفس الأمر: حلول روح الرب مع مسحة الزيت. ووهب الله داود موهبة تهدئة شاول من الروح الرديء، بعد أن فارقة روح الرب (1صم16: 14، 22).
نسمع بعد ذلك عن إيليا النبي، وكيف مسح ملكين ونبيًا هو أليشع.
إذ قال له الرب: امسح حزائيل ملكًا على آرام، وَامْسَحْ يَاهُوَ بْنَ نِمْشِي مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَامْسَحْ أَلِيشَعَ بْنَ شَافَاطَ مِنْ آبَلَ مَحُولَةَ نَبِيًّا عِوَضًا عَنْكَ" (سفر الملوك الأول 19: 15، 16). وبالمسحة كان يحل روح الله...
والذين يُمْسَحون كانوا يسمون مسحاء الرب. ولذلك قال داود عن شاول الملك لما حرضه رجاله على قتله "حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي مسيح الرب، فأمد يدي إليه! لأنه مسيح الرب هو" (1صم24: 6).
وعن هؤلاء الممسوحين قال الرب "لا تمسوا مُسحائي" (مز105: 15).
وكانت الزيتونة ترمز إلى الكنيسة من حيث أنها مملوءة بهذا الزيت، وتعطيه للناس .
بولس الرسول يقول عن كنيسة العهد القديم أنها الزيتونة الأصلية، وكنيسة العهد الجديد زيتونة برية قد طعمت فيها (رو11: 17، 24)... ولعله عن هذا قد تنبأ زكريا فقال "ما هاتان النبيالزيتونتان عن يمين المنارة وعن يسارها" (زك4: 11).
ولعلنا بعد هذا نتأمل أمرًا هامًا وهو:
ما هو الزيت في مثل العذارى العشر؟
هل العذارى الجاهلات لم يكن معهن زيت في آنيتهن، إشارة إلى أنهن لم يحتفظن بعمل الروح القدس فيهن... هناك آراء أخرى ولكني إميل إلى هذا الرأي، لأنه اقرب إلى الفهم اللاهوتي.
ننتقل الآن إلى رمز آخر وهو: النار.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/t94an3t